بيروت ـ جورج شاهين اكد وزير الخارجية البريطانية وليم هيغ دعم بلاده الكامل لاستقرار لبنان ومساعدته في شتى المجالات السياسية والعسكرية والانسانية، مشيرًا الى التقديمات المالية البريطانية لمساعدة لبنان في ايواء النازحين من سورية، مبديا ترحيبه في تعاون لبنان مع التحقيق البلغاري في مسألة تورط "حزب الله" بتفجير حافلة بورغاس ،  داعيا الرئيس السوري بشار الاسد الى الرحيل .
موقف هيغ جاء في الرسالة التي حملها من رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي زاره في قصر بعبدا الخميس مع وفد في حضور السفير البريطاني لدى لبنان طوم فلتشر قبل ان يزورا معا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث تركزت المحادثات على العلاقات الثنائية ودعم بريطانيا الدائم للبنان اضافة الى الاوضاع في المنطقة.
وبعد اللقاء،ابدى هيغ سعادته كونه في لبنان، في زيارته الاولى كوزير للخارجية، مشيرا الى ان لبنان وطن بالغ الاهمية بالنظر الى تنوعه والى الديموقراطية فيه وبالنظر ايضاً الى دوره في المنطقة. انه شريك حيوي لبريطانيا ونحن نتطلع الى العمل سوياً من اجل مواجهة مشاكل المنطقة والافادة من الفرص المتوفرة. نحن ملتزمون كذلك العمل قدر ما نستطيع بشراكة مع لبنان، لدعم السلام والاستقرار هنا وعلى نطاق اوسع.
اضاف: "ان بريطانيا تثمن الدور المحوري الذي تلعبه القوى العسكرية والامنية اللبنانية في الحفاظ على الاستقرار. ولهذه الغاية فإننا سنضاعف مساعداتنا لتدريب هذه القوى، حيث سنعمل على مساعدتها في تدريب نحو 2000 من عناصرها في السنة المقبلة. هذا بالإضافة الى نشاطاتنا المشتركة التي سبق وتم التخطيط لها مع هذه القوى، بما فيها الدعم اللوجستي وفي مجال التدريب الذي تعنى به بريطانيا مع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، في مجال المساعدة على دعم الاستقرار".
وقال: "لقد بحثت ايضاً مع الرئيس سليمان التطورات السياسية الداخلية، ومن المهم في هذه الظروف الصعبة، ان تعمل القوى السياسية في لبنان معاً بروح الحوار والتوافق من اجل الموافقة على خطة من شأنها احترام المواعيد الدستورية لإجراء الانتخابات النيابية هذا العام. كما واننا بحثنا ايضاً في العلاقات التجارية القائمة في ما بيننا. ويسعدني ان معدل التبادل التجاري بين بريطانيا ولبنان قد تضاعف بنسبة 11% خلال هذا العام، على الرغم من وضع المنطقة غير المستقر، وانه لمن المفيد ان تعمل الشركات البريطانية واللبنانية معاً كشركاء بحيث تكون الافادة مهمة في مجال تطوير البنى التحتية مثلاً. واننا جاهزون للمساعدة في تطوير آليات شفافة للعمل في مجال النفط والغاز".
واعتبر هيغ ان الوضع في سورية يشكل مصدر اهتمام بالغ بالنسبة الى بريطانيا، ولا يمكن تجاهل الازمة الانسانية المروعة ولا الخسائر البشرية ولا التهديد الامني للمنطقة او التخفيف من وطأتهم، وكما سبق وذكرنا دائماً ان مسار القتل الذي لا مبرر له يجب ان ينتهي من خلال مسار سياسي مقنع يقود الى مرحلة انتقالية.
وفي رده على الصحافيين بشأن تعاون لبنان مع التحقيق البلغاري، وادراج حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية اكد هيغ انه بحث في النتائج المترتبة على ذلك مع رئيس الحكومة كما مع رئيس الجمهورية . وابدى ترحيبه في التعاون الكامل مع التحقيق، اضاف "من الطبيعي ان تترتب نتائج معينة عند حصول تفجير على اراض اوروبية ولكنني لا اؤمن ان هذه النتائج ستؤدي الى احداث تغيير على مستوى الاستقرار الداخلي في لبنان".
وعن الرسالة التي يوجهها للرئيس الاسد قال "هي انه حان الوقت لرحيله، لقد اختبر الشعب السوري وشعوب الدول المجاورة ما يكفي من المآسي حتى الآن. وهذا الحجم الكبير من الدمار والخسائر البشرية والتهديد الموجه الى استقرار المنطقة بأكملها يجب الا يتواصل لأن شخصاً واحداً يرغب في البقاء في السلطة.
واضاف "لقد كان هناك التزام مهم جداً للتفاوض من قبل السيد الخطيب في الائتلاف الوطني المعارض. ومن المهم ان يتم التجاوب معه من خلال تفاوض جدي من قبل نظام الرئيس الاسد، لأن التوصل الى اتفاق سياسي حول المرحلة الانتقالية هو الطريق في سوريا نحو وضع حد للخسائر البشرية الرهيبة وغير المقبولة.
ومن قصر بعبدا توجه هيغ الى مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة والوفد المرافق والتقى بري في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وتم عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة.
واكد هيغ بعد اللقاء "حرص بريطانيا على دعم الاستقرار في لبنان وعزم بلاده على المساهمة في معالجة ازمة النازحين السوريين". وقال انه "على الرغم من الوضع الذي يمر فيه لبنان، فان لديه فرصا مذهلة على الصعيد الاقتصادي".
وفي مقر قيادة الجيش عقد قائد الجيش العماد جان قهوجي يرافقه عدد من كبار ضباط القيادة، اجتماعا مع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ والوفد المرافق في مبنى مكتب الدراسات التابع للقصر الجمهوري في بعبدا، جرى خلاله عرض العلاقة الثنائية بين جيشي البلدين، والمراحل التي تم انجازها من برنامج المساعدات البريطانية المقررة للجيش اللبناني.
في مستهل الاجتماع، شكر قهوجي السلطات البريطانية على "مواكبتها المستمرة لاوضاع الجيش اللبناني وتقديم الدعم له في مختلف المجالات"، فيما أعرب هيغ عن ثقة بلاده "بالدور الوطني الذي تضطلع به المؤسسة العسكرية اللبنانية في تحقيق الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب". وتم التوافق بين الجانبين على مواصلة المملكة المتحدة برنامج تعزيز قدرات الجيش القتالية ولا سيما تسريع خطة تطوير القوات الجوية اللبنانية، وتمويل مراكز تدريب في الوحدات الخاصة، وتأمين فرص التدريب لعدد كبير من ضباط الجيش في المملكة المتحدة، الى جانب تجهيز العديد من مراكز المراقبة الحدودية بالمعدات الحديثة والتقنيات المتطورة.