ثوار جدد في مصر يعتصمون ضد العسكر والإخوان
القاهرة ـ محمد الشناوي
في الوقت الذي كان يحتشد فيه مئات الآلاف من المصريين في العديد من المناطق بالقاهرة يوم الجمعة الماضي، سواء لدعم وتفويض الجيش في التعامل مع العنف والإرهاب، أو استجابة لدعوة جماعة "الإخوان" لدعم وتأييد شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، قامت مجموعة من النشطاء الذين يسيئون الظن
بكل من الجيش والجماعات الإسلامية، بمحاولة ابتكار أفضل وسيلة للتعبير عن مدى احتقارهم واشمئزازهم من كلا الطرفين "العسكري" و"الإسلامي."
ونظرا الى إمتلاء ميدان التحرير بالمؤيدين لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ونظرا الى امتلاء ميدان رابعة العدوية بالمطالبين بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، لم يجد هؤلاء النشطاء وسيلة سوى تجنّب الخروج إلى الشوارع والاكتفاء بالتعبير عن سخريتهم من الطرفين المتناحرين عبر الإنترنت.
وفي هذا السياق قام المخرج الناشط علام واصف الذي سبق وأن أخرج عدداً من أفلام الفيديو ضدّ نظام حسني مبارك تحت اسم مستعار وهو أحمد شريف، بنشر تسجيل فيديو موسيقي ساخر يظهر فيه وهو يجلس يوم الجمعة في بيته بعيدا عن مظاهرات الجمعة، ويكتفي بكيّ ملابسه ومن خلفه لافتة كبيرة تحمل شعار من كلمة واحدة وهي كلمة "قاوم".
وتدور كلمات الأغنية بشكل ساخر حول مواقف ثلاث جماعات من ثورة 25 يناير 2011 وهم جماعة الثوار وجماعة الفلول أي أنصار حسني مبارك وحزب الكنبة الذي يكتفي بمشاهدة الصراعات السياسية عبر القنوات التليفزيونية.
ويقول واصف أن الثوار اليوم تحولوا إلى أعضاء في حزب الكنبة، بينما تحوّل الإخوان إلى فلول، أما فلول مبارك فهم من يقومون بدور الثوار الآن. وهي أغنية تجسد الوضع السيريالي في مصر.
وهناك الناشط عمر روبرت هاميلتون الذي يحاول توثيق ثورة 2011 وكتب على تويتر يقول "بأنه زار ميدان التحرير لمدة خمس دقائق من أجل تصوير بعض مشاهد لأرشيفه الخاص، ولكنه اكتشف تناقضات تبعث على السخرية حيث لاحظ انتشار جنود الجيش إلى جوار جدار يحمل صورة الناشط مينا دانيال الذي قتل على يد جنود الجيش في مذبحة" ماسبيرو" التي راح ضحيتها المتظاهرون المسيحيون أواخر عام 2011 عندما كانت مصر تحت الحكم العسكري".
وفي مشهد آخر أعلن على "تويتر" متطوعون من لجان التحرير الشعبية، التي تشكلت لحماية المتظاهرات النساء من التحرش الجنسي خلال مظاهرات يوم الجمعة، مقاطعتهم لمظاهرات يوم الجمعة.
كما شهد ميدان "سفنكس" عدداً من المتظاهرين الذين حملوا صورا وُضعت عليها علامة إكس بالخط الأحمر لكل من السيسي ومرسي. وقد أطلق هؤلاء على ميدان سفنكس الميدان الثالث بعد التحرير ورابعة العدوية. وقد وصف هؤلاء أنفسهم بأنهم جماعة من المصريين عارضت في 25 يناير فساد دولة مبارك وعارضت حكم المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي وعارضت مرسي وما أطلقت عليه اسم الفاشية الدينية، وطالبت بإجراء انتخابات مبكرة. ويقول هؤلاء "أنهم يعارضون اليوم دور الجيش الذي يلعبه الأن في الحياة السياسية في مصر، كما يعارضون دعوة السيسي لتفويضه في محاربة الإرهاب في الوقت الذي لا تحتاج فيه محاربة الإرهاب إلى تفويض لأن هذا من واجب القوات المسلحة، ويقولون أن السيسي يطلب تفويض لقتل مصريين بحجة محاربة الإرهاب."
وتقول مروة إبراهيم أنها ترفض انقلاب 30 يونيو حزيران ليس لأنها تحب مرسي، وإنما لأنه انتهاك للشرعية الثورية فنحن نريد رئيساً مدنياً.
وهناك من ثوار 25 يناير من أعلنوا انشقاقهم عن الثوار الحاليين في ميدان التحرير، وأعرب الكثيرون عن دهشتهم العميقة من حمى تأييد الجيش التي تشهدها شوارع القاهرة.
وهناك من يعتقد بأن جماعة الإخوان المسلمين تتلقى دعما سريا من إدارة أوباما، في الوقت الذي رددت فيه وسائل إعلام مصرية شائعات بأن القوات الجوية المصرية الباسلة قد أحبطت غزوا أميركيا وشيكا على مصر. وقد حمل المتظاهرون بعض لافتات تدين أميركا وقرارها تعليق تسليم طائرات أميركية إلى الجيش المصري بل أنهم حملوا صورا ضخمة تجمع ما بين السيسي والرئيس الروسي بوتين وتحتها عبارة تقول "باي باي أميركا".