رام الله - نهاد الطويل حذرت وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينيين، الثلاثاء، من أن مأساة إنسانية جديدة قد تقع في أي لحظة بحق أسرى فلسطينيين يواصلون إضرابهم عن الطعام لعشرات الأيام، وذلك في ظل السياسات الإسرائيلية اللانسانية في حقهم. وقال وزير الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع، الثلاثاء، في بيان صحافي ، حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، "إن انتفاضة أسرى جديدة قد تقع في أي لحظة داخل السجون الإسرائيلية، وذلك لمواجهة السياسات العدوانية في حقهم، الأمر الذي سينعكس بدرجة كبيرة على مسار المفاوضات المُعلن عنها، والتي تجري برعاية أميركية وغطاء عربي، ويُنذر بانفجار الشارع الفلسطيني، نظرًا لما تُشكله هذه القضية من حساسية كبيرة بالنسبة للفلسطينيين".
وتواصل مؤسسات حقوقية وفعاليات فلسطينية تحذياتها من استمرار سقوط المزيد من الشهداء من الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في صفوف الأسرى المضربين عن الطعام، بسبب التدهور المستمر في أوضاعهم الصحية والنفسية.
وأفادت مؤسسة "الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان"، أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين خاضوا معركة الأضراب عن الطعام بشكل ملحوظ وصل إلى أكثر من 33 أسيرًا، منذ بداية العام الجاري، فيما يواصل 13 أسيرا إَضرابهم، بينما انضم 4 أسرى آخرين هذا الأسبوع، واعتبر ذلك الأعلى للإضرابات الفردية منذ أكثر من عام.
ولفت محامي مؤسسة "الضمير" زياد فارس، في تصريحات صحافية، لـ"العرب اليوم"، إلى أن عددًا من الأسرى المضربين يرفضون الخروج لمقابلة محاميهم، بسبب السياسة التي تنتهجها ما تسمى بـ"مصلحة السجون"، التي تقوم بتقييد أرجلهم خلال زيارة المحامي، وهذه السياسات تشمل أيضًا عزل الأسرى المضربين بشكل واسع، والضغط عليهم لوقف الإضراب عن الطعام من دون تحقيق مطالبهم.
ويتصدر مشهد المعاناة التي يعيشها الأسرى الذين يخوضون ما بات يُعرف بـ"معركة الأمعاء الخاوية"، في هذه الأيام الأسير الأردني من أصول فلسطينية عبدالله البرغوثي، المستمر في الإضراب عن الطعام، منذ ما يقارب الـ 100 يوم، ويواجه حكمًا بالسجن ب 67 مؤبد، إضافة إلى 500 عام،وهو أعلى حكم ضد أسير فلسطيني.
 وحذر مدير مركز "الأسرى للدراسات" الأسير المحرر رأفت حمدونة، عبر "العرب اليوم"، الثلاثاء، من حالة الترهل غير مسبوقة تجاه الأسرى المضربين عن الطعام، منذ ما يقارب من 100 يوم.
وأضاف حمدونة، أن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل معنية باستشهاد الأسير عبدالله البرغوثي، من دون تحمل للمسؤولية الكاملة عن هذه النتيجة، في ظل الصمت الدولي وغياب الفعل الجماهيري الكافي المساند على الأرض من قِبل الكل الفلسطيني والعربي والدولي المتضامن معه، وغياب التدخل الرسمي الأردني، وأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في حياة الأسير البرغوثي، الذي خط وصيته بيده في ظل خطورة وضعه الصحي وفق كل التقارير الطبية التي تصلنا".
وقد شنّ الأسير المحرر خضر عدنان، قبل أيام، خلال اعتصام  في رام الله لنصرة الأسرى ، هجومًا واسعًا على عدد من المؤسسات الأهلية والرسمية والإعلامية الفلسطينية، محملاً إياها المسؤولية بإدارة ظهرها لقضية الأسرى المضربين عن الطعام.
ويأتي ذلك في ظل النداءات الفلسطينية المستمرة لتصعيد "الهبة" الجماهيرية الداعمة للأسرى، فيما تشهد ضعفًا ملموسًا في الأراضي الفلسطينية للوقوف بجانب الأسرى ومساندتهم، وذلك رغم استمرار التحذيرات بخطورة الوضع القائم داخل السجون الإسرائيلية على حياتهم.
وكانت المخابرات الإسرائيلية قد تمكنت من اعتقال البرغوثي على غير يقين من هويته في العام 2003، حيث كان يخرج من إحدى مستشفيات رام الله جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد أن أسرع صباحًا إلى معالجة طفلته الكبرى تالا (3.5 سنوات) في حينها، عندما فوجئ بالقوات الخاصة الإسرائيلية تعتدي عليه وتكبل يديه، ورفض الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقة مبادلة جلعاد شاليط، الذي اعتقلته فصائل فلسطينية في قطاع غزة لمدة 5 سنوات، فيما يتهم البرغوثي بالمسؤولية عن عشرات العمليات الاستشهادية والهجومية ضد أهداف إسرائيلية والمستوطنين، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
يُشار إلى أن 14 أسيرًا يخوضون إضرابًا عن الطعام، وهم أيمن حمدان 98 يومًا، منير مرعي وعبد الله البرغوثي وعلاء حماد ومحمد الريماوي وحمزة الدباس 94 يومًا، وعماد البطران 89 يومًا، وعادل حريبات وأيمن طبيش 74 يومًا، وحسام مطر ومحمد طبيش 65 يومًا، وعبدالمجيد خضيرات 35يومًا، وعمر تلاحمة ومحمود تلاحمة 22 يومًا.