غزة – محمد حبيب
ذكرت تقارير صحافية، الأحد، أن وزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، أبلغ في نهاية الأسبوع المنصرم، جهاز "الشاباك" بأنه سيؤيد الاعتقال الإداري ضد نشطاء في اليمين المتطرف من المشتبهين في التورط في اعتداءات في حق فلسطينيين، وفي الحالات التي لا تتوفر فيها، في المرحلة الأولى، أدلة كافية تسمح بتقديمهم إلى المحاكمة.
وجاءت تصريحات يعلون في أعقاب الاعتداء الذي نفذه مستوطنون متطرفون في قرية دوما قرب نابلس، الجمعة، وأسفر عن استشهاد الطفل الرضيع علي دوابشة حرقا، وإصابة والديه وشقيقه الذين يرقدون في مستشفيات "إسرائيلية" وما زالت حالتهم حرجة وهناك خطر على حياتهم. وبيّنت التقارير أنّ يعلون صادق في وقت سابق على إصدار أوامر إبعاد عن الضفة الغربية المحتلة في حق مستوطنين متطرفين أعضاء في تنظيم "جباية الثمن" المتطرف، لكنه يعتقد أن الاعتداء المتطرف في دوما يستوجب استخدام إجراءات أشد.
وأجرت أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية خلال اليومين الأخيرين اتصالات مكثفة لتنسيق أنشطة مشتركة تهدف إلى منع تصعيد الوضع في الضفة في أعقاب استشهاد الطفل دوابشة.
ووقعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة، أسفرت عن استشهاد الفتى ليث الخالدي عند حاجز عطارة قرب بير زيت والفتى محمد المصري خلال مظاهرة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. كذلك أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين في هذه المواجهات.
وتشير التقديرات في "إسرائيل" إلى أن السلطة الفلسطينية تبذل جهدا من أجل إحباط "موجة عنف واسعة" في أعقاب الاعتداء المتطرف في دوما.
ورغم ذلك فإن التحسب في "إسرائيل" يتمثل في إقدام أفراد فلسطينيين على تنفيذ عمليات طعن أو دهس.
ونقلت صحف عن مصدر أمني "إسرائيلي" رفيع، قوله إنه لن يفاجأ إذا تبين وجود علاقة بين هدم المبنيين في مستوطنة "بيت إيل"، الخميس، والاعتداء المتطرف في قرية دوما، واتهم وزراء إسرائيليين "بنشر دعاية كاذبة" حول الظروف القضائية التي جرى الهدم بسببها.
وأكّد أن "وسائل الإعلام التابعة للمستوطنين حولت البنايتين الفارغتين إلى جبل الهيكل" في إشارة إلى الحرم القدسي.
وشددت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، على أن "المقاومة لن تسكت" على "جريمة" قتل طفل فلسطيني عمره عام ونصف العام عندما أشعل مستوطنون النار في منزل عائلته فجر الجمعة.
وأبرز أبو عبيدة، الناطق باسم القسام في بيان صحافي "مقتل الطفل جريمة بشعة يتحمل قادة العدو مسؤوليتها ولن يسكت شعبنا ومقاومتنا عليها"، مضيفاً أن "العدو لا يفهم سوى لغة المقاومة والقوة".
وأبرز الخبير العسكري واللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن حادثة حرق الطفل الرضيع علي الدوابشة وسياسة مصادرة الأراضي والصلف الإسرائيلي القائم أحدث تحولا في الرأي العام الفلسطيني في الضفة المحتلة لصالح إشعال انتفاضة عارمة، ستجرف معها خيارات النضال "غير المجدية" على حد تعبيره.
وأوضح الخبير الشرقاوي أن المرحلة المقبلة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ستكون بأدوات نضالية جديدة تجمع أكثر من خيار تحتها، مشيراً إلى أن الخيار العسكري سيكون أبرزها على حساب أنصاف الحلول السلمية والتطبيعية.
ولفت الشرقاوي إلى أنّ محاولات "إسرائيل" لتطويق الأحداث الأخيرة ومنع نشوب انتفاضة ثالثة ستفشل، معتبراً ان إدانة النظام السياسي الإسرائيلي لعمليات المستوطنين لا سيما حرق الرضيع "ذر للرماد في العيون"، مبيناً أن الدلائل تشير أن الحكومة الإسرائيلية هي من يقف وراء جرائم المستوطنين.
وأوضح أن قطاع غزة لن يكون بمنأى عن الأحداث الميدانية في الضفة المحتلة، متوقعاً أن يأخذ التصعيد الميداني شكل تصاعدي وصولاً للانتفاضة الشاملة.
واستبعد المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله، نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة، لغياب مقومات الانتفاضة والتي من وجهة نظره أولها تحقيق الوحدة، والاتفاق على استراتيجية موحدة لتأجيج انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال.
وأوضح عطالله أنّ غياب الوحدة الفلسطينية، وضعف الثقة بين الفصائل الفلسطينية يؤخر من نشوب انتفاضة ثالثة.
ويرى عطالله أن الأمر المحتمل سيكون في ميدان الضفة المحتلة، وسيتمثل في مواجهات فردية في نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي أو فعل انتقامي فلسطيني فردي، مشيراً إلى أن لن يكون هناك أي مواجهات جماعية منظمة لغياب المقومات اللازمة لتفجير انتفاضة.