مجموعة من عناصر الجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
سقط 150 قتيلًا سوريًا الجمعة، فيما سيطر مقاتلو المعارضة على بلدة داعل في محافظة درعا الواقعة على طريق يربط دمشق بهذه المحافظة الجنوبية، ما جعل مدينة درعا "شبه معزولة" فيما أغارالطيران السوري على مسجدين في ريف دمشق أثناء وقت الصلاة، ما أسفر عن سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح، في الوقت
الذي أكد فيه المجلس العسكري لدمشق وريفها أن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام في السيدة زينب في دمشق، في الوقت الذي كشفت فيه "سانا الثورة"، عن أن الجيش الحر استهدف مطار دمشق الدولي بأكثر من 12 صاروخًا، فيما دارت اشتباكات في محيط حي القابون في شمال شرق العاصمة، في الوقت الذي يتعرض فيه حي الحجر الأسود "جنوب" لقصف من القوات النظامية، فيما أكدت السلطات التركية أنها صادرت آلاف الأسلحة النارية من مستودع قرب الحدود، كانت مخبأة على أطراف البلدة في انتظار إرسالها إلى سورية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 150 قتيلاً، من بينهم ست سيدات، و17تحت التعذيب وعشرة أطفال، و 52 في دمشق وريفها بينهم 15 قضوا تحت التعذيب في الفرع 215، و39 في حلب معظمهم بصاروخ سكود على حريتان، و18 في درعا، و16 في حمص، ثمانية في دير الزور, خمسة في الرقة, سبعة في حماه، وخمسة في ادلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات في محيط منطقة السيدة زينب "جنوب شرق" دمشق، في حين تتعرض مناطق عدة في ريف العاصمة منها داريا والزبداني للقصف. وأكد المرصد أن "مقاتلين معارضين من مدينة النبك "سيطروا على الفوج 413 بالقرب من مطار الناصرية العسكري في منطقة القلمون، إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية قتل واسر خلالها عدد من القوات النظامية كما سيطروا على أسلحة وذخائر من الفوج".
وأوضح المرصد أن "مقاتلين معارضين سيطروا على بلدة داعل في محافظة درعا بعد تدمير حواجز القوات النظامية عند مداخلها وفي محيطها. وبذلك، باتت البلدة الواقعة على طريق دمشق درعا "خارجة عن سيطرة النظام في شكل كامل". وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" إن "مدينة درعا باتت شبه معزولة عن دمشق" نظرًا إلى قطع الطرق بينهما". وأوضح أن "سيطرة المقاتلين على داعل أدت إلى قطع الطريق القديمة، في حين أن الأوتوستراد الدولي "غير آمن"، والطريق بين مدينتي نوى ودرعا مقطوع". وأشار عبد الرحمن إلى أن "ما جرى في داعل هو مرحلة من مراحل الإطباق على مدينة درعا وعزلها بالكامل عن محيطها وعن مدينة دمشق".
وكان عضو مجلس الشعب السوري وليد الزعبي أكد أن "مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة من المحافظة". وقال في جلسة للمجلس نقلت مباشرة "أصبحنا نعيش في حالة حرب ممنهجة، وعندما يعم الإرهاب تعم الفوضى". وأضاف "هكذا أصبحت حال جميع المدن والبلدات في محافظة درعا التي مزقت أوصالها منذ أيام من غربها إلى شرقها"، بسبب إخلاء "بعض المواقع العسكرية، وحل محل هذه المواقع إرهابيون من (جبهة) النصرة قتلة عاثوا في الأرض فساداً".
وحقق مقاتلو المعارضة أخيرًا تقدمًا واسعًا في مناطق جنوب البلاد، شمل السيطرة على شريط حدودي بطول 25 كيلومترًا يمتد من الحدود الأردنية حتى الجزء السوري من الجولان.
وفي مدينة حلب، قامت قوات النظام بإسقاط صاروخ سكود على بلدة حريتان أيضاً، مخلفاً عدداً كبيراً من القتلى ودماراً يقارب الـ 50 منزلاً، كما أفادت الشبكة بأن طيران النظام السوري قصف بلدة حريتان بمحافظة حلب بالبراميل المتفجرة. وأفاد المرصد عن مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلان وإصابة نحو 30 آخرين "إثر سقوط قذائف على حي الشيخ مقصود (شمال) الذي تقطنه غالبية كردية"، تزامنًا مع اشتباكات بين عناصر من اللجان الشعبية الموالية للنظام ومقاتلين معارضين.
وفي محافظة الرقة المجاورة، تدور اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة 17 قرب مدينة الرقة "في محاولة جديدة لاقتحام المقر الذي يعد أحد أهم معاقل القوات النظامية المتبقية في المحافظة"، تزامنًا مع غارات جوية في محيطه، بحسب المرصد. ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من محافظة الرقة. كما سيطروا في السادس من آذار/مارس الجاري على مدينة الرقة، وهي أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام. وفي السياق متصل، أفادت لجان التنسيق المحلية بإسقاط طائرة حربية كانت تقصف قرية سرجة في إدلب.
وفي محافظة دير الزور، وثقت شبكة "شام" اندلاع اشتباكات عنيفة في حي الصناعة بين الجيش الحر وقوات النظام، كما تحدثت الشبكة عن اشتباكات عنيفة بالفرقة رقم 17 ومحيطها شمال مدينة الرقة، بالتزامن مع قصف عنيف من الطيران الحربي.
