مطار كيدال في شمال مالي بات يسقط في يد القوات الفرنسية دون مقاومة
باريس ـ مارينا منصف
أكدت فرنسا أن قواتها سوف تغادر مالي "على وجه السرعة"، بعد استعادة السيطرة على "أخر المدن الكبرى التي تسيطر عليها الميلشيات المسلحة"، فيما استطاعت قواتها السيطرة على مطار مدينة كيدال في مالي، والذي يعتبر أخر المعاقل المدنية للمسلحين في شمال البلاد". وقال وزير الخارجية الفرنسي لورانت فابيوس
، في حديث صحيفة "لوباريزيان" الأربعاء:"الآن جاء دور البلدان الأفريقية لتولي المسؤولية"، مؤكدًا أن بلاده "لا تتطلع إلى البقاء، وأن القوات الفرنسية سوف تغادر في القريب العاجل".
وتبعد مدينة كيدال 1500 كيلومتر عن العاصمة باماكو، بالقرب من الحدود مع الجزائر، وتعتبر أخر المدن الشمالية الرئيسية التي تستعيدها القوات الفرنسية، بعد مدينتي غاو وتيمبوكتو، اللتين استعادتهما القوات الفرنسية هذه الأسبوع، في إطار الحملة التي تشنها بهدف "طرد الإسلاميين المنتمين إلى تنظيم القاعدة".
وقال المتحدث العسكري باسم القوات الفرنسية من باريس الكولونيل تيري بورخارد، إن "العملية العسكرية داخل مدينة كيدال لازالت جارية، الأربعاء، بينما استطاعت القوات تأمين المطار مساء الثلاثاء"، فيما قال رئيس المجلس الإقليمي في كيدال هاميني بيلكو مايغا، إن "القوات الفرنسية وصلت المدينة ليلة الثلاثاء مع 4 طائرات حربية، بالإضافة إلى عدد من المروحيات"
وأضاف مايغا، أن "القوات الفرنسية سيطرت على المطار فور وصولها ثم دخلت المدينة دون قتال"، لافتًا إلى أن "تلك القوات الفرنسية تقوم بدوريات في أنحاء المدينة في حراسة مروحيتين". ومن المعروف أن كيدال هي عاصمة الإقليم الصحراوي الذي يحمل نفس الاسم، ويُعتقد أن المليشيات المسلحة انسحبت منها خلال الحملة الفرنسية التي بدأت قبل ما يقرب من 3 أسابيع .
وزعم متمردو الطوارق، التابعين لـ"الحركة الوطنية لتحرير الأزواد"، التي تريد المزيد من الحكم الذاتي في الشمال الصحراوي، أنهم "استولوا على كيدال بعد أن رحلت عنها الميلشيات الإسلامية المسلحة".
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قال مطلع الأسبوع الجاري، بعد سقوط مدينة تيمبوكتو في أيدي القوات "نحن نحقق الانتصار في المعركة، وعندما أقول نحن فأعني قوات مالي والقوات الأفريقية التي تدعمها القوات الفرنسية".
يشار إلى أن فرنسا أرسلت 3500 من جنود المشاة وعدد من طائراتها الحربية والمروحية إلى مالي، وتتحفظ في إعلان انتصارها، آخذة في الاعتبار إمكانية قيام المليشيات المسلحة التي انسحبت إلى مخابئها في الصحراء، بشن هجمات مضادة يصعب على جيش مالي الضعيف أن يتصدى لها.