دمشق ـ الجزائر اليوم
سيطرت وحدات من الجيش السوري، الأربعاء، على بلدة "معردبسة" الاستراتيجية، على الطريق الدولي (حلب دمشق)، بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقال مصدر إعلامي، أن الجيش السوري واصل عمليته العسكرية بريف إدلب الجنوبي، وتمكنت من السيطرة على بلدة "معردبسة" الاستراتجية (جنوب مدينة سراقب بنحو 8 كم)، والتي تٌشكّل عقدة تقاطع طرق إمداد مسلحي "جبهة النصرة" و"أجناد القوقاز" وحلفائهما.
وأشار المصدر إلى، أن "معردبسة" تقع على مفترق طرق تصل إلى سراقب شمالا، ومعرة النعمان جنوبا، وأريحا غربا، كما تمتد إلى أقصى الريف الشرقي لمحافظة إدلب وصولا إلى تل طوقان ومنطقة أبوالضهور التي تعد معقل "إمارة القوقاز" في سورية.
وأكد المصدر أن العمليات العسكرية للجيش السوري استمرت ليل الأربعاء، وأسفرت عن سيطرته "معردبسة" شمال بلدة خان السبل، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة في المنطقة، وأضاف أن وحدات الجيش السوري باتت تفصلها حوالي 8 كم عن مدينة سراقب من الجهة الجنوبية وذلك بعد السيطرة على بلدة معردبسة.
وأعلنت دمشق، أمس، سيطرة الجيش على معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، شمال غربي البلاد، بعد أسابيع من الاشتباكات والقصف العنيف، ليقترب أكثر من تحقيق هدفه باستعادة طريق دولي استراتيجي، فيما تشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها تؤوي ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريبًا من النازحين، منذ الشهر الماضي، تصعيدًا عسكريًا لقوات النظام وحليفتها روسيا، يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي، حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وأعلن الجيش السوري، أول من أمس (الأربعاء)، في بيان جرى بثه على التلفزيون الرسمي: "تمكنت قواتنا الباسلة في الأيام الماضية من القضاء على الإرهاب في العديد من القرى والبلدات"، وعدّد نحو عشرين بلدة وقريبة بينها معرة النعمان، وأكد الجيش نيته "ملاحقة ما تبقى من التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى أن يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب بمختلف مسمياته".
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذًا. ودخل الجيش معرة النعمان، الثلاثاء، بعد تطويقها بالكامل، وانسحاب الجزء الأكبر من مقاتلي الفصائل منها.
وتركزت المعارك والقصف، خلال الأيام الماضية، على مدينة معرة النعمان، وأسفرت، وفق حصيلة لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عن مقتل 147 عنصرًا في القوات الحكومية، و168 عنصرًا من الفصائل.
وتتمركز القوات الحكومية حاليًا، وفق المرصد، على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب مدينة سراقب الواقع أيضًا على الطريق الدولي شمال معرة النعمان.
وأفاد المرصد أيضًا بتوقف الغارات الجوية، في منطقة إدلب، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة غرب حلب، حيث أفادت "وكالة الأنباء السورية الرسمية" (سانا) بتقدّم لقوات النظام.
وأفادت قناة "روسيا اليوم"، على موقعها باللغة العربية، عن إصابة مراسلتها خلال مرافقتها للجيش السوري أثناء قيامه بعمليات التمشيط في منطقة معرة النعمان.
وتُكرّر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية، رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة، وكان آخرها اتفاق هدنة جرى الإعلان عنه في التاسع من الشهر الحالي، إلا أنه لم يدم سوى لعدة أيام.
واتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الأربعاء)، موسكو بعدم احترام الاتفاقات المبرمة بينهما بشأن إدلب.
وقال، بحسب ما نقلت "وكالة أنباء الأناضول الرسمية": "مع روسيا، أبرمنا هذه الاتفاقات (...) إذا كانت روسيا لا تحترم هذه الاتفاقات، إذن سنفعل الأمر نفسه. للأسف في الوقت الحالي، روسيا لا تحترمها".
وكانت تركيا، التي تنشر 12 نقطة مراقبة في إدلب، حذرت، أول من أمس (الثلاثاء)، من أنها سترد على أي تهديد لتلك النقاط، التي باتت ثلاثة منها محاصرة من قبل القوات الحكومية السورية
ومنذ سيطرة الفصائل المقاتلة على كامل المحافظة في عام 2015، تصعّد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدمًا، وتنتهي عادة بالتوصل إلى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة، أواخر أغسطس (آب)، على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة أيضًا على الطريق الدولي.
ويرى مراقبون أن قوات النظام تسعى من خلال هجماتها الأخيرة في إدلب إلى استعادة السيطرة تدريجيًا على الجزء الذي يعبر إدلب وغرب حلب من هذا الطريق، لتبسط سيطرتها عليه كاملًا.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في عمان ديفيد سوانسون: "نخشى على سلامة وأمان أكثر من ثلاثة ملايين مدني، في إدلب والمناطق المحيطة".
ودفع التصعيد منذ ديسمبر (كانون الأول) بـ388 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، خصوصًا معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمنًا شمالًا، وفق الأمم المتحدة. وبين هؤلاء 38 ألفًا فروا منذ منتصف الشهر الحالي من غرب حلب.
وأفاد "المرصد السوري" بدوره عن حركة نزوح ضخمة خلال الأيام القليلة الماضية، مع اقتراب التصعيد من مدينة سراقب وريفها، التي كانت ملجأ لنازحين فروا من منطقة معرة النعمان.
قد يهمك ايضا:
استهداف المنشآت الطبية في إدلب يشعل مواجهة كلامية في مجلس الأمن
مجلس الأمن يؤكد أن استهداف الحوثيين منشآت نفطية في السعودية يُمثِّل تهديدًا خطيرًا