قصف عدد من الأحياء السورية بالمواد الكيميائية
دمشق ـ جورج الشامي
تسربت مادة كيميائية بشكل قوي شعر بها سكان دمشق، فجر الجمعة، مُسببة حالات غثيان وصداع شديد، في حين أكد أحد الضباط المنشقين واسعي الخبرة في الجيش الحر "المعارض"، أن الرائحة والعوارض تُشير إلى أنه مادة الزرنيخ من نوع "H2"، قد تكون تسربت من الطائرات الحكومية التي تُحلق
عاليًا فوق دمشق، في طريقها إلى ضرب مناطق تُسيطر عليها المعارضة.
وأفاد أحد سكان منطقة المزة في دمشق، التي تسيطر عليها القوات الحكومية، أنه "بعد الساعة الرابعة فجر الجمعة، بدأت أشتم رائحة غريبة بعض الشيء، وكأنها مواد كيميائية".
ووصف الشاب، الذي رفض الإفصاح عن هويته، الرائحة بأنها "غريبة، وتُشبه رائحة حريق إمدادات كهربائية، وأنها تسربت بقوة إلى المنزل على الرغم من أن جميع الشبابيك والأبواب مغلقة، موضحًا أن "الرائحة كانت خفيفة، ثم انتشرت في كل أرجاء المنزل، وأنه أحسّ بالغثيان والصداع بعد استنشاق هذه الرائحة الغريبة".
ورجّح ناشط إعلامي في أحد الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، أن رائحة المواد الكيميائية هذه ناتجة عن قصف مكان قريب من المزة وباقي الأحياء، موضحًا في الوقت نفسه، أن الطيران الحربي نفّذ غارات على دمشق، منذ ما قبل صلاة فجر الخميس، وحتى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم نفسه.
وكشف أحد الضباط المنشقين، واسعي الخبرة في هذا المجال، أن رائحة المادة تُشبه رائحة حريق الأسلاك الكهربائية، والعوارض الناتجة تُشير إلى أن هذه المادة هي مادة الزرنيخ من نوع "H2"، ما لم يكن هناك مادة كيميائية جديدة تقوم القوات السورية بتجربتها، مشيرًا إلى أنه عندما تتحول رائحة المادة الكيميائية إلى رائحة حريق كهربائي أو حريق بلاستيك، فإن المادة الجرثومية تكون فقدت أكثر من 80 في المائة من مفعولها، وأن هذه المادة تفقد مفعولها خلال 15 إلى 20 دقيقة.
ورجّح الضابط المنشق عن الجيش السوري، أن تكون هذه المادة قد انتشرت في منطقة المزة لقربها من مطار المزة العسكري، أي أثناء تحليق الطائرات الحكومية المتجهة إلى ضرب مناطق واقعى تحت سيطرة المعارضة، تسربت على ارتفاع شاهق، ووصلت إلى المنطقة بعد أن فقدت خواصها القاتلة، وأن هذه المادة لم تعد تُشكل خطرًا، لأنها فقدت معظم خطرها الجرثومي خلال فترة وصولها من السماء إلى الأرض، لأن الطيران الحربي يحلق على مسافات عالية فوق الشام.
وأضاف، أن "استنشاق كمية كبيرة من هذه المادة يُسبب غثيانًا للبعض وصداعًا شديدًا، لكن هذه الأعراض ليست خطرة في المجمل، وتزول بعد مدة قصيرة، فيما نصح بوضع كمامات أو قطع قماش مبللة بالماء على الأنف، مع إغلاق الأبواب والنوافذ بشكل مُحكم.