الجزائر ـ خالد علواش استنكر تأويل تصريحاته عبر وسائل الإعلام بشأن دعم حزبه السلفي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لفترة رئاسية رابعة، مضيفًا أن الحزب بانتظار تبريرات والي العاصمة الجزائر في شأن رفض منح الحزب رخصة عقد جلسة تأسيسية، حيث يسعى الحزب السلفي إلى طرق الباب السلمي للعمل على إنقاذ البلاد وإصلاح مؤسساتها.
وأشار زراوي في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، السبت، إلى أن المشروع المقبل هو "تحالف إسلامي"، ينتج عنه مرشح توافقي يمثل هذا التيار أثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2014.
وأكد الشيخ زراوي أن مؤسسي "الصحوة الحرة" ينتظرون تبريرات والي العاصمة، قبل مراسلة وزير الداخلية، الأسبوع المقبل، بشأن رفض منح الحزب رخصة عقد جلسة تأسيسية، مشيرًا إلى أن والي الجزائر العاصمة لم يقدم أي تبرير، على الرغم من مضي ثلاثة أسابيع كاملة على قرار الرفض، وأوضح في هذا الإطار أن "الصحوة الحرة" ستراسل وزير الداخلية أثناء الأسبوع المقبل، لتقديم المبررات القانونية والدستورية في ملف الحزب، وما يلقاه من مماطلة في إجراءاته التأسيسية، مؤكدًا أنه سيتوجه برسالة إلى الرئيس بوتفليقة، حال عدم تلقيه ردًا مقنعًا، وأضاف متسائلاً "كيف تمنح الداخلية إعتمادًا جديدًا لحزب إخواني ثالث، أثناء عام واحد، في مقابل رفض منح السلفيين حقهم الدستوري".
واتهم مؤسس أول حزب سلفي في الجزائر جهات وصفها بـ"الاستئصالية" داخل النظام الجزائري، تسعى لتعطيل مشروع إنشاء الحزب، والترويج على أنه "الوجه الآخر للجبهة الإسلامية للإنقاذ"، بعدما تم تأويل تصريحات الحزب بالخروج للاعتصام تأويلاً خاطئًا، مؤكدًا أن خيار الاعتصام قد تمّ سحبه، و أن الحزب سينتهج الأطر القانونية التي يخوّلها الدستور، لمتابعة القضية مع كل الأطراف، سواءًا ولاية الجزائر أو الداخلية، وحتى رئيس الجمهورية.
وتطرق الشيخ زراوي للتأويل الخاطئ الذي حظيت به مختلف تصريحاته، حيث قال "الإعلام يلعب دورًا عكسيًا في كثير من الأحيان"، مشيرًا إلى قوله "سنختار الرئيس الذي يريده الشعب"، مضيفًا أن "الصحوة الحرة" ستقطع دابر كل التأويلات، من خلال بيان مفصل، توضح فيه رؤيتها بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومرشحها الذي سيكون مرشحًا توافقيًا للتيار الإسلامي، بعد عقد تحالف موّسع، يجمع السلفيين بالإخوان، وذلك خدمة لمصلحة البلاد.
وعبّر الشيخ زراوي عن استيائه من الحملة التي تشنها وزارة الشؤون الدينية تجاه السلفيين، معتبرًا أنها من قادت حملة تشويه التيار، مضيفًا أن تصريحات شيخ السلفيين علي فركوس تندرج في استغلال هذا العمل ضد السلفيين، الذين يؤمنون بالعمل السياسي كحق قانوني دستوري، حيث أوضح قائلاً "لكلّ وجهة نظره، لكني أحترم رأي الشيخ فركوس (الذي يرفض التحزب ويرى أنه لا يتوافق مع النهج السلفي)"، مضيفًا أن المرحلة الثالثة لحملة تشويه الحزب تمثلت في تأليب الرأي العام ضده، من خلال الدخول في قضايا هامشية، لا صلة لها بجوهر القضية التي يهدف إلى تحقيقها التيار "السلفي".
وفي ختام حديثه إلى "العرب اليوم" أكد وكيل مؤسسي حزب "الصحوة الحرة" الشيخ زراوي على أن إقصاء أي تيار هو خطر على البلاد، مشيرًا إلى أن التيار السلفي قوة داخل المجتمع، وإقصاؤه خطر على الجزائر، موضحًا أن "الحزب السلفي" هو الحلّ، سيما في الوقت الراهن، الذي تعيش فيه البلاد على واقع مزري، حيث انتشرت مظاهر الفساد الاقتصادي والأخلاقي، إضافة إلى حالة اللا استقرار، التي تشهدها الحدود الجزائرية من كل جانب، ودخول الشباب الجزائري البطالة في مقابل منح الأوربيين مشاريع الاستثمار.