تظاهرة تنادي بإنهاء الانقسام ( صورة أرشيفية)
غزة ـ محمد حبيب
أكدَّت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العرب اليوم" أنَّ مؤتمر المصالحة الفلسطينية سيقام في القاهرة نهاية كانون الثاني / يناير المقبل، حال استقرار الأوضاع الداخلية في مصر، موضحة أنَّ "مصر ترعى القضية الفلسطينية وتجعلها من أولويتها رغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها في ظل التحول الديمقراطي بعد الثورة".
من جانبه اعتبر رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا أنَّه "بعد الانتصار العسكري الذي حققته المقاومة في قطاع غزة على الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، وبعد الانتصار السياسي الذي حققته السلطة بحصول فلسطين على صفة مراقب في الأمم المتحدة، بات هناك أرضية جيدة للتصالح ولم الشمل الفلسطيني".
وتابع الأغا "إنَّنا بانتظار دعوة مصر لإقامة اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية واتخاذ الآليات العملية لتفعيل المصالحة، ومن المقرر أن يقام الاجتماع برعاية الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل".
بدوره كشف مفوض العلاقات الدولية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نبيل شعث، عن نية الرئيس المصري محمد مرسي، تسريع عجلة الحوار الفلسطيني، من أجل انجاز المصالحة الفلسطينية.
وقال شعث إنَّ مصادر مقربة في الرئاسة المصرية، نقلت له "نية الرئيس مرسي الجادة الإسراع في اتمام ملف المصالحة الفلسطينية، وإعطائه الضوء الأخضر لتشجيع الإخوة في حركتي فتح وحماس للاستعداد لبدء جولة الحوار الوطني".
وحول مدى امكانية تنفيذ رغبة الرئيس المصري عمليًا لإنهاء الانقسام الفلسطيني، قال شعث: "الأمور كلها مرتبطة الآن بالوضع المصري الداخلي واستقراره، مضيفاً "ننتظر اليوم الذي يقول لنا فيه الرئيس المصري تفضلوا جميعاً"، وأعرب في الوقت ذاته عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية بكل تشعباتها.
وأكد عضو اللجنة المركزية لفتح، جاهزية حركته التامة لإنجاز ملف المصالحة، وإعادة اللحمة الوطنية للشارع الفلسطيني، وتابع قائلاً: "الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية والشعبية والوطنية أصبح جاهزاً وينتظر اليوم الذي يستعيد فيه نفس الوحدة".
وشهدت القاهرة خلال الفترة الماضية، زيارات مكوكية لوفدي حركتي فتح وحماس، إلى جانب لقاءات أخرى على مستوي الفصائل الوطنية الفلسطينية الأخرى، إلى جانب ممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني، لإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني.
وعلى صعيد الجدل القائم بين حركتي فتح وحماس، حول مكان عقد مهرجان الانطلاقة الـ 48 لحركة فتح، أبدى مفوض العلاقات الدولية، استيائه الشديد، إزاء ما أسماه "مماطلة حماس" في هذا الشأن، على الرغم من الرسائل الإيجابية التي تلقتها حركته من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ونائبه موسى أبو مرزوق، "الذين أكدا على ترحيبهما الكامل بطلب فتح، وقالوا " افعلوا ما تريدون".
وأردف قائلاً: "رغم المشاعر القوية التي ظهرت بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني في كامل بقاع فلسطين، وخاصة بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والانتصار الأممي الذي منحنا صفة دولة، والبوادر الايجابية التي أظهرتها فتح إزاء حماس، والمهرجانات العديد التي نظمتها حماس في الضفة الغربية، إلا أن حماس تصر على وضع العراقيل أمام أي جهود رامية للمصالحة".
وفي الشأن ذاته، شدَّد شعث، حرص حركته على اعادة اللحمة الوطنية للصف الفلسطيني بكل أطيافه، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية تولي "أهمية بالغة لأبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وقال إنَّه شخصياً تضرر نتيجة دعمه ووقوفه إلى جانب أيناء القطاع أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير، وذلك عبر قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسحب البطاقة الدبلوماسية التي تتيح له تسهيلات أثناء تنقله داخل وخارج فلسطين، مؤكداً في الوقت ذاته أنَّ هذا الأمر لا يعنيه تماماً أمام حبه لغزة وأبنائها، ودعمه لهم في استعادة استقرارهم، وتحقيق كافة حقوقهم الشرعية.
