"الجيش الحر" يستهدف مربع أمني في حي كفرسوسة بدمشق
دمشق - جورج الشامي
شنّ الطيران الحربي السوري، صباح الثلاثاء، غارة على مشروع إنعاش ريف دمشق على طريق المعرة في مدينة يبرود، في حين استهدفت عناصر "الحر" المربع الأمني في كفرسوسة في دمشق، فيما ألقت الطائرات المروحية براميل متفجرة على مناطق في إدلب، تزامنًا مع رفض "جبهة النصرة" أيَّ عملية
سياسية وانتخابات برلمانية، داعيًا إلى "إحلال حكم الشريعة والإسلام".
وذكرت مصادر مطلعة، أنه رغم مرور ثلاثة أشهر على خطف المطران بولس يازجي مطران حلب للروم الأرثوذكس، والمطران يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس يظل مصيرهما مجهولا منذ اختطافهما في الثاني والعشرين من نيسان/ابريل ٢٠١٣ على حاجز بقرية كفر داعل غرب مدينة حلب، وسط أنباء عن أن مقاتلين أجانب من منطقة القوقاز يقفون وراء عملية الاختطاف .
ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان جميع الأطراف في سورية إلى ضرورة العمل على كشف مصير المطرانين والتدخل والضغط على الكتيبة التي قامت بالاختطاف من اجل إطلاق سراحهما، لأن هذه الأفعال تتنافى مع المبادئ التي قامت من أجلها الثورة السورية.
وأعلن المرصد، أن اشتباكات تدور حاليًا بين لواء "جبهة الأكراد" ووحدات حماية الشعب من طرف، ومقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ومقاتلي "جبهة النصرة" وبعض الكتائب المقاتلة، في قرية جلبة الواقعة بين مدينتي تل أبيض وكوباني، وأنباء عن أن أمير "جبهة النصرة" في القرية لقي مصرعه وتم أسر ثلاثة مقاتلين من الجبهة، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر في صفوف لواء "جبهة الأكراد "، وفي محافظة حمص نفذ الطيران الحربي غارتين على قرية الدراة الكبيرة في الريف الشمالي، مما أدى إلى اندلاع الحرائق في ممتلكات المواطنين، ولا أنباء عن إصابات، في حين دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية ليل الإثنين، بالقرب من قرية أم التبابير في الريف الشرقي، أسفرت عن مقتل عنصر من القوات السورية، وأنباء عن سقوط قتلى من المعارضة، وفي محافظة ريف دمشق نفذ الطيران الحربي غارة على مشروع إنعاش الريف على طريق المعرة في مدينة يبرود، وسط أنباء عن سقوط عدد من الجرحى وتصاعد لأعمدة الدخان من المكان المستهدف، كما تتعرض المنطقة الجنوبية والغربية من مدينة داريا، لقصف عنيف من القوات الحكومية، ولا أنباء عن ضحايا حتى الآن، وفي دير الزور تتعرض مناطق في مدينة مو حسن لقصف عنيف من القوات الحكومة، ولا أنباء عن إصابات حتى الآن، وفي إدلب قتل أربعة مواطنين من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال، وأُصيب عدد من المواطنين بجراح اثر القصف من الطائرات الحربية وإلقاء براميل متفجرة من الطائرات المروحية على مناطق في بلدة سرمين .
واستطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الإثنين، توثيق خمسة وتسعين قتيلاً بينهم ثماني سيدات، سبعة أطفال، وثلاثة تحت التعذيب، اثنين وعشرين في دمشق وريفها، سبعة عشر في حلب، خمسة عشر في حمص، ثلاثة عشر في درعا، عشرة في حماه، عشرة في إدلب، أربعه في بانياس، 2 في الحسكة، 1 في القنيطرة، و1 في دير الزور
وسجلت اللجان المحلية 459 نقطة للقصف في سورية، غارات الطيران الحربي في 42 نقطة، البراميل المتفجرة استهدفت معرة مصرين في إدلب، صوارخ أرض أرض استهدفت التريمسة في حماه، القنابل الفوسفورية سقطت على الطيبة في درعا، والقنابل العنقودية استهدفت سراقب في دلب، أما القصف المدفعي فسجل في 153 نقطة، تلاه القصف الصاروخي في 142 نقطة والقصف بقذائف الهاون في 118 نقطة، فيما اشتبك "الجيش الحر" مع قوات الحكومة في 145 نقطة.
