تونس - الجزائر اليوم
أثارت تصريحات أطلقها متحدث باسم إحدى الحركات الاحتجاجية جنوب تونسي، محسوب على حركة النهضة الإخوانية، موجة من الغضب نظرا لما حملته من إساءة وصفت بـ"البالغة" للمؤسسة العسكرية.وإضافة إلى ردود فعل عدد من المؤسسات بتونس، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات غاضبة على تصريحات طارق الحداد المتحدث باسم تنسيقية اعتصام الكامور بمحافظة تطاوين الجنوبية، الذي وصف المؤسسة العسكرية بأبشع النعوت عقب صد محاولته ورفاقه إغلاق مضخة النفط.
وانطلقت الاحتجاجات منذ مساء الخميس، في منطقة "الكامور"، بسبب عدم تنفيذ اتفاق وقعته الحكومة في نوفمبر الماضي، مع تنسيقية ممثلة عن المحتجين، تضمنت إقرار العديد من التدابير لفائدة المنطقة.وتوجه المحتجون إلى الثكنة العسكرية بمنطقة الكامور، وذلك بعد منعهم من قبل وحدات الجيش من غلق مضخة النفط مجددا.
طارق الحداد المحسوب على حركة النهضة الإخوانية أثار خطابه استياء رواد مواقع التواصل والأحزاب التونسية والجمعيات والمنظمات.وعبرت الجمعية التونسية للعسكريين المتقاعدين في بيان لها عن تنديدها بتصريحات الناطق الرسمي لتنسيقية اعتصام الكامور، والذي اعتبرته استهدافا للجيش وتعديا على كرامة وهيبة القوات المسلّحة التي تقوم بتأمين الحدود والممتلكات العامة.
واستنكرت جمعية العسكريين المتقاعدين تلك التصريحات واعتبرتها "جريمة نكراء في حق أبناء المؤسسة العسكرية والمتقاعدين".وعبّرت عن "مساندتها المطلقة لكافة زملائهم في كلّ تحركاتهم المشروعة لرد الاعتبار والتصدي لكل المحاولات لبث الحقد والكراهية والمساس من معنويات القوات الحاملة للسلاح ومن تونس وشعبها".
وأضافت الجمعية أنها "قررت التصدي بكل قوة لمثل هذه الممارسات الممنهجة والقيام بكل الإجراءات القانونية للحفاظ على كرامة ومعنويات جنودنا''.بدوره، أصدر حزب آفاق تونس بيانا ندد فيه بخطاب طارق الحداد إثر تهجمه على جنود تونس ونعتهم بأبشع النعوت.واستنكر الحزب "هذا السلوك المشين والمعادي لمؤسسة الجيش الوطني التي تحظى باحترام جميع التونسيين وتقديرهم لها لما يقدّمه أفرادها وما يزالون من تضحيات جسام في الدفاع عن الراية الوطنية والذود عن حرمة الوطن زمن المحن".
كما انتقدت الإعلامية التونسية شهرزاد عكاشة عبر حسابها على موقع "فيسبوك" هذا الخطاب قائلة: "تنسيقية الكامور تذكرت التحركات الاحتجاجية عندما حٌشرت النهضة في الزاوية".وتساءلت: "ما معنى أن يتم استفزاز الجيش والاحتجاج أمام الثكنة؟، إذا كانت لديك مشكلة في تنفيذ الاتفاق توجه للسلطة المدنية التي وقعت الاتفاق وعدم القيام باستفزاز الجيش"
واعتبرت أن التصريحات "استفزاز من النهضة للجيش في إطار صراعها مع الرئيس التونسي قيس سعيد".وكان أعضاء التنسيقة قد أعلنوا مساء أمس الأحد توجههم إلى مضخة النفط لغلقها من جديد احتجاجا على ما قالوا إنه "عدم تنفيذ عدد من بنود اتفاق الكامور".ويطالب أهالي الكامور بتنمية المنطقة التي تزخر بمخزون كبير من النفط والغاز، بما يمكن من توفير مواطن شغل لشبابها العاطل عن العمل.
وفي 2017، وقعت "تنسيقية الكامور"، الممثلة عن المحتجين، اتفاقا مع الحكومة نص على رصد ما يعادل نحو 27 مليون دولار للاستثمار، وتقليل البطالة وانتداب 1500 عاطل عن العمل في الشركات النفطية، و500 آخرين في شركة حكومية.
قد يهمك أيضا
بن قرينة يدعو لتعزيز حقيقي التعاون القائم بين الجزائر وتونس