لندن ـ  سليم كرم كشف تسجيل فيديو ظهر على موقع اليوتيوب أن الجماعات الجهادية السنية في شمال سورية حصلت على كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للطائرات التي حاول الرئيس الأميركي باراك أوباما ألا تصل إلى أيدي جماعات المقاومة التي تقاتل في الحرب الأهلية السورية. وتقول صحيفة الغارديان البريطانية إن جماعة شيشانية من المقاتلين الأجانب الذين يطلق عليهم اسم الجهاديين هي من قامت بعرض هذا الفيديو الذي يعرض لصواريخ يعتقد بأنها من طراز (SA-16s) التي يمكن أن تنطلق وهي محمولة على الأكتاف. المعروف أن هذا النوع من الصواريخ يشكل خطراً كبيراً على أنواع الطائرات كافة. ولطالما سعت قوات المقاومة السورية للحصول على مثل هذه الصورايخ حتى تتمكن بها من كسر تفوق القوات الحكومية السورية الجوية في أجواء سورية.ولم يحدد المتحدث خلال تسجيل الفيديو والذي كان يتحدث باللغة الإنكليزية ويطلق على نفسه اسم أبو مصعب، الجهة التي جاءت منها هذه الصواريخ، ويعتقد كما تقول الصحيفة أنها ربما كانت ضمن الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها خلال الغارة التي تم شنها في شباط/فبراير الماضي، على القاعدة العسكرية التي تحمل اسم اللواء 80 والتي تقع في ضواحي مطار حلب.
وتشير تقارير صحافية أخرى إلى أن بعض جماعات المعارضة قد تكون عثرت على خط إمدادات آخر من خارج سورية. ومع ذلك، فإنه وعلى الرغم من أن وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" لا تمانع من استخدام المقاومة لبعض أنواع الأسلحة الخفيفة، إلا أنها تبذل جهودا مكثفة لضمان عدم عبور صواريخ مضادة للطائرات مثل صواريخ (SA-16s) إلى سورية عبر الحدود التركية أو الأردنية.
وظهر هذا الفيديو في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس المصري محمد مرسي قطع علاقات مصر الدبلوماسية مع النظام السوري في دمشق كما أعلن كذلك تأييده لفرض منطقة حظر جوي فوق سورية وهو نوع من التدخل تقول مصادر دبلوماسية غربية أن الإدارة الأميركية تفكر في القيام به.
ويؤكد تسجيل الفيديو القدرات التنظيمية المتزايدة التي باتت تتمتع بها الجماعات الجهادية في شمال سورية والدور البارز الذي تلعبه في بعض مناطق الصراع بعد مرور ما يقرب من عام على وصولها إلى سورية. وتقول الغارديان أن الجماعة الشيشانية التي لا تضم سوى مقاتلين أجانب تنظر إلى الحرب الأهلية في سورية باعتبارها ساحة مهمة لممارسة ما يسمى بالجهاد العالمي وليس مجرد معركة من أجل تغيير زعامة أو نظام دولة من الدول.
كما تقول الصحيفة إن وجودها إلى جانب مجاهدي سورية هو السبب الرئيسي وراء تردد الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية في دعم المعارضة السورية عسكرياً التي تحاول السيطرة على المدن التي استولت عليها داخل سورية خلال الحرب الأهلية على مدى العامين الماضيين.
ويقول مدير الطوارئ في منظمة هيومان رايتس ووتش بيتر بوخاريت إن الجماعات الأجنبية المقاتلة في سورية باتت أكثر تنظيما خلال الأشهر الماضية وأن هناك أدلة على أن المقاتلين الأجانب يتجمعون في سورية تحت مظلة موحدة وأن هذه المظلة قد تكون على علاقة قوية بقيادة شيشانية.
وتقول الصحيفة إن المقاتلين الأجانب في سورية يحمل أفكاراً مشابهة لأفكار جبهة النصرة التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة ولكنهم يعملون كجماعة مستقلة، كما أن الجماعات المقاتلة كافة بما فيها الجماعات ذات النزعة القومية تتنافس بشدة من أجل السيطرة على المجتمع في شمال سورية. وفي ظل تفكك بنية المجتمع في تلك المناطق لا تتردد جماعات الأجانب وتنظيم القاعدة في المنطقة في الإعلان صراحة عن عزمها في إقامة دولة إسلامية في سورية.
يذكر أن قرار البيت الأبيض بدعم قوات المعارضة السورية عسكرياً يلعب دوراً كبيراً في زيادة حدة الصراع وذلك في الوقت نفسه الذي يشهد مشاركة العديد من الجماعات المتطرفة في الصراع مثل تنظيم القاعدة المجاهدين الأجانب في جانب المقاومة السنية ضد مليشيات حزب الله والمليشيات الشيعية في جانب النظام السوري.
وتقول مصادر رسمية غربية في بيروت إن قرار تسليح بعض جماعات المقاومة بعد عامين من التردد إنما الهدف منه هو دق إسفين بين طرفين النزاع بهدف الحد من الانزلاق إلى حرب طائفية تمتد إلى أبعد من الحدود السورية. كما تقول تلك المصادر إن الولايات المتحدة لا تريد حصول الشيشانيين أو أي أطراف أخرى مثل حزب الله على مثل هذه الصواريخ.