أنقرة ـ الجزائر اليوم
عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عن اعتقاده بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيقدم على «خطوات إيجابية» بخصوص من سماهم بـ«مرتزقة فاغنر» الروس في ليبيا، وفي غضون ذلك، قررت محكمة تركية حجب موقع إخباري لكشفه عن مقتل ضابط مخابرات في ليبيا، والتعتيم على نقله إلى تركيا لدفنه في مسقط رأسه.وقال إردوغان، في تصريحات الجمعة، لمجموعة من الصحافيين، رافقوه في رحلة عودته من موسكو، حيث التقى نظيره الروسي، مساء أول من أمس، إنه بحث مع بوتين الأوضاع في ليبيا، مبرزاً أنه تلقى أنباء إيجابية بخصوص «مرتزقة فاغنر»، بقوله: «نتمنى تطبيق هذه الأمور على الأرض، وفي حال طبقت سيكون عملنا وعمل رئيس حكومة (الوفاق) الليبية فائز السراج يسيراً في ليبيا».
وسبق أن اتهم إردوغان، روسيا، بإدارة الحرب في ليبيا على أعلى مستوى، مشيراً إلى أن هناك 2500 مقاتل، ممن وصفهم بـ«المرتزقة» يتبعون شركة «فاغنر» الروسية للأمن، يقاتلون إلى جانب الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي تقف تركيا ضده، وتدعم في المقابل الميليشيات التابعة لحكومة السراج.
وقال إردوغان إن موقف حفتر، الذي وصفه بـ«غير التوافقي»، واضح للجميع، مستنكراً تأجيجه الحرب وعدم التزامه بالتعهدات. وتابع موضحاً: «بحثنا مع بوتين هذه الأمور، خصوصاً موضوع (فاغنر)... أعتقد أن بوتين سيقدم على خطوات إيجابية في هذا الشأن».
وفي سياق متصل، قضت محكمة تركية على نحو عاجل، أمس، بحجب موقع «أودا تي في» الإخباري، بدعوى انتهاكه قانوناً ينظم استخدام شبكة الإنترنت، حسب مذكرة رسمية نشرها الموقع، كانت السلطات التركية قد اعتقلت، أول من أمس، رئيس قسم الأخبار في الموقع، باريش تورك أوغلو، ومراسلته هوليا كيليتش في إسطنبول، بسبب تقرير عن تشييع جنازة ضابط مخابرات تركي، تردد أنه قتل في ليبيا، حسب ما ذكر الموقع، الذي أفاد أيضاً بأن نائباً برلمانياً معارضاً هو من كشف النقاب عن هوية الضابط في وقت سابق.
وأوضح التقرير أنه تم تشييع جنازة الضابط في مسقط رأسه في ولاية مانيسا، غرب البلاد، في صمت، ودون مشاركة مسؤولين رفيعي المستوى. وعلى أثر ذلك أصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف بحق تورك أوغلو، لكشفه هوية المسؤول في جهاز المخابرات، وتم القبض عليه، أول من أمس، وقد يواجه عقوبة بالسجن تسع سنوات.
وأعلن الموقع أن محاميه سيتقدم بطعن على الحكم بحجبه، ومنع الوصول إليه من خلال هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، معتبراً أن الحكم بمثابة هجمة جديدة على حرية الصحافة والتعبير، ويعد موقع «أودا تي في»، الذي أسسه صونار يالتشين عام 2007، من أكثر المواقع الإخبارية التي تجتذب المتابعين، حيث سجل نحو مليار ونصف المليار مشاهدة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو أحد المواقع النادرة المحسوبة على المعارضة في تركيا حاليًا.
ويُشار إلى أن تركيا أرسلت بعض العسكريين والخبراء إلى ليبيا في إطار مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والأمني، الموقعة مع حكومة السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما أرسلت نحو أربعة آلاف مقاتل من فصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لها، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر أوروبية ودولية، للقتال إلى جانب حكومة السراج.
وصعّد الجيش الوطني الليبي استهدافه المباشر للوجود العسكري التركي في العاصمة طرابلس بأشكال مختلفة، معلناً مقتل عشرات «المرتزقة السوريين» الموالين لتركيا، وإسقاط أكثر من 30 طائرة «درون» تابعة لها، وتدمير منصات دفاع جوي تركية بقاعدة معيتيقة الجوية. وقد اعترف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مؤخراً، بمقتل جنديين تركيين في ليبيا. لكن الجيش الوطني الليبي أعلن مقتل أكثر من 20 جنديًا.
قد يهمك ايضا:
تحذير أممي من "حمام دم" شمال غربي سورية وتباين "روسي ـ تركي" بشأن إدلب
تكهنات بـ"انقلاب جديد" في تركيا بسبب السخط داخل القوات المسلحة