بيروت ـ جورج شاهين أكدت مصادر سياسية ودبلوماسية مطلعة، لـ"العرب اليوم"، أن قيادة "حزب الله" رفضت الإثنين استقبال وفد من الاتحاد الأوروبي بناء على طلب ممثلة الاتحاد في بيروت انجيليكا ايخهورست، للبحث في الظروف التي رافقت وضع الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب الأوروبية والتشاور في مستجدات المواقف.
وأكدت مصادر ممثلية الاتحاد الأوروبي في بيروت، أن الاتحاد حريص على علاقاته بالحكومة اللبنانية وبمختلف فئآت الشعب اللبناني، وأن القرار الذي اتخذ لا يجب أن تكون له  أية انعكاسات على العلاقات القائمة بين الاتحاد ولبنان، في ظل المشاريع الجاري تنفيذها والتنسيق القائم على مستوى إعانة النازحين السوريين، ولا على مستوى العلاقات بين الدول الأوروبية المشاركة في القوات الدولية في الجنوب "اليونيفيل" بما يضمن الاستقرار في لبنان.
وتزور السيدة ايخهورست، ظهر الثلاثاء، وزير الخارجية عدنان منصور، للغاية نفسها والتشاور في المراحل اللاحقة لصدور القرار.
ورأى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، وقبل ساعات قصيرة على لقائه ايخهورست، أنه "يجب أن يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية طارئة، لأنّ قرار الاتحاد الأوروبي بشأن (حزب الله) يتناول الحياة السياسية ككل، وبالتأكيد ستكون له تداعياته، ويجب أن يكون اللبنانيون في هذه اللحظة متكاتفين، وألا نزايد على بعضنا البعض، ما سيزيد الشرخ الكبير الذي نحن نقع فيه أصلاً، لأنه سينعكس سلبًا على تأليف الحكومة، وعلى سير عمل المؤسسات وصولاً الى تجميد السياحة والاقتصاد وسيكون له تأثير لن تستطيع أي فئة أن تنأى بنفسها عنه".
واعتبر منصور في  حديث له، أنّ "الأهم من هذا كله، والذي يجب أن يتنبّه له الجميع، انّ اسرائيل ستجد ذريعة مغطاة من 28 دولة أوروبية لتضرب مواقع لـ "حزب الله" في لبنان، أو ما تعتبره جناحًا عسكريًا حينها لن يستطيع أحد الوقوف في وجهها"، مؤكدًا "سنتابع هذا الأمر بالأطر الدبلوماسية وبحكم علاقاتنا مع الدول الأوروبية هناك أمور كثيرة نستطيع القيام بها، ولكن على الحكومة أولاً ان تجتمع وتتخذ القرار المناسب، صحيح أنّ طبخة هذا القرار أوروبية، ولكن الجميع يعلم أنّ صانعه هو اللوبي الصهيوني بمشاركة جهات سياسية محلية وخارجية متآمرة".
ووصف منصور، في حديث صحافي آخر، القرار الأوروبي بأنه "لا يخدم الاستقرار والسلام الذين يحرص عليهما الاتحاد الأوروبي، ولا سيما أن لبنان منقسم سياسيًا، معربًا هن أسفه في الوقت ذاته لأن القرار سيدفع البعض في الداخل إلى المزايدة سياسيًا، وإلى المطالبة باتخاذ قرارات متطرفة ضد "حزب الله"، موضحًا أنه ينتظر نشر القرار علنًا لنعلم ماذا يريد الاتحاد الأوروبي تحديدًا، ولنعلم كيف يفكر وما هو تأثير القرار على مشاركة "حزب الله" في الحكومة، والأهم من ذلك التحقق من الخلفيات بعيدة المدى، لكننا نجزم بأنه لا يمكن نتيجة أي قرار حجب أو اخترال أو تهميش أي فريق سياسي على الساحة اللبنانية.
وجاءت هذه المواقف في اعقاب الرد المقتضب الذي صدر عن "حزب الله" الذي أكد فيه "رفضه الأكيد لقرار دول الاتحاد الأوروبي، وضع الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب"، ورأى فيه "قرارًا عدوانيًا ظالمًا لا يستند إلى أي مبررات أو أدلة".
واعتبر "حزب الله" في خضوع دول الاتحاد الأوروبي للضغوطات الأميركية الصهيونية منحى خطيرًا في انصياع هذه الدول وإذعانها الكامل لإملاءات البيت الأبيض، بحيث يبدو القرار أنه قد كتب بأيد أميركية وحبر صهيوني، فيما لم يكن مطلوبًا من أوروبا سوى أن توقع بالموافقة"، مضيفًا "أن هذا القرار الظالم لا يعبر أبدًا عن مصالح شعوب الاتحاد الأوروبي، ويأتي على النقيض من قيمه وتطلعاته الداعمة لمبادئ الحرية والاستقلال، التي طالما تغنى بها، وأنه إذا كانت دول الاتحاد الأوروبي تظن أنها بخضوعها لمنطق الابتزاز الأميركي وإصدارها لهذا القرار تحجز لها موقعًا في منطقتنا العربية والإسلامية، فإننا نؤكد لها أن واشنطن قد سبقتها إلى مثل هذا القرار، ولم تجنِ منه سوى المزيد من الخسران والخيبات".