عناصر من الجيش السوري الحر
عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق/بيروت ـ جورج الشامي/جورج شاهين
استطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الأحد، توثيق 125 قتيلاً بينهم سبع سيدات واثنا عشر طفلاً وثلاثة تحت التعذيب، فيما دمر "الحر" 7 دبابات للنظام و5 سيارات و3 جرافات تابعة لـ "حزب الله" وقتل 30 من عناصر الحزب أثناء محاولتهم اقتحام القصير، في حين دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى عقد
اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب "لاتخاذ ما يلزم لحماية" مدينة القصير، التي أعلن مصدر عسكري سوري دخول الجيش السوري إليها، كما دعا الائتلاف مجلس الأمن إلى "التنديد بعدوان حزب الله"، في الوقت الذي أعلن فيه نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي عقد لجنة الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا بشأن سورية، تمهيدًا لعقد مؤتمر سلام دولي لإيجاد حل للنزاع السوري، تزامنًا مع نفي الرئيس بشار الأسد استخدام قواته أسلحة كيميائية ضد المعارضة، واستبعد الاستقالة.
وأحصت لجان التنسيق مقتل ستة وخمسين في حمص معظمهم في القصير، ستة وعشرين في دمشق وريفها، أربعة عشر في حلب، أحد عشر في درعا، سبعة في حماه، ستة في دير الزور، خمسة في إدلب.
وسجلت اللجان 343 نقطة للقصف كان أعنفها على القصير في حمص التي شهدت قصفًا لم يسبق له مثيل: القصف بالطيران الحربي سجل في 36 نقطة، والقصف بالقنابل العنقودية سجل في سوحا في حماه، والقصف بصواريخ أرض أرض سجلت في تل رفعت في حلب، والقصف بالبراميل المتفجرة سجل في سلمى في اللاذقية والغوطة الشرقية في ريف دمشق.
أما القصف الصاروخي فقد سجل في 67 نقطة، القصف بقذائف الهاون في 81 نقطة، أما القصف المدفعي فقد سجل في 145 نقطة على مختلف المناطق السورية.
فيما اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات النظام في 168 نقطة حدث خلالها:
في دمشق وريفها استهدف "الجيش الحر" مبنى مشفى الشرطة العسكري ومجمع خدمات عش الورور التي تعتبر ثكنات عسكرية بقذائف الهاون وحقق إصابات مباشرة، واستهدف حاجز المزابل في القلمون وحقق إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام، واستهدف اللواء 39 في عدرا بقذائف الهاون، وقتل الكثير من "شبيحة" النظام وقواته أثناء استهدافه حافلة تقلهم في بلدة البحارية، وفي دير الزور استهدف "الحر" مطار المدينة العسكري بقذائف الهاون.
وفي حمص تصدى "الجيش الحر" لهجوم هو الأعنف من نوعه على القصير شنته قوات "حزب الله" اللبناني وبغطاء جوي ومدفعي لقوات النظام، وقام بقتل العشرات من عناصر "حزب الله" بينهم قادة في هذه الاشتباكات، حيث دمر 7 دبابات للنظام و5 سيارات و3 جرافات تابعة لـ "حزب الله" وقتل 30 من عناصر الحزب أثناء محاولتهم اقتحام القصير، واستهدف "الجيش الحر" تجمعات قوات الحزب في منطقة الهرمل بصواريخ غراد، واستهدف حواجز ربلة والمشتل بصواريخ غراد أيضًا.
وذكرت وسائل إعلامية مقربة من الحكومة السورية أن الجيش الحكومي وصل إلى وسط مدينة القصير وسط البلاد، وسيطر على مبنى البلدية، فيما لا تزال المعارك مستمرة، كما بسط سيطرته على أحياء الحارة والكنيسة وتجمع المدارس في وسط المدينة، وأنه يحقق تقدمًا داخل مدينة القصير التي شهدت تحليقًا للطيران الحربي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وعناصر الجماعات المسلحة على أطراف المدينة، وأن عددًا كبيرًا من المسلحين هربوا من القصير بعد تقدم الجيش الحكومي، وأن المعارك تدور الآن وسط المدينة"، مشيرة إلى انفجار مصنع للعبوات الناسفة في القصير بعد استهدافه من قبل الجيش السوري، موضحة أنه وصل الآن إلى أحياء الحارة والكنيسة وتجمع المدارس في وسط القصير.
وأفاد شهود عيان، بأن الجيش السوري شن غارات مكثفة، فضلاً عن قصف صاروخي عنيف على مدينة القصير منذ صباح الأحد، وأن أعدادًا كبيرة من "حزب الله" اللبناني مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير، وذلك بعد مقتل 10 عناصر من الحزب في معارك في المدينة، السبت، في كمين نصبه الجيش الحر "المعارض" على ضفاف نهر العاصي غرب المدينة، ونفذته "الكتيبة 112" التابعة للحر، فيما قالت لجان التنسيق المحلية، إن العشرات من عناصر "حزب الله" أصيبوا أيضًا أثناء محاولتهم التسلل إلى بساتين القصير، بعد أن تصاعدت حدة الاشتباكات بين الحزب ومقاتلي الجيش الحر، في ظل استعانة دمشق بمقاتلي الحزب لاستعادة السيطرة على قرى في المنطقة.
