استقبال شعبي حاشد لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في غزة
غزة، رام الله ـ محمد حبيب، امتياز المغربي
أكد مسؤولون فلسطينيون على ضرورة إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة بين "فتح" و"حماس"، وذلك في أعقاب زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى قطاع غزة، الجمعة، وذلك للمشاركة في مهرجان انطلاق حركة حماس الـ 25، السبت، فيما قال خالد مشعل من غزة إن زيارته إلى قطاع غزة
هي بمثابة ولادته الثالثة، مضيفًا في مؤتمر صحافي عقب وصوله قطاع غزة قادمًا عبر معبر رفح "إن غزة في قلبي، وشاء الله أن أزورها وهي منتصرة، وزيارتي اعتبرها ولادتي الثالثة، الأولى العام 56 والثانية بعد فشل محاولة اغتيالي العام 97 واليوم هي الثالثة، وأضاف أن غزة بملاحمها المتلاحقة وبقياداتها عصية على العدو الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن زيارة تعتبر الأولى بعد 37 عامًا، وتابع مشعل "نحن السياسيين مدينون لكم يا شعب غزة".
وقال عضو المجلس الثوري في حركة فتح بسام ولويل "من حق أي فلسطيني ان يزور فلسطين سواء كانت الضفة الغربية أو قطاع غزة ومن حق خالد مشعل وغيره سواء كانوا قيادات في الفصائل الفلسطينية أو أناسًا عادين أن يزوروا وطنهم من دون قيود، وخاصة من الإسرائيليين، وهذا هو الحق الطبيعي الذي سلبه منا الاحتلال، ونعتبر زيارة مشعل حقًا طبيعيًا له ولأسرته ولقيادة حماس أن تزور قطاع غزة والضفة الغربية".
وأضاف "نأمل تكون هذه الزيارة فاتحة لمصالحة حقيقية بعد هذا الانقلاب الطويل الذي حصل في قطاع غزة والانقسام، وخالد مشعل سيجتمع مع أهلنا في قطاع غزة، وسيرى الأوضاع هناك، وحماس ستقوم بالاحتفال بانطلاقتها الـ 25، ونأمل من حركة حماس أن تسمح لكل الفصائل الفلسطينية أن تحتفل بانطلاقتها، ونحن على أ،بواب انطلاقات معظم الفصائل بما فيها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ونأمل من حماس أن لا تعيق الاحتفال في غزة بانطلاقة حركة فتح مثلما أعاقت الاحتفالات بذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات".
وتابع "وبعد الصمود الذي شاهدنا في قطاع غزة والحصول على دولة أصبحت هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تجمعنا، وبالتالي يجب أن يكون هناك وحدة حقيقية جغرافية ووطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة وليس مجرد كلام، وإنما الحقيقية أننا شعب واحد، وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن توحدنا، ويجب أن تعيد اللحمة الفلسطينية، فالأقصى يجب أن يوحدنا، وأسرانا وشهداؤنا وجرحانا وغيره، وهناك سبب واحد للانقسام وهو العقلية الصعبة التي يجب أن نتخلى عنها".
وأشار ولويل إلى أن الاحتلال ما زال جاثمًا على أرضنا، وما زال يحاصر غزة، وانتهك اتفاقات الهدنة الاخيرة، ولأننا ما زلنا تحت الاحتلال فيجب أن نتوحد وأن تطوى الصفحة الأكثر سوادًا في حياة الشعب الفلسطيني، تعتبر زيارة مشعل نقطة متقدمة تقربنا أكثر من موضوع المصالحة.
وفي ما يتعلق بما يردده الإعلام الاسرائيلي بأن اسرائيل هددت باغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح ونائبه الأستاذ زياد نخالة إلى غزة قال "أعتقد أن إسرائيل لن تجرؤ بعد الحرب على غزة على هذه الاغتيالات، ويجب على رمضان شلح أن يذهب الى غزة ولو استشهد فيها، فلا توجد مشكلة، فمن سيستشهد ستكتب له الشهادة، ولكن يجب أن لا تمرر سياسات الاحتلال".