وعلى الساحل الغربي، قصفت مدفعية مرصد إنباتة في ريف اللاذقية بقذائف الهاون قرية دروين، كما أكد ناشطون أن الطيران الحربي قصف اليوم حي مساكن هنانو بحلب، وأن قتيلا وعدة جرحى سقطوا بقصف على مدينة معرة النعمان بريف إدلب.
ووثقت لجان حقوق الإنسان 283 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية: قصف الطيران سجل من خلال 19 نقطه في مختلف أنحاء سورية وسجل استعمال صواريخ السكود في ثلاثة مناطق، أما القصف بصواريخ أرض - أرض فقد سجل في 9 مناطق كان أعنفها على حلب, البراميل المتفجرة استعملت في 6 نقاط, القنابل الفوسفورية استعملت في دير الزور, والقنابل العنقودية فقد سجلت في حريتان في حلب, قذائف الهاون سجلت في 102 نقطة، أما قصف بالمدفعية فقد سجل في 98 نقطة, والقصف الصاروخي سجل في 49 نقطة.
فيما اشتبك الجيش الحر مع جيش النظام في 130 نقطة قام من خلالها بإسقاط ثلاث طائرات، ففي البوكمال في دير الزور تم إسقاط الطائرة باستخدام صواريخ حرارية أثناء معركة تحرير منطقة الكم وإسقاط طائرة في خان الشيح في ريف دمشق وأخرى في جبل الزاوية في ادلب, و في الرقة قام الحر بدخول مدينة عين عيسى بعد تحريرها من حواجز قوى النظام, في البوكمال قام الحر بتحرير شركة الكم بعد اشتباكات عنيفة واستسلام أكثر من 50 عنصرًا بينهم عقيد وفي دير الزور قتل الحر ضابطًا وعدد من مرافقيه وأمّن انشقاق أربعة عناصر آخرين من كتيبة الصاعقة، أما في حلب فقد استهدف الحر كتيبة الهندسة بقذائف الهاون وقد أعلن سيطرته على منطقة الشيخ مقصود بالكامل في حلب أيضًا وفي علما قصف الحر كتيبة الدفاع الجوي وحاصر كتيبة الدفاع الجوي الواقعة في خربة غزالة أيضا، أما في تدمر بحمص فقد سيطر الحر على الحقل النفطي في المحطة الثانية على الحدود العراقية وأسر 50 شبيحًا بينهم ضابط برتبة عقيد.
فيما وثقت لجان التنسيق المحلية في سورية 244 مظاهرة خرجت في مختلف المدن والمناطق السورية, كان أكبرها في دير الزور، إذ خرجت 63 مظاهرة أكد بها المتظاهرون أن "تمثيلهم في أي محفل دولي لا يعني أي شيء إن لم يتوقف شلال الدم في سورية, وفي حلب خرجت 52 مظاهرة طالب بها المتظاهرون المعارضة الخارجية بالتنسيق بشكل أفضل مع نشطاء الداخل لتحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة سويًا، أما في إدلب فقد انطلقت 39 مظاهرة، طالب من خلالها الثوار القمة العربية بالاهتمام بشكل أفضل في الشأن السوري, وفي حماه فقد خرجت المظاهرات في 31 نقطة هتف فيها المتظاهرون للجيش الحر وكل من يدعم الثورة السورية, وفي دمشق وريفها فقد خرجت 29 مظاهرة حيا فيها المتظاهرون الشهداء والمعتقلين وجددوا العهد بأن يكملوا ما بدأوه وأن يحافظوا على أخلاق الثورة, وفي درعا خرجت 12 مظاهرة حيا فيها الثوار الجيش الحر الذي حرر معظم الأراضي في حوران تلتها حمص في 8 مظاهرات أكد بها المتظاهرون احترام حريات الآخرين، أما في الرقة فقد خرجت 6 مظاهرات هتف بها المتظاهرون للدولة المدنية التي تحفظ جميع حقوق السوريين، وفي الحسكة خرجت 4 مظاهرات طالب من خلالها المتظاهرون بوقف جميع أنواع القتل والتعذيب بحق المدنيين السوريين.
وفي سياق متصل، أكدت السلطات التركية إنها صادرت آلاف الأسلحة النارية من مستودع قرب الحدود السورية، في حين ذكرت وكالة أنباء محلية أن "الأسلحة كانت متوجهة إلى سورية".
وتم العثور على الأسلحة النارية، أثناء حملة أمنية في قرية على أطراف بلدة أقجة قلعة، وعرضت على الصحافيين الجمعة. ومن بين هذه الأسلحة ما يزيد على خمسة آلاف من البنادق العادية وبنادق الخرطوش وألف طلقة خرطوش.
وقالت وكالة أنباء "دوجان" التركية إن "الأسلحة كانت مخبأة على أطراف البلدة الحدودية في انتظار إرسالها إلى سورية، فيما احتجز صاحب المستودع البالغ من العمر 35 عاماً". ونقلت الوكالة عن مصادر من الشرطة قولها إن "القيمة السوقية للأسلحة النارية تبلغ نحو ثلاثة ملايين ليرة (1.7 مليون دولار)".