وذكرت عناصر من "الجيش الحر" أن جنود "حزب الله" يعمدون إلى فتح جبهات قتال كثيرة في القصير لتشتيت جهد المقاتلين، لكن مقاتلي الجيش الحر انتبهوا لهم، وكبدوهم خسائر فادحة، في حين أوردت صحيفة "الرأي" الكويتية، أن "الجيش السوري يستعد لهجوم بري وجوي هو الأعنف على مدينة القصير المحاصرة، وأن ساعة الصفر لهذا الهجوم لن تتعدى الـ 24 ساعة على الأرجح، وربما تكون الأحد، حيث أكد ضابط كبير في الجيش السوري، أن قواته ستقوم بهجوم على القصير عبر قصف تمهيدي وعنيف، لم تشهده المنطقة من قبل، مدعومًا بقصف من الطيران، لن يميّز بين المقاتلين وغيرهم داخل المدينة".
وفي درعا سيطر "الجيش الحر" على سوق سويدان الذي يعتبر نقطة انطلاق لعناصر النظام وتجمعًا لهم.
وفي حماه حرر "الحر" حاجز تل ملح ودمر دبابة وناقلة جنود، ودمر حاجز محردة وفجر مستودعات الذخيرة.
أما في حلب فقد قتل "الحر" عددًا من العناصر ودمر مدرعة لقوات النظام في حي الليرمون، ودمر عددًا من الآليات والمدرعات لقوات النظام في مناطق مختلفة من سورية.
ودعا الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب "لاتخاذ ما يلزم لحماية" مدينة القصير، التي أعلن مصدر عسكري سوري دخول الجيش السوري إليها، كما دعا الائتلاف مجلس الأمن إلى "التنديد بعدوان حزب الله".
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي للائتلاف على صفحته على "فيسبوك" أنه "يطالب جامعة الدول العربية وأمينها العام بالدعوة إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر".
كما دعا الائتلاف في بيانه "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ حياة المدنيين البالغ عددهم 40 ألف نسمة في مدينة القصير، ويطالب مجلس الأمن بالتنديد بعدوان حزب الله على مدينة القصير، والقيام بواجب الهيئة الأممية في حفظ أرواح المدنيين".
وأضاف البيان أن "قوات الأسد مدعومة بمليشيات تابعة لحزب الله اللبناني وعناصر إيرانية، تقوم بقصف مدينة القصير بأنواع الأسلحة الثقيلة كافة، ودك منازل المدنيين فيها بالمدافع والصواريخ، فيما يقوم الطيران الحربي بتأمين غطاء جوي لمليشيات حزب الله، في ما يبدو أنه تمهيد لاقتحام القصير، وعلامات على قرب مجزرة قد ترتكب في حق المدنيين فيها".
وقال مصدر عسكري سوري فضل عدم كشف اسمه لوكالة "فرانس برس"، الأحد، إن القوات السورية "تمكنت من الدخول إلى مدينة القصير وبسطت سيطرتها على الساحة الرئيسية وسط المدينة وقامت برفع العلم السوري على مبنى البلدية".
وأشار التلفزيون السوري إلى وجود "بعض جيوب الإرهابيين المتحصنين داخل أوكارهم" مشيرًا إلى أن الجيش يتقدم "أكثر وأكثر".
وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي عقد لجنة الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا بشأن سورية، تمهيدًا لعقد مؤتمر سلام دولي لإيجاد حل للنزاع السوري، وصرح أحمد بن حلي إلى الصحافيين أن "وزراء خارجية قطر والجزائر والسودان ومصر وعمان والعراق سيناقشون الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن لعقد هذا المؤتمر، الذي يقضي بإطلاق حوار بين النظام والمعارضة في سورية".
وأضاف بن حلي أن "السعودية والإمارات ستشاركان في اللقاء لمتابعة آخر المستجدات في سورية في ضوء الاتفاق الروسي-الأميركي".
ويبدو أن بدء حوار كما يريد منظمو المؤتمر، سيكون صعبًا لأن المعارضة تطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد كشرط لإطلاقه في حين أكد الأخير تصميمه على البقاء في السلطة.
واعتبر الأسد، أن المعلومات الصادرة من مصادر غربية عن هجمات بالأسلحة الكيميائية شنتها القوات الحكومية هدفها تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سورية، فيما تساءل "إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت ضد مدينة أو قرية، وكانت الحصيلة ما بين عشرة إلى عشرين ضحية، فهل يصدق هذا؟"، مضيفًا أن "استخدامها يعني موت الآلاف أو عشرات الآلاف في دقائق، ولست أدري ما إذا كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أو غيره قد حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه، لمعرفة من يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى، هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية للعام 2014".