المتحدث الرسمي باسم حركة "حماس" فوزي برهوم
غزة ـ محمد حبيب
قال إن صناعة القرار داخل الحركة تحكمها مبادئ الشورى وضوابط مؤسسية.
وأوضح في برهوم في تصريحات لصحيفة "الرسالة" المحلية السبت أن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي لحماس لا تعني حدوث انقلاب في المواقف المستقبلة للحركة، مشدداً على
أن "حماس تتخذ قراراتها مؤسسياً وليس وفق أهواء شخصية"، ومعتبراً أن "القيادة الجديدة أمامها تحديات وأهداف وخطة على الأرض".
وأضاف برهوم أن العقود الماضية من عُمْر الحركة شهدت انتخابات للمكتب السياسي خرج منها قيادات ودخل آخرون بدلاً منهم، مُعلِّقا "التجديد شيء طبيعي في مؤسسات الحركة، فأعان الله قيادتها الجديدة على خدمة شعبنا الفلسطيني والتبني الفعال لقضاياه".
وعن التمديد لرئيس المكتب السياسي خالد مشعل، قال "مبدأ الشورى يُحدِّد رئيس المكتب، وقد جرى انتخاب "أبو الوليد" ديمقراطياً بمشاركة الداخل والخارج في استحقاق تشهد له الأطراف كلها بالشفافية والنزاهة".
ونفى برهوم التسريبات التي تزعم انتصار جناح داخل حماس على آخر، وقال بحسم "هذا كلام غير صحيح.. لا يوجد داخل الحركة متشددون ومعتدلون، فكل قياداتنا مشهود لها بالوطنية والمبادئ والأخلاق، وبينها أخوة عالية وود وتفاهم".
واستغرب ما يجري الترويج عنه بوجود جناحين داخل حماس، وأضاف "الاحتلال يحاول ترسيخ هذه المزاعم، وللأسف فإن وسائل إعلام فتحاوية وإقليمية ودولية تحاول تسويق هذه الأكاذيب، ولكن محاولاتها باءت بالإخفاق".
وبشأن خطة حماس خلال السنوات الأربع المقبلة، أكد برهوم أن حركته ستعمل على استكمال استراتيجيتها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والانفتاح على العالم.
وقال برهوم "القيادة الجديدة تضع الخطة الاستراتيجية ومعالم المرحلة المقبلة، ولاسيما وضع المنظومة الدولية في صورة تواصل مباشر مع الحركة ومعاناة الشعب الفلسطيني وقضيته".
وفيما يتعلق بالاستحقاقات الداخلية، أشار إلى أن هناك قضايا تتعلق بحماس بصفتها الحركية، "وتشمل العلاقة مع المجتمع والفصائل الفلسطينية وبرنامج المقاومة وفك الحصار المفروض على قطاع غزة والتسويق لعدالة القضية الفلسطينية".
وأكد أن حماس "التي تتمسك بالثوابت الفلسطينية" مهمومة دائماً بالدفاع عن الشعب والأرض والمقدسات، "فضلاً على مساعيها في تحقيق الوحدة الوطنية، وإعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني وتعزيز برنامج المقاومة إلى جانب استنهاض الأمة في معركتها ضد الاحتلال (الإسرائيلي)".
وطالب برد الاعتبار للمقاومة، مشيراً إلى أنه في مقابل المقاومة الباسلة في قطاع غزة هناك "مفاوضات متوقفة منذ مدة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال (...) الرئيس أبو مازن يرفض المقاومة المسلحة في الضفة".
وأكد أن الحل يكمن في اتفاق الفصائل الفلسطينية على برنامج مقاوم يفرض شروطه على الأرض في مواجهة الاحتلال والتهويد ضمن اتفاق وطني، وقال "لا نريد لحماس أن تتحمل المشروع منفردة، فلا بد أن تكون المقاومة المسلحة ضد الاحتلال ثم المقاومة الشعبية والجماهيرية حاضرتين حتى يتحقق مشروع التحرير".
وقال "تحقيق الوحدة الوطنية يعني مناعة القرار الفلسطيني وقدرته على مواجهة التحديات لنستظل خلاله بمشروع وطني لا مكان فيه لأي تنازلات"، معتبراً أن تفعيل مشروع التحرير يبدأ بوحدة الصف الفلسطيني "تحت راية المقاومة والدفاع عن الشعب والأرض والمقدسات وتحرير فلسطين".
