صنعاء - علي ربيع وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، السبت، إلى المملكة العربية السعودية قادماً من الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع العاهل السعودي تتعلق بالملفات المشتركة بين البلدين، وفي مقدمتها الدعم السعودي للعملية الانتقالية في اليمن،بالإضافة إلى المستجدات الإقليمية.
وتأتي زيارة هادي في وقت تشهد بلاده اضطرابات أمنية يتخللها نشاط متنام لتنظيم"القاعدة"وهجمات متكررة لرجال القبائل في مأرب(شرق صنعاء)على المصالح الحيوية، في حين تتواصل أعمال مؤتمر الحوار الوطني الدائر منذ آذار/مارس في صنعاء بين الأطراف السياسية للخروج بحلول توافقية لمشكلات البلاد يتأسس عليها كتابة دستور جديد يستفتى عليه شعبياً بحلول نهاية العام الجاري تمهيداً لانتخابات عامة في شباط/فبراير 2014.
وكان في استقبال هادي  في مطار جدة الدولي أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل وسفير المملكة العربية السعودية بصنعاء علي محمد الحمدان والقنصل العام في جده السفير على العياشي وأركان السفارة اليمنية بالسعودية وعدد من أعضاء الجالية اليمنية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن العاهل السعودي أقام مأدبة إفطار مساء السبت في القصر الملكي بمكة على شرف الرئيس هادي والوفد المرافق له حضرها عدد من الوزراء والسفراء وكبار المسؤولين بالمملكة.
وتعد السعودية اللاعب الأبرز في الملف اليمني سياسياً واقتصادياً، وكانت اقترحت خطة خليجية لإنهاء الأزمة التي اندلعت إثر احتجاجات 2011 ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، قضت بخروجه من السلطة وانتخاب نائبه هادي رئيساً توافقياً لمدة عامين.
كما كانت تعهدت بتقديم نحو أربعة مليارات دولار أميركي ضمن مؤتمري المانحين أواخر العام الماضي في الرياض ونيويورك لدعم الاقتصاد اليمني ومساعدة الحكومة التوافقية في إدارة المرحلة الانتقالية الهشة التي يسودها عدم استقرار الأمن وتنامي المطالب الداعية لانفصال جنوب اليمن.
وكان هادي اختتم زيارة إلى الولايات المتحدة أجرى خلالها فحوصات طبية كما التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومسؤولي الإدارة الأمريكية وبحث معهم تطورات الأوضاع في اليمن وكذا التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب وأوضاع معتقلي"غوانتانامو"من اليمنيين.
وعلى الصعيد الأمني، ألقت مليشيا"اللجان الشعبية" المساندة للجيش اليمني، السبت، القبض على انتحاري من عناصر تنظيم"القاعدة" يحمل الجنسية السعودية في مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين(جنوب اليمن).
وذكر موقع إلكتروني تابع لمليشيا" اللجان الشعبية" أن الانتحاري كان يحمل حزاما ناسفا لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف مقاتلي اللجان الشعبية، مؤكداً أن اعترافات المتهم أفادت بوجود خمسة انتحاريين آخرين يستعدون لتنفيذ هجمات مماثلة.
وينشطّ"القاعدة" في مناطق جنوب وشرق اليمن، ويشن عمليات انتحارية وسلسلة اغتيالات على الجيش والأمن منذ أن تمكن الجيش مدعوماً بمليشيا"اللجان" منتصف العام الماضي من طرد مسلحي التنظيم من مدن في أبين وشبوة كان استولى عليها وأعلن فيها قيام إمارات إسلامية.
في غضون ذلك، انضمت ألمانيا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، وأعلنت، السبت إغلاق سفارتها في اليمن،يومي الأحد والاثنين لدواع أمنية.
وحذرت الخارجية الألمانية رعاياها من مغبة الوضع في جميع أرجاء اليمن بسبب حالة الانفلات الأمني وتوعد "القاعدة" بتنفيذ اعتداءات على عدد من المشاركين في مؤتمر الحوار الوطنى.
وكانت الخارجية الأميركية قررت في وقت سابق إغلاق سفاراتها الأحد، في نحو 17 بلداً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، من بينها سفارتها في اليمن.