بيروت – جورج شاهين كشفت التحقيقات الجارية مع مجموعة من الموقوفين من عسكريي قوى الأمن الداخلي وأحد المشايخ الذي تورط سابقا في أعمال تفجير ضد قوات الجيش اللبناني في طرابلس، محاولة لاقتحام المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.  وفي التفاصيل التي كشفها المكتب الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى "إن المتهم جمال الرفاعي، وهو عريف في قوى الأمن الداخلي، أفاد في التحقيق الأولي بأنه تعرف على المدعى عليه الشيخ طارق مرعي، بحكم كونه إمام جامع الأميرة منقارة في منطقة باب الرمل حيث يصلي، وأن الشيخ طارق مرعي أخبره أن العاصمة قد تتعرض لاحتلال شيعي بما فيه المراكز العسكرية، وبخاصة ثكنة المقر العام وثكنة فردان أي "بربر الخازن". وراح يستفسر منه عن موقع المديرية بشكل مفصل، ومن ثم، أحضر المدعى عليه مرعي ورقة بيضاء، وطلب منه أن يرسم خريطة أولية لثكنة وأبنية المقر العام. وقد لاحظ أن لدى طارق مرعي معلومات دقيقة بشأن وضع مدخل ومخرج وأبنية المقر العام، الأمر الذي دفعه لسؤاله عن مصدر معلوماته فأجابه بأن لديه شقيق بالرضاعة يدعى المعاون أول باكير، يخدم في سنترال المبنى القديم للمقر العام. وقام جمال الرفاعي برسم الخريطة، ولما رآها الشيخ طارق مرعي، قال إنها غير واضحة وطلب منه أن يرسمها مجددا بشكل أوضح، كما طلب منه ايضا أن يرسم خريطة لثكنة فردان. وتم ذلك، وقام جمال الرفاعي بتسليم الخطيطة إلى طارق مرعي في اليوم التالي.
  كما تبين أن المدعى عليه طارق مرعي طلب منه أن يضع جدولا زمنيا بخدمته التي يقوم بها، عند مدخل المقر العام. وطلب منه الجدول بحجة أنه يريد تحديد موعد الجلسات العلاجية له ليخلصه من السحر الذي رمته به خطيبته السابقة. وأضاف أن الشيخ طارق مرعي كان يقرأ عليه بعض الآيات من القرآن الكريم ليشفيه من الحسد الذي أصابه وأصاب قواه، وليخلصه من السحر الذي قامت به خطيبته السابقة. وقد أخبره أنه يتمتع بقدرات خاصة في هذا المجال.
  وتبين أنه عرضت صورة لخريطة المقر العام التي ضبطت في منزل ذوي عبد الغني جوهر على المدعى عليه جمال الرفاعي، فأكد أنها الخريطة نفسها التي رسمها بناء على طلب الشيخ مرعي، ولكن عليها بعض الإضافات التي لم يضعها بنفسه، وهي كناية عن أسهم وأرقام وما يتبعها من كتابات.
  كما عرضت على جمال الرفاعي أيضا صورة لخطيطة أولية تعود لثكنة بربر الخازن، فاعترف بأنه هو من قام برسمها، ولاحظ أن عليها بعض الاضافات، وهي أسهم وأرقام لم يقم هو بوضعها. واعترف أيضا بأنه هو الذي رسم الخريطة المرسومة بشكل واضح لثكنة بربر الخازن، وهي لا تتضمن أي إضافات.
 وعرضت على الرفاعي، أثناء التحقيق معه "صورة عن جدول الأرقام"، فأوضح أنه قام بوضع هذا الجدول وبتسليمه إلى المدعى عليه طارق مرعي، وأكد أن العمود الأول منه يتضمن تواريخ خدمته عند المدخل للمقر العام خلال شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو، والعمود الثاني يحدد ساعة بدء خدمته، والعمود الثالث يحدد ساعة انتهاء خدمته في كل تاريخ يقابله.