ورداً على أن المراقبين باتوا يتعاملون مع ملف المصالحة باعتباره مجموعة من الوعود والاتفاقات غير القابلة للتطبيق، أوضح "لقد حدث تقدم كبير منذ 17 آذار/مارس 2009 حتى الآن خلال اللقاءات الثنائية كلها مع حركة فتح أو الفصائل الأخرى بالرعاية المصرية والسعودية واليمنية والقطرية، وجامعة الدول العربية".
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على القضايا كافة التي كانت محل الخلاف، "والآن جاءت مرحلة التطبيق التي اعترتها بعض العقبات ربما لأن حركة فتح منقسمة على نفسها في ملف المصالحة، فضلاً على ارتباط السلطة في الضفة مع (إسرائيل) باتفاقات أمنية وسياسية واقتصادية مُضافاً إلى ذلك الضغوط الأميركية التي تضع شروطاً تعجيزية أمام وحدة الشعب الفلسطيني".
ونبّه إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومعه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وزعماء دول أوربية يضغطون حتى لا تحدث المصالحة وينتهي الانقسام الفلسطيني، "لذلك فالصورة واضحة بعدما وافقت الأطراف الفلسطينية على النقاط الخلافية كلها ووقعت عليها في آخر لقاء للفصائل في القاهرة، ولاسيما تطبيق الاتفاق رزمة واحدة".
وكشف عن وضع المسؤولين المصريين في الصورة كاملة خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة إسماعيل هنية، "وتأكيد أن المطلوب هو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولكن حركة فتح ترفض عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة وفقا للمقترح القطري لتفعيل ما جرى التزامه في جولات الحوار الفلسطيني السابقة"، مُعقِّباً "فتح غير جاهزة للمصالحة لكننا في حماس جاهزون ومستعدون الآن أكثر من أي وقت مضى لتنفيذ ما هو مطلوب منا".
وبخصوص وجود جدول زمني لإتمام ملف المصالحة، أعلن برهوم أن حماس تنتظر أي ترتيبات جديدة انطلاقاً من الدعوة القطرية إلى القمة العربية المصغرة في القاهرة.
وعن مبررات ترحيب حركة فتح بانتخاب مشعل ودلالاته المستقبلية فيما يتعلق بالمصالحة، قال "من الطبيعي أن ترحب فتح بالانتخابات النزيهة والديمقراطية لحماس، وهذا موقف سليم فيه نوع من التغيير في مواقف فتح المستقبلية".
ولكنه أردف "هناك جناح داخل فتح لا يريد لحماس أن تنجح أو تستقر أو تقود الشعب الفلسطيني، لذا فهو يحاول وضع العراقيل والمعوقات أمامها، المهم أن تمضي سفينة الوحدة الوطنية بمن أرادوا لهذه السفينة أن تصل إلى بر الأمان".
وحذر من غضب الشعب الفلسطيني الذي مل حالة الانقسام الموجودة وتجميد تطبيق ما جرى الاتفاق عليه من تعهدات بين الفصائل، وأضاف "نتفهم مشاعر الشعب الذي لا يريد مصالحة على حساب الثوابت".
وبشأن موقف حماس من تلكؤ إسرائيل في التزامها ملف التهدئة، أوضح أن حماس ومعها الشعب الفلسطيني على قناعة بأن العدو لا يلتزم الوعود والمواثيق.
وأكد أن تهرب الاحتلال من بنود التهدئة التي وقعت برعاية مصرية كان محور نقاش ومباحثات خلال لقاءات قيادات الحكومة وحماس، "وفي وجود السيد خالد مشعل ورئيس الحكومة إسماعيل هنية في القاهرة مع المسؤولين المصريين كان هناك تأكيد ضرورة متابعة مصر تفاصيل التهدئة جميعها".
وقال "السؤال الآن هو كيف ستتعامل مصر مع العدو الإسرائيلي بما يُحقِّق بالفعل قوامة مصر على قرارها وسيادتها ووقف العدوان على غزة وفك الحصار؟.. أعتقد أن مصر لن تفرط في أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني وأنها ستمضي حتى تحقيق أمان الشعب الفلسطيني".
واستطرد "مصر بعد الثورة تختلف عما كانت عليه سابقاً، فقد اختلف التعامل معنا كثيرا، ونحن في المقابل نقف على مسافة واحدة من الشعب المصري وتوجهاته، ولسنا طرفاً في أي معادلة داخلية"، مشيراً إلى أن حماس تسعى جاهدة من أجل التواصل مع المنظومة العربية والإسلامية والدولية بما يخدم القضية الفلسطينية، "فالواقع العربي تغير كثيراً وأصبحت مواقفه وقراراته قوية".