دمشق، بيروت ـ وكالات، جورج شاهين أفادت المعارضة السورية، بسقوط 107 قتلى برصاص القوات الحكومية، الجمعة، في مناطق مختلفة من البلاد، بينهم 5 سيدات و8 أطفال، في حين يواصل الجيش السوري قصف الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق، فيما نفت موسكو تصريحات نسبت إلى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، يقول فيها إن "الرئيس السوري بشار الأسد يفقد السيطرة على بلاده تدريجيًا"، تزامنًا مع توقيع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أمرًا بإرسال صواريخ "باتريوت" و400 فرد من الجيش إلى تركيا، للدفاع عنها ضد أي هجوم صاروخي محتمل من سورية، في الوقت الذي دعت فيه الصين أطراف النزاع في سورية إلى وقف النار وإطلاق عملية سياسية انتقالية وفقًا لإعلان جنيف، فيما أعربت رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، عن دعم بلادها للموقف الروسي من الأزمة السورية، مرحبةً بالجهود الروسية الرامية إلى حل هذه الأزمة. ومن جانبها أعلنت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت في بيان، عن "عقد اجتماع رباعي في دارة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور، شارك فيه سفراء كل من روسيا والصين وسورية وإيران، فيما أكد سفراء هذه الدول، بحسب البيان، أن "القتال الدائر في سورية بدعم من بعض الدول الخارجية والذي يستهدف النظام هناك لم يسفر حتى الآن إلا عن مزيد من القتل والدمار وينبغي أن يتوقف فورا".
وأشاروا إلى "فشل المجموعات الإرهابية المسلحة في تحقيق أهدافها المتوقعة خلال العامين الماضيين"، وأشادوا بـ"وقوف سورية جيشًا وحكومة وشعبًا في وجه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة الوافدة والتي غالبيتها من خارج سورية".
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن 107 أشخاص قُتلوا الجمعة، في اشتباكات في مناطق مختلفة من سورية،ووثقت اللجان 262 نقطة قصف بينها 14 نقطة شهدت قصفًا بالطيران، و4 مناطق شهدت قصفًا بالبراميل المتفجرة، ومنطقتين قصفتا بالقنابل العنقودية، ومنطقة واحدة على الأقل تعرضت للقصف بقنابل الفوسفور.
أما القصف المدفعي فقد كان الجمعة الأعنف منذ أيام، إذ شهدت 111 نقطة قصفًا مدفعيًا عنيفًا وعشوائيًا وشهدت 81 منطقة أخرى قصفًا بالهاون.
واشتبك الجيش الحر مع القوات الحكومية في 109 نقاط، كان أعنفها في دمشق وريفها ودير الزو. وأسقط الجيش الحر طائرة ميغ بالقرب من مطار دمشق الدولي، ودمر أخرى في مطار دير الزور العسكري.
وفي حلب قام أكثر من 100 عسكري بالانشقاق من معامل الدفاع، التي هاجمها الجيش الحر من الجهة الشمالية، وتمكن من السيطرة على عدة كتائب عسكرية جنوبي السفير، فيما ذكر المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن "الجيش السوري يقصف الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق التي شهدت الخميس تفجيرين بسيارتين مفخختين، وأن انفجارات عدة دوت في دمشق بسبب عمليات قصف على المناطق الجنوبية لدمشق، كما شهد مخيم اليرموك في العاصمة اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وأفراد من القيادة العامة، في الوقت الذي تعرض حي الليرمون في حلب إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية، مثلما تعرضت بلدة صوران في حماة إلى قصف عنيف بعد استهداف الجيش الحر لحاجز للقوات الحكومية.
وأوضح ناشطون سوريون، أنهم "سمعوا دوي انفجارات ضخمة في أرجاء العاصمة، كما تعرضت محافظة درعا لحملة عسكرية من قبل الجيش الحكومي، وأن أكثر من مائة صاروخ سقطت على بلدة طفس، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الجرحى ودمار كبير في المنازل، كما استهدفت القوات الحكومية بلدة تسيل بالقذائف المدفعية، وسط معلومات عن انقطاع التيار الكهربائي، كما تعرضت منازل مدنيين إلى قصف مركز في بلدة معربة الواقع في ريف درعا، كما قُتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرون في قصف مدفعي لبلدة تسيل في محافظة درعا، وفي حلب تدور معارك بين مقاتلي الثورة وجنود تدعمهم المدفعية، مما أدى إلى مقتل أحد مقاتلي المعارضة، كما قُتل مدني في حمص في مواجهات مماثلة، وسُمع دوي قصف ليلا في محافظتي إدلب"، فيما بث الناشطون صورًا لما قالوا إنها اشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر في حي الوعر في حمص، فيما لم يتسن لنا التأكد من صحة المصدر.
