فرقة مكافحة الإرهاب في تونس تحبط عملية انتحارية
تونس ـ أزهار الجربوعي
أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن العمليات الأمنية الأخيرة أسفرت عن اعتقال 6 مورطين في اغتيال المعارض شكري بلعيد في فبراير الماضي، بينهم االمشتبه به الرئيسي عز الدين عبد اللاوي الذي اعترف بما نسب إليه، وكشف بن جدو إحباط عملية انتحارية بعد العثور على وصيّة بحوزة أحد
المسلحين تفيد بذلك، جاء ذلك فيما أحيا رؤساء تونس الثلاث، ليلة القدر مع الوحدات الأمنية، بتفقد الثكنات العسكرية والدوريات الأمنية وزيارة المصابين في عمليات جبال الشعانبي العسكرية.
واستعرض وزير الداخلية لطفي بن جدو ملخص الانجازات الأمنية لقوات الأمن الداخلي في إطار مكافحة الإرهاب والتصدي للمجموعات الإرهابية بمختلف مناطق الجمهورية خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأوضح الوزير التونسي أن العملية الأولى تمثلت في مداهمة منزل في محافظة سوسة، (140 كم جنوب العاصمة)، يحتوي على 3 عناصر إرهابية تم القبض على شخصين في حين تمكن الثالث من الفرار، تبيّن لاحقا أنه يدعى لطفي الزين وهو إرهابي خطير ضالع في اغتيال المنسق العام لحزب التيار الشعبي محمد البراهمي منذ أسبوعين.
وأكد أن هذه المداهمة تمت إثر ورود معلومات استخبراتية مفادها أن ثلة من الإرهابيين ينوون القيام بعمليات إرهابية يستهدفون من ورائها بعض السياسيين بالاغتيال والبنوك بالسطو وبعض المراكز الأمنية للسطو على الأسلحة.
هذا وأكد وزير الداخلية لطفي بن جدو انه لم يتم التوصل حتى اللحظة إلى القائمة النهائية للسياسيين والإعلاميين المراد اغتيالهم، لافتا إلى أن الموقوفين لا يعرفون القائمة النهائية والكاملة.
أما في ما يتعلق بعملية الوردية بالعاصمة التونسية، أوضح بن جدو أن فرقة مكافحة الإرهاب تمكنت من قتل ارهابي وإصابة 4 وأسر سادس تبين أنه عز الدين عبد اللاوي وهو أحد المتهمين الرئيسيين في قضية اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية شكري بلعيد.
وقال الوزير ان هذا الأخير من اخطر العناصر الإرهابية وقد اعترف خلال التحقيقات بتورطه في عملية اغتيال شكري بلعيد، ولفت بن جدو الانتباه إلى ان هذا العنصر الإرهابي كان ينشط في تيار أنصار الشريعة السلفي الجهادي الذي يتزعمه سيف الله بن حسين الملقب بـ"أبو عياض".وأضاف الوزير التونسي أن اجمالي الموقوفين في قضية شكري بلعيد بلغوا 6عناصر.
أما العملية الثالثة فتتمثل في القبض على متشدد دينيا كان بصدد محاولة افتكاك سلاح أحد أعوان الأمن الداخلي الذي كان يحرس فرع البنك المركزي بمنطقة أكودة من محافظة سوسة، وسط شرقي تونس.
وقال الوزير انه تم العثور على وصية بحوزته تنُص على قيامه بعملية انتحارية، كما عثر بحوزته على عدد من الأزياء العسكرية وشارات لرتب عسكرية مختلفة.
أما العملية الرابعة والأخيرة ، فكانت في مدينة بن قردان في أقصى الجنوب التونسي المحاذي للشريط الحودي مع ليبيا، وفي روايته لتفاصيل الواقعة قال وزير الداخلية أن سيارة رفضت الامتثال لإشارة أعوان المرور فتمت ملاحقتها و تبادل إطلاق النار خلال عملية المطاردة وبعد إيقافها تبيّن أنها كانت محملة بكميات كبيرة من الأسلحة.
وحسب ما اكد مصدر أمني أن الأبحاث الأولية المتعلقة بهذه العملية التي تمت جنوب البلاد، تفيد بأن المتهم قد اعترف بأن الأسلحة المحجوزة المتمثلة في قذائف و قنابل كانت في طريقها الى جهة تستعد للقيام بعمليات ارهابية لضرب الاقتصاد التونسي في كبرى المحافظات التونسية صفاقس و سوسة و المنستير.