فيما أشارت النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي نجاة أبو بكر إلى أن هذه الزيارة تؤكد على شهوة الانتصار لدى حركة حماس، وإصرارها على الاحتفال رغم كل المعيقات، وقالت "نحن في حركة فتح نبارك لهم هذا الانتصار وهو انتصار لكل الأطر الفلسطينية التي شاركت معهم، فمثلاً حركة فتح قدمت 35 شهيدًا خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وكانوا مقاومين إلى جانب حركة حماس".
وأضافت "ونأمل بالتالي أن يكون هذا انتصارًا حقيقيًا للوحدة الوطنية، ونأمل من خالد مشعل خلال هذه الزيارة أن يجسد قضية أساسية، وهو جاء إلى غزة لكي يشارك في انطلاقة حركة حماس، ليس لأن غزة قد انتصرت وانفصلت، بل لأن غزة في هذه المعركة يجب أن تنتصر في قضية أساسية، وهي تذويب المشروع الإسرائيلي بفصل غزة عن الضفة الغربية".
وتابعت أبو بكر "كما نأمل من خالد مشعل أن يقوم بتجميد كل الأصوات التي تدعو إلى عدم إتمام المصالحة الذي لا يجب أن يكون على الورق، بل يجب أن يترجم إلى سلوك، وندعوه من خلال خطابه الذي سوف يلقيه، السبت، في غزة أن تكون كلمة الفصل في خطابه، وهي الدعوة إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وكنس الاحتلال، والتوحد نحو قضية أساسية وهي مصارعة الاحتلال، لأن العدو الأساسي والجذري في صراعنا هو الاحتلال، والقضايا الأخرى جميعها قضايا ثانوية".
وفي موضوع التهديدات الاسرائيلية باغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان شلح ونائبه الأستاذ زياد نخالة إلى غزة قالت:" ما تعلنه إسرائيل عن نيتها اغتيال شلح ونائبه هو مجرد كلام فقط، وبعيد عن الواقع كليًا، وإسرائيل تبارك ما يحصل في غزة، وهي أكثر المستفيدين من زيارة مشعل لغزة لأنها ترى حلمها الذي تأمله منذ 1973 وهو قيام كيان فلسطيني في غزة، وتوسيع غزة على حسابها، وتوسيع مصر على حساب النقب".
وأضافت "وكنا نأمل من الاخ خالد مشعل أن يقول لن أدخل غزة إلا بعد إتمام الوحدة الوطنية، وكنا نأمل من خالد مشعل أن يقول سوف أذهب إلى غزة سويًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعلى الرغم من هذا نقول له أهلاً وسهلاً بك في الجزء المحتل الذي انسحبت منه إسرائيل لأنها أرادت أن تمرر مشروعها السياسي، الذي عقدته في العام 1973 قادة الاحتلال، وكتبوه بأحرف المؤامرة".
أما استاذ القانون الدولي في جامعة بيرزيت ياسر العموري فقال "أعتقد أن هذه ليست زيارة بقدر ما هي حق لخالد مشعل بصفته أمين عام حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهي حق لكل فلسطيني بغض النظر عن انتمائه الفصائلي، كون غزة جزًاء من الأرض الفلسطينية، وبالتالي حق العودة من أجل الإقامة أو العودة المؤقتة هو شيء طبيعي".
وأضاف:" ولهذه الزيارة دلالات خاصة يمكن أن تعمل على تكريس الوحدة وإزالة الانقسام القائم، ولا سيما أن خالد مشعل كان من رواد المصالحة الفلسطينية، ونأمل أن تكون هذه الزيارة بداية من أجل التئام الصف الوطني، ولا سيما ان التصريحات الاخيرة تقول إنه يمكن أن تكون هذه الزيارة مناسبة لاجتماع الفصائل كافة لوضع حد للانقسام القائم حاليا".