وأفاد المرصد السوري، بارتفاع "حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرًا إلى أكثر من 43 ألف شخص، من بينهم 30 ألفا و195 مدنيًا، و692 شخصًا مجهولي الهوية، ولا تشمل هذه الأرقام آلاف المفقودين والمعتقلين".
من جهة أخرى، تزيد الأوضاع الاقتصادية من الأزمة التي يعاني منها السوريين، إذ يواجه السكان شتاءً قارسًا مع تفاقم أزمة الوقود، وهي أزمة أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية ومنها الخبز، الذي وصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى نحو 4 دولارات، مقارنة بربع دولار قبل الأزمة، إضافة إلى أزمة أخرى تتمثل في توفير التدفئة ومواجهة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.
في السياق، وقّع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، قبل أن تهبط طائرته الجمعة في قاعدة إنجرليك في جنوب تركيا، أمرًا بإرسال صواريخ "باتريوت" و400 فرد من الجيش إلى تركيا، للدفاع عنها ضد أي هجوم صاروخي محتمل من سورية، حيث أعلن المتحدث باسمه جورج ليتل أمام صحافيين يرافقون الوزير في رحلته، أنه "يتوقع نشرهم في الأسابيع المقبلة، و أن تركيا حليف مقرب والإدارة الأميركية مستعدة للمساهمة في الدفاع عن أراضيها ضمن الحلف الأطلسي.
في حين أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن ست بطاريات صواريخ "باتريوت" سترسل إلى تركيا، اثنتان من الولايات المتحدة ومثلهما من كل من ألمانيا وهولندا، وأن كل البطاريات الست ستكون تحت قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
على الصعيد الدبلوماسي، نفت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها الجمعة، تصريحات نسبت إلى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، يقول فيها إن "الرئيس السوري بشار الأسد يفقد السيطرة على بلاده"، مؤكدة أن بوغدانوف "لم يصدر أي تصريحات أو يجري أي لقاءات أخيرًا بشأن سورية، لكنه أشار ببساطة إلى موقف المعارضة السورية خلال كلمة أدلى بها الخميس.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية الرسمية عن بوغدانوف في وقت سابق قوله، إن "المعارضين قد ينتصروا في الحرب الأهلية، وهو تصريح يمثل على ما يبدو تحولا دراماتيكيًا في الموقف الروسي بشأن سورية"، فيما أثنت الولايات المتحدة في وقت لاحق الخميس، على روسيا "لاستيقاظها على الواقع" باعترافها بالسقوط الوشيك للرئيس الأسد، واعتبر محللون تصريح بوغدانوف "محاولة من روسيا للبدء في تهيئة نفسها لهزيمة الأسد في نهاية المطاف".
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن لوكاشيفيتش ، قوله إنه "إزاء ما نشرته وسائل إعلام روسية وأجنبية من تصريحات تنسب إلى بوغدانوف حول تطور الوضع في سورية، نود أن نشير إلى أنه لم يدل بأي تصريح خاص للصحافيين في الأيام القليلة الماضية، وأنه تم التطرق إلى الموضوع السوري من جملة مواضيع أخرى، خلال مناقشة مسائل تتعلق بالشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية الخميس، في المجلس الاجتماعي لروسيا الإتحادية، وأنه تم سرد مزاعم ممثلي المعارضة السورية المتشددة ومموّليها الأجانب الذين يتوقعون انتصارًا سريعًا على النظام في دمشق، وأن بوغدانوف أكد في هذا السياق، تمسك موسكو بموقفها الذي لا يرى بديلًا عن التسوية السياسية في سورية، والتي تستند إلى البيان الختامي لمجموعة العمل الذي تمت الموافقة عليه بإجماع المشاركين في الاجتماع الوزاري في 30 حزيران/يونيو من العام الجاري في جنيف".
في حين أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أن "موسكو لم تغير موقفها من سورية، ولم تكن نائمة"، في رد على تعليقات واشنطن في هذا الشأن، حيث نقلت وسائل إعلام روسية عن لوكاشيفيتش، قوله إن "المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، قد صرحت بإعجاب أن "موسكو استيقظت وتغير موقفها، مؤكدًا "نحن لم نكن نائمين ولم نغير موقفنا أبدًا، موقفنا ما يزال ثابتًا ولم يتغير".
وقالت نولاند الخميس، "نرحب بكون الحكومة الروسية بدأت في النهاية تصحو وتنظر إلى الواقع كما هو، والسؤال هو هل ستنضم الحكومة الروسية إلى أعضاء المجتمع الدولي الذين يتعاونون مع المعارضة حتى تكون العملية الانتقالية إلى الديمقراطية أكثر سلاسة"، فيما علق لوكاشيفيتش على تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قائلًا إن الأخير "أكد مجددًا موقفنا المبدئي الداعي إلى تنفيذ اتفاقات جنيف، التي تم التوصل إليها على أساس الإجماع في 30 حزيران/يونيو العام الحالي".
