اثار التفجير الانتحاري الذي استهدف مقهى "كلاسيكو" بغداد ـ جعفر النصراوي أكد ناجون من التفجير الانتحاري الذي استهدف مقهى "كلاسيكو" في كركوك العراقية، لـ"العرب اليوم"، أن انتحاريًا شابًا وقف مكبرًا "الله أكبر" ثلاث مرات بينهم، حين كانوا مجتمعين في المقهى يلعبون لعبة المحيبس الشعبية، وطلب من الحاضرين أن "يسامحوه"، ثم فجّر نفسه ليحيل المكان إلى دمار. وتسبب التفجير الذي حدث مساء الجمعة الماضية، في إغلاق جميع المقاهي في محافظة كركوك، تحسبًا لاستهداف آخر قد يطال تجمعات المواطنين في شهر رمضان المبارك، فيما دان مجلس المحافظة التفجير، وطالب الأجهزة الأمنية بعدم التهاون مع المخططات الإرهابية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث الرعب في نفوس المواطنين، في حين اعتبره عدد من أبناء كركوك "كارثة" بحق الإنسانية، وجريمة يندى لها جبين أي مسلم. وقال الناجي من التفجير خالد أحمد، والذي أصيب بجروح في قدمه ويده، لـ"العرب اليوم"، "إن المقهى يرتاده الشباب، وأطلق عليه اسم (كلاسيكو) لأن الشباب يشاهدون فيه مباريات الدوري الإسباني، ولا سيما مباراة برشلونة وريال مدريد، وأننا خلال شهر رمضان المبارك وبعد الإفطار نذهب إلى أداء الصلاة في الجامع، وبعد الانتهاء نتجمع في المقهى لنعلب لعبة المحيبس الشعبية، حيث شكل شباب الحي فريقين يتنافسان في ما بينهما". وأضاف أحمد، أنه "في الساعة العاشرة من مساء الجمعة الماضية، كنت أحد الحاضرين في المقهى، ولكني كنت أجلس في الصف الأخير من المقهى الذي هو عبارة عن دكانين كبيرين، وبعد جولات عدة من لعبة المحيبس، قام شاب من بين الحاضرين كان يلعب معنا وصاح بصوت عال (سامحوني)، وتلاها بثلاث تكبيرات ثم فجر نفسه بيننا"، مشيرًا إلى أن "قوة عصف التفجير جعلت الشباب الذين يجلسون أمامي ساترًا لي من الشظايا و(الصجم) الذي تطاير في كل مكان، وأنه لم يرى بعدها إلا هالة من النيران والدخان الأسود وكأن الدنيا قد قامت". وأكد أحد الناجين من التفجير ويُدعى عمار حسين، أن "الشباب الذين استشهدوا هم مسلمون، وغالبيتهم كانوا قد أنهوا صيامهم وجاءوا لقضاء بعض الوقت في المقهى لممارسة لعبة المحيبس الرمضانية، حيث نجتمع من جميع أحياء كركوك، ومنّا العربي والكردي والتركماني لا يفرقنا شيء بل يجمعنا الإسلام والمحبة"، معتبرًا أن "ما حدث كارثة بحق الإنسانية وجريمة يندى لها جبين أي مسلم". وأوضح حسين، "إنني حضرت إلى المقهى مع أربعة من أصدقائي الذين استشهدوا جميعهم، وتحولوا إلى أشلاء تطايرت في مكان الحادث، وتحول المقهى إلى مجزرة، حيث تناثرت رأس هنا ويد هناك والأعضاء البشرية لا يُعرف من أصحابها تم جمعها في قطع الأقمشة التي أعدت للعبة المحيبس، ومن بين الضحايا أربعة أشقاء، بينهم طالب كان يستعد لاستلام نتائج الامتحانات الصف السادس العلمي، ولكن الانتحاري حسم نتيجته بتشييعه مع أشقائه اليوم"، معتبرًاً أن "ما يحدث في كركوك هو صراع سياسي إقليمي يدفع العراقيين ثمنه". واعتبر جتين محمد، أحد الناجين، أن "التفجير الانتحاري هو الأعنفـ حيث حوّل المقهى إلى بركة من الدماء، ومنظر لا يقبل به أي دين أو رسالة سماوية، وأن الأهالي شيعوا الشهداء، وغالبيتهم من الشباب، بشكل منفصل لكل عائلة، خوفًا من تكرار الاستهداف من قبل المجاميع الإرهابية لمراسيم التشييع". وقال أحد أصحاب المقاهي في كركوك ويُدعى كوران غريب، "إن الأجهزة الأمنية بلغت جميع أصحاب المقاهي بإغلاق المقاهي إلى إشعار آخر، تحسبًا لاستهداف آخر يطال تجمعات المواطنين في شهر رمضان"، معربًا عن استغرابه من "الإسلام الجديد الذي تتخذه الجماعات المسلحة، أو الفتوى التي يستندون عليها بقتل الشباب المسلمين الأبرياء في شهر رمضان من دون وجه حق". وأصدرت الأجهزة الأمنية في عموم المحافظات العراقية، تعليمات مشددة لأصحاب المقاهي الشعبية، بضرورة تفتيش الزبائن ومراقبة الأجواء الداخلية والخارجية، والإبلاغ عن كل من شأنه تعكير صفو الأمن والاستقرار، في حين اتخذت القوى الأمنية في كركوك قرارًا بغلق جميع المقاهي الشعبية بعد حادث تفجير مقهى "كلاسيكو"، كإجراء احترازي من استهداف مقاهي أخرى في المحافظة خلال شهر رمضان، لأنها تشهد تجمع للمواطنين بعد الإفطار. يُشار إلى أن 38 قتيلاً و43 جريحًا سقطوا نتيجة تفجير انتحاري لنفسه، مساء الجمعة الماضية، استهدف مقهى شعبيًا في منطقة "واحد حزيران" جنوب محافظة كركوك، شمال بغداد.