وفي سياق متابعته للأوضاع الأمنية في البلاد وعمليات مكافحة الارهاب بعد استشهاد جنديين مساء أمس الأحد في انفجار دبابة للجيش التونسي اثر مرورها على لغم أرضي في جبال الشعانبي التي تتحصن فيها عناصر متطرفة أقدمت على اغتيال 8 جنود الاثنين الماضي في كمين ارهابي، أدّى رئيس الحكومة التونسية علي العريض و رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ووزيرا الدفاع و الداخلية و قائد هيئة أركان جيش البر محمد الصالح الحامدي، زيارة إلى المستشفى العسكري بالعاصمة للاطمئنان على صحّة جرحى الجيش إثر الأحداث الأخيرة بجبل الشعانبي و الرفع من معنوياتهم و عزائمهم ولمشاركتهم أجواء الاحتفال بليلة القدر كما أكد علي العريض.
وقال رئيس الحكومة التونسية إن "الإرهاب له ضحايا لكن نحقق نجاحات وبصدد التقدم وسنهزم الإرهابيين"، مشيدا بجهود الأمنيين والعسكريين، في حين دعا رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر إلى ضرورة إيجاد اللحمة والمصالحة الوطنية، معبرا عن أمله في القضاء على آفة الإرهاب.
كما أدّى رئيس الحكومة التونسية مصحوبا برئيس المجلس التأسيسي ووزيرا الداخلية و الدفاع وعدد من القيادات الامنية زيارة ميدانية لعدد من الثكنات الامنية للطّلاع على جهوزية الفرق الامنية و الرفع من عزائمهم.
من جانبه، قام الرئيس التونسي الدكتور محمد المنصف المرزوقي بتفقد دورية للحرس الوطني في طريقه إلى القيروان لإحياء ليلة القدر في جامع عقبة ابن نافع الشهير، وسط البلاد، أين أشرف على توزيع جوائز الجمعية القرآنية القيروانية للفائزين في مسابقة حفظ القران الكريم.
ورغم تحقيق ما اعتبرته الحكومة التونسية "نجاحات أمنية" قياسية نهاية الأسبوع الماضي اثر اعتقال6 من المتورطين في اغتيال المعارض شكري بلعيد بينهم متهم رئيسي واحباط محاولتين لاغتيال سياسي واخرى انتحارية وضبط كميات هائلة من السلاح، إلا أن السؤال الذي يشغل الرأي العام ومراقبي الشأن التونسي، والذي ترفض الحكومة التونسية الاجابة عنه يتمثل في الكشف عن الجهات التي موّلت وأمرت وخطّطت لتنفيذ الاغتيالات ودعمت فرق الموت والارهاب بالسلاح والمعلومة والمال.
ولئن أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن عز الدين عبد اللاوي المشتبه به الرئيسي في اغتيال شكري بلعيد كان ناشطا ضمن تيار أنصار الشريعة السلفي، إلا أن مصادر خاصة من داخل التيار السلفي الجهادي تبرأت من هذا الأخير وأكدت أنه كان ضابطا في سلكك الأمن زمن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، متهمة بقايا النظام السابق ودولا أجنبية بالتامر على التيار الاسلامي لتصفيته واستئصاله، وبانتظار اثبات صحة رواية تيار أنصار الشريعة التي توجه زعيمها أبو عياض برسالة إلى وزير الداخلية قال فيها ”لقد اخطأت خطأ جسيما بإقحام انصار الشريعة واستدراكك الخبيث بالتفريق بين أن يكون العمل فرديا أو ناجما عن قرار تنظيمي هو ذكاء منك ونقر لك بذلك"، يرى مراقبون أن الحكومة التونسية مدعوة للإجابة عن سر تباطؤها في التصدي للارهاب وفرق الموت وسماحها لها بأخذ وقتها الكافي لتسليح نفسها والاستقرار في البلاد وجمع العتاد، مادامت تملك قوات أمنية خارقة نجحت في ظرف 48 ساعة في انجاز ما عجزت عنه خلال سنة ونصف من الحكم .