وزير الخارجية الأميركي جون كيري
واشنطن ـ يوسف مكي
قال إن المحادثات التي تجري الآن بشأن البرنامج النووي الإيراني لن تكون إلى ما لا نهاية، ولكنه أبقي في الوقت نفسه الباب مفتوحًا أمام حلول دبلوماسية لطموحات إيران النووية عندما دعا إلى التحلي بالصبر في هذا الشأن، فيما تواصل إسرائيل ضغوطها من أجل ضربة عسكرية لطهران.
وقال كيري بعد يوم واحد من انتهاء أحدث جولة من المفاوضات بشأن البرنامج النووي من دون التوصل إلى اتفاق إن البيت الأبيض سيظل يأمل في نهاية سلمية لهذه الموقف المعلق، لكنه أكد على أن ذلك الموقف لن يبقى معلقًا للأبد.
تأتي تلك التصريحات في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات في إسرائيل بوضع تاريخ محدد وأخير لإيران كي تتوقف عن أنشطة تخصيب اليورانيوم أو تواجه بعمل عسكري.
وقال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي يوفال ستينيتز، الأحد، إن مثل هذا الرد العسكري ينبغي أن يتخذ خلال أسابيع قليلة أو شهر في حال رفض طهران الإذعان للمطالب الدولية بوقف برنامجها النووي.
لكن كيري الذي كان يتحدث من تركيا في بداية جولة تشمل أوروبا والشرق الأوسط وآسيا تستغرق عشرة أيام دعا إلى التحلي بالصبر بشأن المحادثات مع إيران، وقال في مؤتمر صحافي في إسطنبول أن "الدبلوماسية عمل شاق ومؤلم".
وهو يشير في ذلك إلى المحادثات التي جرت، السبت، بين إيران ومجموعة القوى الكبرى الستة في كازاخستان، والتي لم تحرز على ما يبدو سوى تقدم ضئيل.
وتقول منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والمفاوض الرئيسي في المباحثات كاثرين آشتون إن الطرفين لا يزالان متباعدين.
حضرت الوفود الستة من كل من روسيا وأميركا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الاجتماعات التي استغرقت يومين في أحدث محاولة لنزع فتيل الأزمة بين إيران والغرب بشبرنامجها النووي. ولكن سرعان ما تبددت الأمال بحدوث انفراجة، الجمعة الماضي، عندما بدا واضحًا أن الطرفين ظلا على موقفيهما المتباعدين بشأن المسائل الرئيسية المتعلقة بالعقوبات وأنشطة تخصيب اليورانيوم.
وعرض الغرب على إيران تخفيف العقوبات في مقابل تعهد والتزام إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية، والتوقف عند درجة تخصيب تقل عن 20 في المائة وهي الدرجة اللازمة لصنع أسلحة نووية.
لكن إيران ترى أنه من حقها تخصيب اليورانيوم عند هذا الحد لتحويله إلى وقود تحتاجه لمفاعل أبحاثها الطبية، كما تطلب بأكبر قدر من تخفيف العقوبات الدولية التي تحد من صادراتها النفطية وتعاملاتها المصرفية وتضر باقتصادها. ودائمًا ما تنكر إيران أنها تسعى من برنامجها النووي لإنتاج أسلحة نووية، وتقول إن تخصيب اليورانيوم إنما يتم لأغراض مدنية.
وقال رئيس اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية إن طهران لا تنوي إنهاء برنامجها النووي، ولكنه وصف محادثات كازاخستان بأنها خطوة نحو الأمام، ودعا إلى جولة جديدة من المحادثات.
وفي الوقت نفسه ترك كيري الباب مفتوحًا أمام مزيد من المحادثات وقال إنه من المهم الاستمرار في المحادثات، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة، وقال أيضًا إنه لا يزال يأمل في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.