وتحدث المحلل الاقتصادي الفلسطيني نصر عبد الكريم عن تأثيرات هذه الزيارة على الوضع الاقتصادي في قطاع غزة فقال "الزيارة الأولى لا شك أن لها قيمة سياسية ومعنوية ووطنية عالية، لكن على المستوى الاقتصادي لا أظن أن هذه الزيارة ستحمل أي نتائج اقتصادية مباشرة أو قريبة على قطاع غزة".
وأضاف "ولكن ما يجري بعد الزيارة هو الأهم بمعنى أن الزيارة ستشكل بداية لمسألتين أساسيتين وهما إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وبالتالي هذا سيدخل الاقتصاد في غزة إلى عهد جديد، والسؤال هنا هل هذه الزيارة ستشكل بداية لإنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة وفتح المعابر جميعها؟ وإذا أدت زيارة مشعل إلى حصول أحد الشرطين السابقين فإن هذا سيؤدي إلى التأثير الإيجابي على قطاع غزة".
وتابع:" وإنهاء الحصار أو إتمام المصالحة أو لو تم أحدهما أو كلاهما فسيكون جيدًا، وهذا سيسهل الكثير من مهمة المانحين، وبالذات الدول العربية، وخصوصا منحة أمير قطر، وما سيتلوها من منح أخرى ستساعد على إعادة تأهيل قطاع غزة".
وأكد على أن هذه الزيارة في الوقت الجاري لا يمكن أن يكون لها أي تأثير اقتصادي مباشر، ولكن ما حولها أو ما يأتي بعدها هو المهم على الصعيد الاقتصادي.
من جهته، رحب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، والوفد المرافق له، بوصولهم إلى قطاع غزة، ظهر الجمعة.
وقال هنية، إن هذه اللحظة "تاريخية" في مسيرة الشعب الفلسطيني. وأضاف "أنتم على أرض فلسطين، وتحت سمائها، وتتنسمون عبيرها، وإنها الصيحة في وجه الاحتلال بأن لا بقاء لك على أرض فلسطين المباركة".
وتابع هنية: "دخول مشعل -أبو الوليد- منذ أكثر من ثلاثين عامًا حدث تاريخي بالنسبة إليه وإلى الأمة، وهي لحظات اللقاء بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد". وسيتوجه مشعل لزيارة منزل الشهيد الشيخ أحمد ياسين، ومن ثم زيارة منزل الشهيد محمد الهمص، ثم منزل الشهيد القائد أحمد الجعبري، ثم منزل عائلة آل الدلو.
وكان في استقبال وفد "حماس" رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وعدد من وزرائه وقيادات حركة حماس، وأعضاء المجلس التشريعي، وقيادات من القوى الوطنية والإسلامية.
ويضم الوفد الذي يرأسه مشعل كلاً من نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وعزت الرشق ومحمد نصر.
يذكر أن هذه الزيارة الأولى التي يصل فيها مشعل إلى غزة منذ سنوات عدة.
وتنظم حماس، السبت، مهرجانًا جماهيريًا في ذكرى انطلاقتها الـ 25، وعانق مشعل والوفد المرافق له هنية والقادة الذين كانوا في استقباله، قبل أن يسجد هو ومرافقوه شكرًا لله.
وجرى استقبال سريع لمشعل والوفد المرافق له في معبر رفح، فيما تجمع المواطنون قرب معبر رفح في مسيرة دعت لها حركة حماس، لاستقبال القائد مشعل، وسط هتافات تكبير وترحيب.
واصطف الالآف من عناصر "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، وعشرات الآلاف من المواطنين على امتداد طريق صلاح الدين، الذين انتشروا للترحيب بقائدة المقاومة وقادة "حماس" العائدين بفعل انتصار المقاومة. كما لوحظ انتشار المئات من "كتائب القسام"، لاستقبال القائد.
