دمشق - نور خوام
تنطلق الخميس في العاصمة الكازاخية نور سلطان جولة المحادثات الـ13 في إطار «مسار آستانة»، وسط توقعات محدودة بتحقيق تقدم على صعيد الملفات المطروحة، ويحضر العراق ولبنان للمرة الأولى بصفة مراقب جلسات «مسار آستانة»، بينما قلص الإعلان عن غياب المبعوث الدولي إلى سورية غير بيدرسن (ربما لأسباب صحية) من احتمالات ترددت سابقا بشأن إعلان الأطراف الضامنة وقف النار في سورية رسميا عن تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية.
وبات مؤكدا حضور وفدي الحكومة والمعارضة بالتركيبة السابقة ذاتها تقريبا؛ إذ يرأس وفد دمشق السفير لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بينما يرأس وفد المعارضة أحمد طعمة، الذي أكد، أن المعارضة اتخذت قرارا بالمشاركة بعد التداول مطولا على المستويين العسكري والسياسي.
وزاد أنه «في غياب مفاوضات جنيف، فإن (مسار آستانة) ما زال المنصة الوحيدة التي تجري فيها مناقشة الملفات السياسية للتسوية في سورية»، وأعلنت المعارضة في وقت سابق احتمال مقاطعتها هذه الجولة على خلفية العمليات العسكرية المتواصلة في إدلب ومحيطها.
ولفت الأنظار الإعلان المفاجئ من جانب الجهة المستضيفة في كازاخستان عن تغيب بيدرسن عن هذه الجولة، علما بأنه كان أعلن نيته المشاركة في أعمالها ومنح الأولوية في النقاشات للملفات الإنسانية، خصوصا ملفي «المعتقلين لدى النظام» و«المساعدات الإنسانية»، فضلاً عن توقعات بتطلعه إلى إثارة مسألة استهداف المستشفيات والمراكز الصحية خلال العمليات العسكرية.
وقالت وزارة الخارجية الكازاخية إنها «تأسف لأن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية سيضطر لعدم حضور المحادثات المقبلة لأسباب صحية.. وسيرأس وفد الأمم المتحدة نائبه»، وأضاف بيان الوزارة أن «ممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولية ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، سيصلون إلى العاصمة نور سلطان لحضور الاجتماع الدوري لمجموعة العمل حول المحادثات بخصوص سورية».
وقلص غياب بيدرسن من توقعات سابقة بأن تستخدم الأطراف الضامنة وقف النار في سورية (روسيا وإيران وتركيا) جولة المحادثات الحالية للإعلان بشكل رسمي عن تشكيلة وآليات إطلاق عمل اللجنة الدستورية، التي كانت كل من الأمم المتحدة وروسيا وتركيا أعلنت في وقت سابق «تسوية كل المشكلات العالقة حولها واقتراب إعلان تشكيلها».
في حين يشكل حضور لبنان والعراق بصفة مراقب للمرة الأولى في هذه المحادثات انتصارا دبلوماسيا لموسكو، التي سعت إلى توسيع الحضور العربي في «مسار آستانة»، علماً بأن الأردن كان البلد العربي الوحيد الذي شارك بصفة مراقب في الجولات الأخيرة. وأعلن في لبنان أن السفير غدي خوري، مدير العلاقات الخارجية في وزارة الخارجية اللبنانية ومدير مكتب وزير الخارجية جبران باسيل، كُلف بتمثيل بيروت في المحادثات، مما عكس اهتماماً لبنانياً بهذه المشاركة.
وغابت واشنطن التي سبق أن حضرت عددا محدودا من جولات النقاش في إطار «آستانة»، وأعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة «لن تشارك في أي عمليات تفاوضية تجري خارج إطار الأمم المتحدة ومن دون رعايتها»، وينتظر أن تجرى في اليوم الأول لأعمال الجولة سلسلة من المشاورات الثنائية ومتعددة الأطراف خلف أبواب مغلقة، فيما تعقد الجلسة العامة في اليوم التالي غداً الجمعة، وسيتم تقديم النتائج الرئيسية للمحادثات التي تستمر يومين في بيان مشترك للضامنين في عملية «آستانة».
لكن التوقعات تبدو محدودة باحتمال التوصل إلى تفاهمات حول الملفات الأساسية المطروحة؛ إذ ما زالت الخلافات حول آليات التعامل مع الوضع في إدلب تعرقل التوصل إلى تفاهمات كاملة بين موسكو وأنقرة، وكانت وزارة الدفاع الروسية استبقت اللقاء بإطلاق تحذيرات قبل يومين قالت فيها إن «الهجمات الإرهابية ما زالت متواصلة» ولفتت إلى معطيات لديها عن «إعداد المسلحين لهجمات جديدة ضد قاعدة حميميم والمناطق المدنية المحيطة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب». وتلا ذلك إعلان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة أن «البلدان الغربية تدعم الإرهابيين في إدلب، بهدف استخدام هذه المنطقة ضد القوات الشرعية في وقت لاحق». وعكست هذه التصريحات درجة التباعد في المواقف بين موسكو وأنقرة، ودفعت إلى ترجيح عدم تحقيق تقدم على صعيد تقريب وجهات النظر.
ومع تراجع فرص التقدم في ملف إدلب، وعدم وضوح استعداد الأطراف لإطلاق مسار تشكيل اللجنة الدستورية في الجولة الحالية، ينتظر مراقبون أن يشكل الإعلان عن تفاهمات على إجراءات لإطلاق متبادل للمعتقلين، واحدا من النتائج المتواضعة المتوقعة في هذه الجولة، علما بأن هذا الملف ظل معلقا خلال جولات سابقة، وتم تشكيل مجموعة عمل لمتابعته برعاية من الأطراف المختصة لدى الأمم المتحدة، لكن المجموعة فشلت في تقريب وجهات النظر وتحقيق تقدم ملموس في هذا الشأن خلال الجولات السابقة.
قد يهمك أيضًا
وزير خارجية كازاخستان يعلن أن روسيا و تركيا و إيران تمضي قدما في محادثات آستانة
مقتل 15مدنيًا في غارات جوية على إدلب وهجوم انتحاري على القوات السورية في درعا