الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
صنعاء- علي ربيع
أكد ، الأحد، أنه مطمئن لنجاح الحوار الوطني في بلاده، في وقت شهدت معظم مدن الجنوب عصيانا مدنياً نفذه ناشطو المعارضة الداعية لانفصال الجنوب عن شمال اليمن وذلك لمناسبة ذكرى انتصار القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في حرب صيف1994
.وترأس هادي اجتماعاً لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار في القصر الرئاسي بصنعاء لبحث العوائق التي أدت إلى تأخير إعلان البيان الختامي حول مخرجات جولة الحوار الأولى التي كانت بدأت في آذار/مارس الماضي تنفيذاً لمقتضيات العملية الانتقالية القائمة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
وأعرب الرئيس اليمني عن سروره للنجاحات التي يحققها المؤتمر بكامل فرقه مؤكداً أن سينجح نظراً للدعم الذي يقاه محليا ودوليا وقال" نطمئن الجميع لن يتأثر الحوار مطلقا خصوصا وانه يلقى الدعم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وأيضا الأممي".
وأبدى هادي استياءه في الاجتماع من تزايد حدة انفلات الأمن، وأطلع أعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسميةعلى المستجدات والتطورات الراهنة على مختلف الصعد، وقال"إن الأعمال التخريبية التي تتم عن عمد سواء بالاعتداء على أنابيب النفط وإمدادات الكهرباء وغيرها من الإعمال الإرهابية والإخلالات بالأمن، أعمال إجرامية وجبانة يراد منها التأثير على الحوار ومجرياته" على حد تعبيره.
وكان مسلحون قبلييون في منطقة نهم(شرق صنعاء)جددوا هجماتهم مساء السبت، ونفذوا ثلاث هجمات على خطوط نقل الطاقة الرئيسية القادمة من محطة التوليد الرئيسية في مأرب، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء ومدن عدة، على خلفية مطالب لهم لدى الحكومة.
وطلب الرئيس اليمني، من القوى السياسية تقديم تنازلات لإنجاح الحوار الذي اعتبره نموذجاً رائدا في منطقة الشرق الأوسط وقال"إن اليمن بتغليبه لمصلحة الوطن العليا والتئامه على طاولة الحوار الوطني الشامل وطي صفحة الماضي المؤلم قد مثل أنموذجا رائعا على مستوى منطقه الشرق الأوسط".
ومن المرتقب، أن ينعقد مؤتمر الحوار الوطني، الاثنين، لإصدار البيان الختامي حول مخرجات المرحلة الأولى من الحوار التي كانت بدأت في آذار/مارس الماضي برعاية دولية وإشراف من الأمم المتحدة، بعد أن كانت الخلافات بين ممثلي القوى السياسية حالت دون صدور هذا البيان لليوم الثاني على التوالي.
في غضون ذلك، شهدت عدة مدن في جنوب اليمن، الأحد، عصيانا مدنياً نفذه ناشطو"الحراك الجنوبي" الداعين لانفصال الجنوب عن شمال اليمن، كما احتشد الآلاف منهم قدموا من مختلف المناطق في مدينة المكلا التابعة لمحافظة حضرموت(شرق اليمن) لإحياء ذكرى انتصار القوى المؤيدة للوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب على خصومها في حرب صيف 1994.
وأكد شهود عيان لـ"العرب اليوم" أن مدن الجنوب في عدن ولحج والضالع وأبين وحضرموت، عاشت الأحد عصيانا مدنياً أغلقت فيه المحلات التجارية والحكومية واختفت الحركة من الشوارع في فترة الصباح قبل أن تعود الحياة إلى طبيعتها بعد العصر بالتدريج".
وانتشرت قوات الأمن بكثافة في شوارع مدينة عدن(جنوب اليمن) تحسباً لأي أعمال عنف، وشهدت بعض أحيائها مناوشات طفيفة بين الأمن وناشطو "الحراك الجنوبي" الموالين لنائب الرئيس اليمني الأسبق المقيم في الخارج علي سالم البيض.
إلى ذلك، احتشد الآلاف في مدينة المكلا الساحلية على البحر العربي(كبرى مدن حضرموت) استجابة لدعوة القيادي في"الحراك الجنوبي" حسن باعوم، في سياق إحياء المعارضة لذكرى هزيمة معسكر البيض في حرب الانفصال على يد القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في لعام 1994.
ورفع المتظاهرون أعلام دولة الجنوب السابقة مرددين هتافات تؤكد تمسكهم بالانفصال عن شمال اليمن واستعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوبه قبل العام 1990 برئاسة علي سالم البيض كما عبروا عن رفضهم للحوار الوطني الدائر في صنعاء بين القوى السياسية اليمنية والذي كانت فصائل جنوبية من" الحراك" وافقت على المشاركة فيه.