ولوح المشاركون في حشود الاستقبال بالأعلام والرايات، ورفعوا صور مشعل، ورددوا هتافات ترحب بالقائد في ربوع وطنه وبين شعبه.
وقالت مصادر مطلعة إن مشعل والوفد المرافق له سيستهلون زيارة غزة، بزيارة إلى منزل الشيخ الإمام الشهيد أحمد ياسين في حي الصبرة في غزة، ثم يتبعها بزيارة إلى منزل القائد الشهيد أحمد الجعبري، ومن ثم منزل الشهيد محمد الهمص الذي عمل إلى مرافقًا إلى جانب الجعبري، بعد سنوات من عمله مرافقاً مع القائد مشعل نفسه، ومن ثم يزور عائلة الدلو التي استهدف بيتها وارتقى نحو 12 من أفرادها، ومقبرة الشهداء وعددًا من الجرحى.
وعُلقت صور تجمع بين مشعل والشيخ ياسين، في أماكن متفرقة بالقطاع، إلى جانب لافتات ترحب بالقائد الكبير وإخوانه أعضاء المكتب السياسي في زيارتهم التاريخية لغزة التي أمكن تحقيقها كثمرة من ثمار انتصار المقاومة في معركة "حجارة السجيل" الأخيرة.
ومن المقرر أن يلقي مشعل كلمة "حماس" الرئيسية في مهرجان الانطلاقة، وسط ترقب كبير لهذه الكلمة المهمة التي يرتقب أن تحمل رؤية "حماس" بعد ربع قرن من التأسيس إزاء الكثير من القضايا، وفي الجوهر منها التأكيد على التمسك بالثوابت والحقوق، ورفض الاعتراف بشرعية الاحتلال، والرؤية إزاء ملف المصالحة الوطنية.
وذكرت المصادر المطلعة، أن زيارة مشعل من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام، يتخللها لقاءات مع قادة الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والوجهاء وأهالي الشهداء.
يشار إلى أن زوجة مشعل أمل البوريني كانت وصلت أمس برفقة 14 فردًا من العائلة لحضور حفل الانطلاقة.
وتُعد هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها مشعل والرشق إلى قطاع غزة، فيما تُعد الثانية لنائبه د. موسى أبو مرزوق منذ مغادرته مسقط رأسه رفح في بداية السبعينيات، وتعتبر الثانية للقيادي وعضو المكتب السياسي لحماس صالح العاروري الذي زار غزة منذ نحو شهر ونصف الشهر، ومكث فيها أيامًا قبل أن يغادرها إلى جانب ممثلين الحركة في لبنان واليمن وغيرها من الدول.
وتشهد محافظات قطاع غزة، منذ أيام استعدادات واسعة لإحياء ذكرى انطلاقة حماس الخامسة والعشرين، وسط تزيين الشوارع بأعلام فلسطين ورفع صور الشهداء، وفعاليات عبر تسيير سيارات ودراجات نارية وعروض عسكرية في الأحياء والمناطق المختلفة من القطاع.
واستكملت التحضيرات في ساحة أرض الكتيبة غرب مدينة غزة، لإحياء الانطلاقة، وشارف عشرات العمال والشباب على إنجاز منصة المهرجان التي جاءت على شكل مجسم لخريطة فلسطين التاريخية ويكون الدخول إليها والخروج منها عبر مجسم صاروخ M75 ، فيما هناك إشارة لمدينة عكا المحتلة، كإشارة إلى أن القصف في المرة المقبلة قد يستهدفها.
وعلمت مصادر مطلعة" أن مشعل أصر على أن يجلس وسط الجماهير الفلسطينية في ساحة الكتيبة، خلال المهرجان، حيث ينطلق من بينهم إلى المنصة لإلقاء كلمة الحركة، وسط ترقب إعلامي كبير لكلمته.