  وتبين أنه بتكليف من المحقق العدلي، تولى العقيد أسعد نهرا والمؤهل أول جوزف السغبيني والمؤهل أول رمزي بهاء الدين والمؤهل أول فادي الأعرج من مكتب المختبرات الجنائية دراسة الخرائط المرسومة والتي ذكرها المدعى عليه جمال الرفاعي في إفادته (تقرير رقم 245 تاريخ 6/12/2008)، فجاءت النتيجة تفيد بأن المتهم طارق مرعي هو من حرر بخط يده بعض الكلمات والأرقام الواردة في الخريطة، وهي محددة في الصفحتين 5 و6 من التقرير
الكلمات والأرقام الناطقة ( شجر- محل - 1000-100م -20 م) الواردة في الخريطة موضوع التكليف المبينة في الفقرة 21 من البند ثانيا من التقرير.
 الكلمات والارقام الناطقة ( عسكري - لصف السيارة - باب درج - بوابة - كونتينر) المحاذية للجرة المستديرة وسط الخريطة.
 كلمات (شادر للتفتيش أزرق - بلوكات إشارة -ألومنيوم - 9 طوابق - من الحازمية الصياد - العدلية - من طريق الشام - طول - ارتفاع) والأرقام (500 -100-500 م 20 سم) الواردة في الخريطة موضوع التكليف المبينة على الفقرة 22 من البند: ثانيا من التقرير
  الكلمات الناطقة (عدم الاستدارة أكثر من مرة - مكتظ بالكاميرات والعناصر المدنية - بعضهم ملتح - المقر العام - السنترال - كاراج - ممر للمدنيين - مسؤول الدخول ريمون - كونتينرات - بلوك باطون - مغلق - طريق الشام - محلات معجنات - مدارس - مخفر - مبنى أمن الدولة - عارضة) الواردة في الخطيطة موضوع التكليف المبينة في الفقرة 23 من البند ثانيا" من التقرير.
  كما تبين من مجمل التحقيقات، أن المدعى عليه طارق مرعي قد أمن في منطقة باب الرمل شقة للمدعى عليه عبد الغني جوهر، ليستخدمها في مخططاته، و أن جوهر استخدمها حين ارتدى البزة العسكرية يوم نفذ الانفجار، ومن ثم، لاستبدال البزة المذكورة، و كذلك لتخبئة المتفجرات.
   علما إنه لدى التحقيق معه، أنكر طارق مرعي صحة ما اتهم به، كما نفى معرفته بالمدعى عليه عبد الغني جوهر. وطعن في صحة تقرير الخبرة، لأن خطه يختلف عن الخط المنسوب إليه، ولأنه لا يعرف شيئا عن الخريطة.
 وتبين في هذا المجال، أن المدعى عليه عبد الكريم مصطفى أفاد في التحقيق الأولي (محضر الشرطة العسكرية تاريخ 28/8/2008) أنه هو وعبد الغني جوهر اجتمعا، قرب جامع طينال، مع شخص يبدو من شكله ولباسه انه شيخ (وقد تبين لاحقا أنه طارق مرعي)، وأن جوهر تحادث من الشخص المذكور نحو نصف ساعة، ثم، توجه مع عبد الغني جوهر على متن دراجته إلى مخيم البداوي، حيث قابل المدعى عليه خالد ديب الجبر، الملقب أبو وائل. وفي المساء اجتمع مع عبد الغني في منزل خالد الجبر، وهناك أخبره أن الشيخ قد أعطاه خرائط لأماكن ينوي تفجيرها، وجدولا عن أوقات خدمة العنصر الذي زود الشيخ بالخرائط. وأطلعه عبد الغني جوهر على تلك المستندات، وإنها هي عينها التي عرضت عليه من قبل عناصر شعبة المعلومات. وأكد عبد الكريم مصطفى أن الشيخ الذي شاهده يتحدث مع عبد الغني جوهر هو المدعى عليه طارق مرعي نفسه الذي قابله لدى مخابرات الجيش. وكان عبد الكريم مصطفى قد أعطى أوصافا للشيخ طارق مرعي تنطبق عليه تماما لدى التحقيق معه، وذلك قبل إجراء المقابلة بينهما".