حشود من التونسيين يشيعون جنازة القيادي اليساري شكري بلعيد
تونس ـ أزهار الجربوعي
نفى المنسق العام للتيار السلفي "الجهادي" في تونس، إبراهيم التونسي في حديث خاص لـ"العرب اليوم"، صلة التيار بعملية اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، معتبرًا أنها "عملية ممنهجة من المخابرات الفرنسية، لإغراق البلاد في حمام من الدم، حتى تستعيد نفوذها في تونس"، محذرًا فرنسا من
الدخول في "حرب إقليمية إذا ما واصلت استهداف الإسلام والتدخل في الشأن التونسي".
وقال إبراهيم التونسي، إن "مصالح فرنسا في تونس لن تعود إلا مع الأحزاب العلمانية وبقايا النظام السابق، وبخاصة حزب (نداء تونس) الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق الباجي قائد السبسي، ولا نملك صلة من قريب أو بعيد بعملية اغتيال المعارض شكري بلعيد، وشبابنا المتحمس للجهاد ذهب إلى سورية وأفغانستان"، مضيفًا أن "التيار السلفي ضحى بأكثر من 14 شابًا قُتلوا في أحداث عنف متفرقة خلال العام الماضي في تونس، ورغم أنه كان يملك ساعتها ذريعة للرد، لكنه التزم بالحكمة وغلب المصلحة الوطنية على جميع الاعتبارات، ولقد مارسنا ضبط النفس رغم سقوط 14 شهيدًا من أبنائنا وسجن العشرات الآخرين".
وبشأن الدعوات التكفيرية التي تم إطلاقها من بعض المساجد، التي رأى البعض أنها دعوة صريحة لقتل رموز المعارضة، على غرار الأمين العام لحزب "الديمقراطيين" شكري بلعيد وزعيم "الحزب الجمهوري" نجيب الشابي، أوضح القيادي السلفي أنها "مجرد ردود أفعال جاءت في سياقات معينة، ولم تتجاوز حدود بعض المنابر، ولم تكن دعاوى للقتل، وأنها جاءت ردًا على بعض التجاذبات السياسية والاستفزازات المقصودة من العلمانيين، الذين تعمدوا الاستهزاء بالمقدسات الإسلامية، والتي وصلت إلى حد التجرؤ على الذات الإلهية"، على حد قوله.
وردا على سؤال بشأن بيان "أنصار الشريعة" الإسلامي الذي دعا إلى عدم دفن المعارض شكري بلعيد في مقابر المسلمين بإعتباره "ملحدا"، أكد إبراهيم التونسي أن التيار السلفي الجهادي التونسي لا يخشى إلا الله ومن حقه التعبير عن موقفه الخاص بشأن الفكر الشيوعي واليساري، والمستمد من الأحكام الشرعية الموجودة في القران الكريم، مشددًا على أن "تصريح وزير الداخلية الفرنسية كان منتظرًا، وأنه خير رسالة توجه إلى حركة (النهضة) الإسلامية الحاكمة التي أرادت العمل بنموذج الإسلام المعدل"، مؤكدًا أن "جريمة اغتيال المعارض شكري بلعيد كانت وراءها غايات سياسية"، فيما وجه المنسق العام للتيار السلفي تحذيرًا إلى فرنسا، قائلاً "إذا أرادت السلم فنحن مستعدون، أما إن اختارت الحروب، فنحن نعدها بحرب إقليمية واسعة في المغرب الإسلامي ستنتهي في شوارع باريس، فشعبنا الذي ناضل ضد الاستعمار لن يسمح بأي تدخل يمس دينه".
وأصدر تيار "أنصار الشريعة" السلفي في تونس، الذي يقوده سيف الله بن حسين الملقب بـ"أبو عياض"، بيانًا نفى فيه ضلوعه في اغتيال المعارض شكري بلعيد الذي أُصيب بأربع رصاصات قاتلة الأربعاء الماضي من قبل مجهولين، داعيًا من وصفهم بعقلاء حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة، إلى "التسريع في الجلوس مع الأطياف الإسلاميّة كافة، لمنع دخول البلاد في فوضى، والتصدي لحدوث انهيار لمؤسّسات الدولة مما قد يؤدي إلى حرب أهلية".
كما أعرب التيار عن استعداده للجلوس مع القوى السياسية "غير المُتهمة بالعمالة"، لهدف "التشاور معها، درءًا للفتنة التي يُراد لتونس أن تسير في اتجاهها"، مشددًا على أنّ "الغرب وبخاصّة أميركا وفرنسا، لن يقف إلى جانب الإسلام وحتى المعتدل منه"، في إشارة إلى حزب حركة "النهضة" الحاكم.