البشير وديسالين يبحثان العلاقات الثنائية بين السودان
الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
عقد الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين مساء الأحد مباحثات مشتركة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقال البشير في تصريحات نقلتها الإذاعة السودانية الرسمية إن المباحثات تأتي في إطار اللقاءات المستمرة بين البلدين للتباحث بشأن المسائل التي تهم السودان
وإثيوبيا، مشيراً إلى أن المباحثات تناولت القضايا المتعلقة بالاتفاقيات التي وقعت بين السودان وجنوب السودان، فيما أكد ديسالين أن قضايا السودان وجنوب السودان من القضايا ذات الأولوية لبلاده، وأعرب عن أمله في نجاح الحوار في التوصل إلى حلول للقضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا.
وكشف ديسالين أنه يعمل مع الأطراف المعنية للإسراع في تنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين البلدين في أيلول/سبتمبر الماضي، وأنه سيتم تكوين لجنة لبحث الاتهامات المتبادلة، مؤكداً دعم بلاده للخطة التي تقدم بها رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي والتي وافقت عليها حكومتا السودان وجنوب السودان، وتهدف الخطة إلى تهيئة الأجواء من جديد لتنفيذ اتفاق البلدين، وتزامن ذلك مع زيارة نائب رئيس جمهورية جنوب السودان الدكتور رياك مشار إلى الخرطوم على رأس وفد وزاري في زيارة تستغرق يومين يبحث خلالها مطلوبات تنفيذ اتفاق البلدين.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير التقى قبيل مغادرته إلى أديس أبابا رياك مشار، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية الدكتور أحمد بلال عثمان في تصريحات له إن الحكومة على استعداد للتعاون الكلي وتطمين الإخوة في الجنوب على مخاوفهم إن وجدت، وأشار بلال إلى أن قرار إيقاف البترول إجراء اضطراري، وأعرب عن أمله في أن تنجح الزيارة في اختراق الأزمة الراهنة في علاقات البلدين، وجدد بلال استعداد الحكومة على تنفيذ اتفاق التعاون في ظل توفر الإرادة لدولة الجنوب والتزاماتها كاملة بتنفيذ اتفاقات التعاون.
ورحبت الخارجية السودانية بزيارة مشار، وقالت على لسان الناطق الرسمي باسمها السفير أبوبكر الصديق إن هناك فرصة لتجاوز الوضع الراهن مع دولة الجنوب، وتناولت المباحثات المشتركة بين السودان وجنوب السودان، الملفات الخلافية بين البلدين؛ من بينها قضايا دعم الحركات المتمردة والإيواء وملف النفط، وتنفيذ برتوكول التعاون المشترك باتفاقياته المختلفة ورأس وفد السودان في المباحثات النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه، فيما رأس رياك مشار الجانب الجنوبي، وأجرى الوفد الوزاري المرافق لمشار لقاءات في الخرطوم، حيث التقى وزير مجلس الوزراء السوداني أحمد سعد عمر بنائب وزير مجلس الوزراء في دولة جنوب السودان ويك مامير وتناول اللقاء العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، وبخاصة فيما يتعلق بنقل الخبرات والممارسات الإدارية الراشدة، كما التقى وزيرالنفط السوداني عوض أحمد الجاز نظيره الجنوبي استيفن ديو، وأكد اللقاء أهمية بناء الثقة بما يدفع استمرار التعاون.
وقال وزير النفط في جنوب السودان ليس هناك إشكالية في عودة العلاقات مجدداً، مؤكداً حرص بلاده وإصرارها على تنفيذ الاتفاق النفطي، وقال إن وفداً فنياً سيبحث القضايا العالقة سيصل إلى الخرطوم قريباً، مؤكداً أهمية التفاهم مع وزارة النفط السودانية، وكشف ديو أن الشركاء من الجانب الصيني سيكونوا حضوراً في إنفاذ الاتفاق.
والتقى وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الشؤون الإنسانية في دولة جنوب السودان جوزيف لوال.وأكد اللقاء على ضرورة توفر عوامل الثقة بين الطرفين لتنفيذ بنود الاتفافيات الثنائية لتحقيق الأمن والطمأنينة لمواطني البلدين، وبحث الجانبان أوضاع مواطني البلدين في كل بلد كما بحث الاجتماع أوضاع اللاجئين وتنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة في العمل الشرطي والإنساني فضلاً عن تنفيذ النقاط الحدودية المشتركة، ويختتم نائب رئيس جمهورية جنوب السودان زيارته إلى الخرطوم الاثنين ويعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه نتائج الزيارة، وإن كانت قد نجحت في التوصل إلى تفاهمات لصالح تنفيذ اتفاق البلدين.