دمشق ـ جورج الشامي بدأت "معركة تحرير دمشق" التي أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر (المعارض) انطلاقها قبل أيام، الأحد، بشكل فعلي، حيث حدث انفجار بالقرب من الباب الخلفي للبنك المركزي، ودوت أصوات سيارات الإسعاف التي هُرِعَت للمكان، في حين دوى إطلاق الرصاص في حي المزة بشكل كثيف ، فيما تشهد العاصمة منذ الصباح الباكر عمليات عسكرية ضخمة، واشتباكات في محاور عدة في الجنوب والشرق، وخاصة على المتحلق الجنوبي، لليوم الرابع على التوالي، بينما تمت عمليات إغلاق للطرقات الرئيسية والساحات العامة واعتقالات عشوائية للمدنيين في مناطق متفرقة.
في حين استمرت الحملات العسكرية النظامية وأعمال العنف في مدن البلاد المختلفة ما أسفر عن مقتل 77 شخصا أغلبهم في دمشق وريفها ودير الزور.
وفيما حلق الطيران الحربي على علو منخفض في سماء العاصمة، استولى الجيش الحر على حواجز عدة في الريف الدمشقي، أبرزها في درايا وجوبر وزملكا، ويحاول السيطرة على نفق القابون، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر في حلب بتجدد الاشتباكات في المناطق المحيطة بمطار المدينة الدولي، الذي يسعى الجيش السوري الحر للسيطرة عليه.
إلى ذلك، استمر وبشكل متواصل قذف قوات الحكومة السورية من المحاور (جبل قاسيون، مقر الفرقة الرابعة، ملعب العباسيين) للريف الدمشقي، واستهدف قصف الريف (درايا، حرستا، دوما، المعضمية، جوبر، القدم، العسالي، مخيم اليرموك، يلدا، يبرود، الزبداني، قطنا، وغيرها من المناطق الريفية).
وشهد حي عرنوس في قلب العاصمة انفجاريين ضخمين أديا لقتلى وجرحى، وتتضارب الأنباء حول هذه الانفجارات، بين قذيفة هاون أو عبوة ناسفة، فقالت شبكة (شاهد من قلب الحدث): تبين أن أحد الانفجارين قد وقعا في المزرعة - شارع الملك العادل وهما ناتجان عن عبوتين ناسفتين والأنباء الأولية تتحدث عما يقارب عشرة إصابات وأضرار مادية في بعض المحلات والسيارات. في حين قالت شبكة (شام): أن الانفجارين عبارة عن قذائف هاون، وراح ضحيتها بشكل مؤكد سوريان. وأخيرًا قالت الجان التنسيق المحلية: إن الانفجارين اللذين وقعا قبل ساعات قليلة كانا نتيجة سقوط فذيفتين وليس انفجار عبوات ناسفة، الأولى في شارع الملك العادل بالقرب من بقالية النبلاء، أدت لقطع قدمي صاحب البقالية، واستشهاد شاب حتى الآن والعدد مرشح للارتفاع، أما القذيفة الأخرى فقد سقطت خلف جامع الأنصاري في شارع الباكستان، وأصابت أحد الأبنية التي هي قيد الإنشاء، ولم تسفر عن وقوع أي ضحايا.
وفي غضون ذلك، حدث انفجار بالقرب من الباب الخلفي للبنك المركزي، ودوت أصوات سيارات الإسعاف التي هُرِعَت للمكان. في حين دوى إطلاق الرصاص في حي المزة بشكل كثيف. تم على إثره إغلاق أتستراد المزة المتجه إلى الأمويين عند مشفى الرازي واستنفار للقناصة، مع تواجد لسيارات دوشكا مقابل طلعة الإسكان، في ظل تصاعد كثيف للدخان من جهة المتحلق الجنوبي وداريا. وإغلاق مداخل ساحة الأمويين من جهة أبو رمانة والمالكي وطلعة الشامي.