وأكد زعيم "جبهة النصرة" التي تقاتل النظام السوري الشيخ أبو محمد الجولاني رفض "أهل الجهاد" أي "عملية سياسية وانتخابات برلمانية"، داعيًا إلى "إحلال حكم الشريعة والإسلام"، ومحذرًا من "أي تسوية سياسية بضغط دولي".
وقال الجولاني في شريط مُسجّل نُشر على مواقع إلكترونية جهادية تحت عنوان "قابل الأيام خير من ماضيها. نحن كمسلمين لا نؤمن بعملية أو أحزاب سياسية ولا بانتخابات برلمانية، بل نؤمن بنظام حكم إسلامي تُبسط فيه الشورى، ويُنشر فيه العدل".
واضاف: "سبيلنا لتحكيم الشريعة هو الجهاد في سبيل الله، الشريعة تحرر الإنسان، كل الإنسان في كل الأرض، من قيود فُرِضت عليه وقوانين وضعها البشر".
وقال الجولاني: "يا أهل الشام، ساحتنا اليوم محطة صراع الأمم وتجمع الأعداء على أهل الإسلام. وأثبتت الحركة الجهادية المباركة في أرض الشام انها تستعيد للإسلام دوره الذي سلب منه في المنطقة".
واضاف: "أدرك الأعداء أن قوة الإسلام بدأت تنهض من جديد، فقامت أميركا ومن معها من الغرب مسارعة بوضعنا على قائمة الإرهاب متذرعين بأننا مكلفون بتطبيق الشريعة الإسلامية وصدقوا في تحليهم هذا: نعم إننا مكلفون بتطبيق شريعة الإسلام والدفاع عن دين المسلمين وأعراضهم ودمائهم".
وتابع: "نتشرف بحمل هذا التكليف غير مبالين بقوائم الإرهاب".
وحذر الجولاني من "السياسة الدولية تجاه معركة الشام"، قائلاً: "الملاحظ أن هناك قوى دولية تسعى للحفاظ على توازن القوى في الساحة ثم الضغط عليها في عدة اتجاهات لتجبر الاطراف المتصارعة للخضوع لتسوية سياسية تتزامن مع موعد الانتخابات (الرئاسية) المقبلة في منتصف 2014 تستبدل الطاغية بطاغية جديد مع بقاء مضمون النظام للحفاظ على مؤسستتي الأمن والعسكر".
وحذر من أن "تُساق الشام إلى لعبة مثل هذه تخطف فيها الانتصارات وتضيع فيها الدماء وتذهب فيها التضحيات سدى".
ودعا "جميع الفصائل المقاتلة على الأرض الساعية إلى إحلال عدالة الإسلام ونصرة الشريعة، أن نتعاهد على الحفاظ على مسار الجهاد في الشام من أن ينحرف لغير جادة الإسلام، وأن نحشد جميع جهودنا للوصول للهدف الأسمى إقامة حكم إسلامي راشد على الأرض المباركة، وأن نخلص أرضنا من كل هيمنة غربية او شرقية ظالمة".
وهاجم الجولاني "حزب الله"، وقال: "نشكر الله على حماقة من يدير هذا الحزب، إذ كشف ستارًا عظيمًا عن حقد دفين يُكنه اتباع هذا الحزب تجاه اهل السنة"، مضيفًا أن "الزمان الذي كان يحكى فيه عن تفرد حزب الله بأهل السنة في لبنان بدا بالتغير والتبدل".
وهدد الحزب بالقول: "بدأ عصر جديد لأهل السنة في المنطقة وما يفعله حزب إيران في سورية ولبنان اليوم لن يمر مرور الكرام البتة".
ودعا "أي قوة تناصر وتؤازر هذا الحزب وتوافقه على جرائمه في سورية ولبنان" إلى "التراجع وإبداء الراي علنًا قبل أن يمسها طائف من النار".