طهران ـ مهدي موسوي كشفت منظمة العفو الدولية عن إضراب خمسة من السجناء الإيرانيين العرب عن الطعام منذ بداية الشهر الحالي؛ احتجاجًا على الحكم الصادر بإعدامهم وسوء المعاملة التي يتعرضون لها داخل السجن حاليًا. وقالت منظمة العفو الدولية في التماس عاجل أصدرته، الثلاثاء، إن إضراب السجناء الخمسة كان أيضا احتجاجًا على تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة في سجن قارون، إضافة إلى رفض سلطات السجن علاجهم من الوعكات الصحية المختلفة التي يعانون منها والتي كان بعضها بسبب التعذيب السابق وسوء المعاملة، مشيرة إلى أن سلطات السجن لم توفر لهم طبيبًا، على الرغم من طلبهم المتكرر في هذا الشأن.
وأوضحت المنظمة أن السجناء الخمسة محمد علي عموري 34 عامًا، وهشام شعباني عموري 32 عامًا، وهادي الرشيدي 38 عامًا  وسيد جابر البوشوكا 27 عامًا، وسيد مختار البوشوكا 25 عامًا، رفضوا تناول الطعام منذ بداية آذار/مارس الجاري بسبب قرار المحكمة العليا الذي أيد أحكام أعدامهم، بعدما أصدرت محكمة إيرانية حكمها بإعدام الخمسة وهم من الأقلية العربية في إيران المعروفة باسم عرب الأهواز وذلك في أعقاب محاكمة وصفها العديد من نشطاء حقوق الإنسان بأنها كانت محاكمة ظالمة تماما.
وكانت المحكمة قد أدانتهم بتهمة الارتباط بجماعة إرهابية والتورط في إطلاق نيران كما تقول السلطات الإيرانية في ضواحي بلدة رامشير في إقليم خوزستان. إلا أن منظمة العفو الدولية حذرت مرارا وتكرارا وقالت أن محاكمتهم قد تمت في سرية ولم يكشف النقاب علنا عن الأدلة التي تثبت إدانتهم واستحقاقهم لتلك الأحكام. وتتضمن بعض الاتهامات ضدهم ارتكاب جرائم تضر بالأمن القومي الإيراني وترى منظمة العفو الدولية أنها تهم مبهمة وغير واضحة  مثل تهمة "الفساد في الأرض" و"التجمهر  والتآمر ضد أمن الدولة" و"نشر دعاية تناهض النظام".
وأضافت المنظمة قائلة أن رد فعل مسؤولي السجن على إضرابهم كان انتقاميًّا، حيث قروا حرمانهم من إجراء مكالمات هاتفية أو استقبالها لمدة خمسة أيام، مشيرة إلى أنه خلال زيارة للسجن يوم 13 من الشهر الحالي قام أهالي السجناء بإقناعهم بإنهاء إضرابهم عن الطعام لكن خمسة منهم استمروا حتى الآن في رفض الطعام.
وفي شباط /فبراير الماضي أصدرت منظمة العدل من أجل إيران ،وهي منظمة غير حكومية في مجال حقوق الإنسان، تقريرًا يتناول اضطهاد الدولة للأقلية العربية وخاصة نشطاء جماعة الحوار المدنية.
واشار التقرير إلى العديد من حالات الاضطهاد الفردية مثل حالة الناشطة فاطمة إسماعيل بدوي وزوجها على ماتورزاده اللذان تم القبض عليهما عام 2005 عندما كانت حاملًا في شهرها الثامن ووضعت الجنين داخل الزنزانة في حضور المحققين معها، مشيرًا إلى أن زوجها اضطر إلى قبول تهمة الإرهاب الزائفة من أجل زوجته وطفله الوليد وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه عام 2006 بينما صدر الحكم ضد الزوجة 15 عامًا، وقد مر عليها الآن سبع سنوات في السجن.
يذكر أن عرب الأهواز يعانون من تفرقة وتمييز في المعاملة سياسيًّا وثقافيًّا وفي مجال التعليم والتوظيف، وقاموا خلال السنوات الأخيرة قاموا بعدة مظاهرات احتجاجية ضد سياسية التمييز ، كما شارك في هذه المظاهرات الجماعات التي تطالب بدولة عربية منفصلة ، كما صدرت أحكام بالإعدام ضد كثيرين من عرب الأهواز على مدار السنوات الماضية في إيران ، وكان من بينهم عبد الرحمن الحيدري وطه الحيدري وجامشيد الحيدري الذين تم إعدامهم في حزيران/ يونيو عام 2012 في محاكمة وصفت بأنها غير عادلة.