دفعت حالة الهلع التي أصابت قوات النظام السوري، بكل الحواجز المنتشرة في العاصمة (تزيد على 200 حاجز) لإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، كما قامت قوات الحكومة السورية بإغلاق الطرقات الرئيسية كافة في العاصمة، وإغلاق الساحات الرئيسية كافة (عرنوس، الأمويين، الميسات، العباسيين، الجسر الأبيض)، وشنت حملة اعتقالات واسعة في مختلف الأحياء في صفوف المدنيين، وبطريقة عشوائية، كما ذكر بعض الناشطون،.
وأعلن الجيش السوري الحر سيطرته على حاجــز العدنان في حي جوبر في دمشق، على الطريق المتحلق الجنوبي للمدينة.
وميدانيًا، استمرت الحملات العسكرية النظامية وأعمال العنف في مدن البلاد المحتلفة ما أسفر عن مقتل 77 شخصا أغلبهم في دمشق وريفها ودير الزور.
وذكرت شبكة شام المعارضة أن مقاتلي الجيش الحر سيطروا على مقر الشرطة العسكرية والمخابرات الجوية وشعبة التجنيد في الطبقة بريف الرقة.
وفي حلب قتل 7 مقاتلين من الجيش السوري الحر عند محاولتهم اقتحام سكن الضباط في مطار كويرس العسكري وفقا لناشطي المعارضة الذين قالوا إن الجيش الحر دمر دبابتين من رتل عسكري للقوات النظامية يتجه لفك حصار المعارضة المسلحة على معامل الدفاع في بلدة السفيرة بحلب.
وقالت مصادر المعارضة إن انفجارا ضخما تلاه إطلاق نار وقع بالقرب من شارع بغداد، إضافة إلى اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط قسم شرطة حي القدم.
وأعلن الجيش السوري الحر في وقت سابق سيطرته على حاجــز العدنان في حي جوبر بدمشق، على الطريق المتحلق الجنوبي للمدينة.
وكان عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق براء الشامي قال في حديث له إن "الجيش الحر يسعى لفرض سيطرته على أحياء عدة من العاصمة السورية دمشق، تمهيدًا لما سماها بـ"معركة تحرير دمشق"، على حد تعبيره.
وأوضح أن دمشق "تشهد تصعيدًا عسكريًا خلال الـ48 ساعة الماضية بسبب محاولة الجيش الحر فرض سيطرته على الطريق الدائري المحيط بالعاصمة"، لافتًا إلى أنه "تمكن من تحرير حواجز عدة وضعتها القوات الحكومية، مثل حرملة بن الوليد والكباس وجسر زملكا".
وأضاف: "خلال الـ24 ساعة الماضية حاول الجيش الحر تحرير نفق القابون الواصل بين زملكا والقابون"، معتبرًا أن هذه النقاط أساسية "وفي حال فرض الحر سيطرته عليها ستبدأ مرحلة جديدة تمهد لمعركة تحرير دمشق".
وأوضح الناشط أن القوات الحكومية قصفت أحياءً عدة في العاصمة، منها حي العسالي والحجر الأسود.
وذكرت شبكة (شام) أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في محيط قسم شرطة مخيم اليرموك في دمشق.
وفي ريف إدلب، أفادت مصادر عن تراجع أعمال العنف، التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وقالت شبكة "سورية مباشر"، إن الجيش الحر يواصل هجومه على معسكر الحامدية في ريف إدلب، كما وقعت اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية عند المدخل الجنوبي لمدينة قلعة الحصن في ريف حمص الغربي.
أما شمالي البلاد، فقال ناشطون إن الجيش الحر "بدأ عملية عسكرية واسعة بهدف السيطرة على ما تبقى من مواقع للقوات الحكومية".
وفي محاولة لقطع الإمدادات عن القوات الحكومية في الشمال، هاجم الجيش الحر رتلاً عسكريًا على الطريق الدولي قرب بلدة حيش معيقًا تقدمه، حسب ما قالت لجان التنسيق المحلية.
وتمكن الجيش الحر من السيطرة على كتيبة المدفعية قرب الإذاعة بالرقة، حسب ما أوضح ناشطون