في السياق ذاته وصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، رفض حركة حماس إقامة مهرجان انطلاقة حركته فى "ساحة الكتيبة" بمدينة غزة، بأنَّها قضية سياسية بامتياز، مضيفا "حماس لا تريد أن تظهر حركة فتح فى قطاع غزة بحجمها الحقيقى"
ورفض الأحمد فى تصريح للإذاعة الرسمية الفلسطينية الاثنين، المخاوف الأمنية التى ساقتها حماس لرفض إقامة المهرجان، استنادًا لما حدث من قبل، موضحًا أن ما حدث فى المهرجان الأخير لحركة فتح تسبب فيه هجوم عناصر من حماس، ولولا ذلك ما حدثت تلك المأساة.
وأشار الأحمد إلى اتصالات أجرتها مصر مع خالد مشعل وإسماعيل هنية، لاحتواء هذه الأزمة "ساحة الكتيبة" إلا أنَّها لم تلق التجاوب.
وأضاف أنَّ حماس طرحت على حركته أماكن صغيرة لا تتناسب مع شعبيتها فى القطاع، وحسب قوله، فإنَّ أحد مسئولى حماس "لم يحدده" قال "لا نريد أن تعلو الرايات الصفراء رايات فتح على الرايات الخضراء، رايات حماس".
وتابع "هناك قيادات بحماس من مصلحتهم ألا تظهر هذه الشعبية لحركة فتح التى تعبر عن الموقف الحقيقى لأهل قطاع غزة، وتريد قتل الأجواء التصالحية.
ونوه الأحمد بما وصفه بالتصريحات السلبية لبعض قادة حماس فى غزة، بعد زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس لغزة، مضيفا هذه الزيارة أدت إلى بروز أجواء تصالحية، خاصة بعد انتصار غزة وحصول فلسطين على عضوية مراقب فى الأمم المتحدة.
وأعرب الأحمد عن أمله فى أن تحل هذه المشكلة والعودة إلى تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية، متوقعا أن يلتقى الرئيس محمود عباس وخالد مشعل قريبا.
ووافقت حكومة حماس بغزة مؤخرا على طلب لحركة فتح، لإقامة مهرجان انطلاقتها رقم 48، إلا أنها ترفض إقامته فى ساحة الكتيبة 20 دونم "الدونم ألف متر مربع"، وسمحت السلطة الفلسطينية مؤخرًا لحركة حماس بإقامة مهرجان انطلاقتها الـ25 فى عدة مدن بالضفة الغربية.
هذا وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن قرار حماس منع الحركة من احياء مهرجان الانطلاقة في المكان المناسب سيصيب جهود المصالحة "بنكسة".
وأوضح المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف، في بيان صدر عن مفوضية الاعلام والثقافة أنَّ تعامل حماس مع قضية انطلاقة حركة فتح اثبت للجميع انها لا تزال تعيش بمربع الانقسام، وأنها تصر على التفكير بنفس العقلية السابقة 'عقلية الاستفراد والهيمنة '.
وقال: "رغم كل المبادرات التي قدمتها حركة فتح والأجواء الايجابية التي رافقتها سواء في الضفة او غزة، والتي شهد عليها شعبنا الفلسطيني بفصائلة وشخصياته المستقلة والأطراف العربية التي لها علاقة بملف المصالحة إلا ان حماس تصر على تكريس الانقسام".
وأضاف: 'حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن التداعيات السلبية الناجمة عن هذا القرار والممارسات التي من شأنها ان تصيب جهود المصالحة 'بنكسة' وتفسد فرحة شعبنا الفلسطيني بقرب انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية'.
ووصف عساف مبررات حماس 'بالواهية' وهي المبررات التي تعكس الاسلوب الذي استخدمته لتعطيل المصالحة لسنوات طويلة، وأكد أن هذه المبررات لم ولن تنطلي حتى على الطفل الفلسطيني.
وشدد على ان من لا يريد ان يرى حركة فتح تحتفل بذكرى انطلاقتها فإنه يعلن انه لا يريد الشراكة ولا يريد المصالحة.