وعلى الصعيد نفسه، أعربت رئيسة البرازيل، ديلما روسيف، الجمعة، عن دعم بلادها للموقف الروسي من الأزمة السورية، مرحبةً بالجهود الروسية الرامية إلى حل هذه الأزمة.
ونقلت وكالة أنباء "روسيا اليوم" عن روسيف، قولها بعد لقائها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو "نعتقد أن موقف روسيا من التطورات في الشرق الأوسط، ولاسيما مما يحدث حاليًا بشأن سورية، بناء".
وأضافت "أننا نشاطر روسيا المخاوف من التصعيد العسكري في سورية ونرحب بالجهود الروسية الرامية إلى حل هذا النزاع".
وأعربت عن "ترحيب بلادها بمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، وعن مواصلتها مساعيها من أجل الحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي".
وأكدت روسيف أن "البرازيل ستواصل تطوير التعاون مع روسيا في مجال الدفاع الجوي والاستخدام السلمي للأسلحة النووية واستكشاف الفضاء".
وفي السياق ذاته أعلنت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت في بيان، عن "عقد اجتماع رباعي في دارة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور غضنفر ركن آبادي في الفياضية، بعد ظهر الجمعة، شارك فيه سفراء كل من روسيا والصين وسورية وإيران،  وتم خلاله تدارس آخر الأوضاع في سورية والسبل العملية الكفيلة بحل الأزمة السورية".
وأكد سفراء هذه الدول، بحسب البيان، أن "القتال الدائر في سورية بدعم من بعض الدول الخارجية والذي يستهدف النظام هناك لم يسفر حتى الآن إلا عن مزيد من القتل والدمار وينبغي أن يتوقف فورا". وأشاروا إلى "فشل المجموعات الإرهابية المسلحة في تحقيق أهدافها المتوقعة خلال العامين الماضيين"، وأشادوا ب"وقوف سورية جيشًا وحكومة وشعبًا بوجه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة الوافدة في غالبيتها من خارج سورية".
وأجمعوا على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سورية كخيار وحيد للخروج من الأزمة في هذا البلد، مؤكدين أهمية العمل على وقف إرسال الأموال والسلاح إلى المجموعات المسلحة، ووقف القتال وإراقة الدماء والبدء في الحوار والدفع باتجاه إقامة انتخابات نيابية نزيهة وحرة يليها انتخابات رئاسية في موعدها وتقرير مستقبل سورية السياسي في ضوء نتائج الاقتراع والأصوات الانتخابية".
كما أشار سفراء الدول الأربعة إلى "مسؤولية وسائل الإعلام في نقل حقيقة ما يجري في المنطقة نقلا صحيحًا، معربين عن الأمل بلجوء كافة اللاعبين الإقليميين والدوليين إلى التعامل بواقعية مع الملفات السياسية في المنطقة، والمساعدة على وقف الفتن وإراقة الدماء التي تلحق الأذى بشعوب المنطقة".
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، من بروكسل في مؤتمر صحافي قبل اليوم الثاني من القمة الأوروبية، أن "الأسرة الدولية يجب أن تحدد هدفًا لها، يدفع الرئيس الأسد إلى الرحيل في أسرع وقت ممكن"، معتبرًا أن "الحرب تدور الآن في غير مصلحة الأسد"، معربًا عن ارتياحه لقبول "معظم الدول" بائتلاف المعارضة "ممثلًا شرعيًا للشعب السوري"، مشيرًا إلى أن فرنسا كانت أول من اعترف بالائتلاف.
في غضون ذلك، أعربت الصين، الجمعة، عن القلق العميق تجاه استمرار أعمال العنف في سورية، ودعت كل الأطراف السوريين إلى وقف إطلاق النار فورًا، وإطلاق عملية انتقالية سياسية بقيادة الشعب، وفقًا لإعلان جنيف.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن المتحدث باسم الخارجية هونغ لي، قوله إن "الصين تراقب تغييرات الوضع في سورية عن كثب، وهي قلقة بعمق بشأن العنف الحاصل في البلاد، وتؤكد أن الحل السياسي سيلبي بشكل أفضل المصالح الأساسية للشعب السوري، ويتماشى مع المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، وأن بكين اتخذت وستأخذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة مواطنيها الموجودين في سورية"، داعية كل الأطراف في سورية إلى "وقف إطلاق النار فورًا، والبدء بعملية انتقالية سياسية بقيادة الشعب السوري على أساس بيان جنيف لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد