دمشق ـ الجزائر اليوم
شهدت مناطق إدلب حالة من الاستياء حيال الاتفاق الأخير بين الجانبين التركي والروسي الذي قضى بفتح طريق حلب - اللاذقية وتسيير دوريات عسكرية مشتركة للجانبين. ودعا نشطاء معارضون إلى اعتصام تحت أحد الجسور على الطريق في مدينة أريحا جنوبي إدلب، ونددوا بصيغة الاتفاق الذي يتيح للروس مشاركة الجانب التركي في القيام بدوريات عسكرية على الطريق الذي يمر في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة شمال غربي سوريا.
طريق حلب - اللاذقية المعروف بـ«إم 4»، يعد من أهم الطرق الدولية السورية على الصعيد الاقتصادي، إذ يمر بسوريا من شرقها إلى غربها، وكان يدرّ إلى جانب طريق حلب - دمشق «إم 5» مليارات الدولارات سنوياً قبل الحرب السورية، الأمر الذي دفع بالأطراف الدولية المنخرطة إلى إيجاد صيغة توافقية لفتح الطرق الدولية بضمان تسيير دوريات مشتركة من الجانبين، تمهيداً لإعادتها للعمل.
الناشط إبراهيم العمر في محافظة إدلب وأحد الناشطين الذين دعوا إلى الاعتصام، قال إن «أغلبية السوريين ينظرون إلى الروس على أنهم قوة احتلال وبالتالي فإن فكرة تسيير دوريات روسية مع الأتراك أمر مرفوض بالنسبة لهم، ومن الصعب ضمان أمن الدوريات لأن المدنيين في المناطق المحررة أو الطرق الدولية التي تمر ضمن المناطق المحررة يرفضون أن يكون لروسيا والنظام وإيران أي وجود في مناطقهم بأي شكل من الأشكال». وأضاف: «إذا التزمت الفصائل بالاتفاق فإن المدنيين لن يسمحوا للروس بأن يمرّوا على هذا الطريق، اليوم مئات الشباب نفّذوا اعتصاماً تحت جسر مدينة أريحا جنوب إدلب الواقعة على الطريق الدولي للاحتجاج على اتفاق الدوريات المشتركة مع الروس، وأكدوا قرارهم عدم السماح للجنود الروس بالمرور على هذا الطريق تحت أي مسمى كان».
بكار الحميدي، ناشط من منطقة سهل الغاب غربي حماة الذي شارك بالاعتصام، قال: «بالنسبة إلى فتح الطرق الدولية، الأمر مجحف بحق الشعب السوري في المحرر باعتبار أنه ما زال مهجّراً حتى الآن، وأن ترك القرى والبلدات التي يمر بها الطريق الدولي دمرها وهجرها الروس»، متسائلاً: «كيف سيرحب الشعب بهم ويسمح لهم بالمرور من أرضهم رغم إجرامهم بحق البشر والشجر والحجر؟ لذلك أجد أنه من المستحيل أن تسير الأمور على ما يرام مهما حاولت تركيا ضمان ذلك أو حتى إذا استخدمت القوة في تحقيق ذلك، لن تستطيع الدوريات الروسية - التركية أن تمر بسلام ما دام الشعب السوري في المحرر مهجّراً من دياره».
من جهته، قال أبو عمر الأسمر، أحد الناشطين: «للأسف إن ما رفضناه قبل أكثر من سنة نقبل به اليوم بعد معارك طويلة نجم عنها احتلال عشرات القرى وتهجير أكثر من مليون نسمة. فتح الطريق لم ولن يكون في مصلحة الثورة يوماً، وما هو إلا وسيلة جديدة للتغلغل الروسي ضمن المناطق المحررة، وقد يعتمد الروس على تلك الدوريات لخلق ذرائع جديدة بحجة محاربة الإرهاب».
وأشار وليد العلي، أحد العاملين في الرصد والمتابعة، إلى أنه «في الأيام الماضية نشرت القوات العسكرية التركية عدداً من النقاط العسكرية تضم آليات ثقيلة ومدرعات وسيارات مصفحة وعدداً من الجنود على طول طريق حلب - اللاذقية بدءاً من منطقة الترنبة التي تمكنت الفصائل المعارضة من استعادتها من قوات النظام مؤخراً بالقرب من مدينة سراقب ونقاط عسكرية أخرى في منطقة المسطومة القريبة من الطريق ومنطقة أريحا والمناطق القريبة من محمبل، وهناك نقاط أخرى جنوب وشمال الطريق بالقرب من مدينة جسر الشغور غربي إدلب». كما أشار إلى أنه «في المقابل قام النظام والروس خلال الأيام الماضية بإزالة السواتر والكتل الإسمنتية على ذات الطريق ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتهم في ريف اللاذقية بدءاً من منطقة التركمان وصولاً إلى أقرب منطقة تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة بريف اللاذقية الشرقي، مما يدل على أنه تمهيد لفتحه وإعادته للعمل من جديد».
قد يهمك ايضا:
وزارة الدفاع الروسية تعلن شن طائراتها غارات على عناصر من فصائل مسلحة
الكرملين يرفض دعوة أردوغان روسيا للتنحّي عن سورية وسحب قواتها منها