عشرات الاصابات بعد قمع الاحتلال للمسيرات "يوم القدس العالمي"
رام الله ـ نهاد الطويل
قال المنسق الإعلامي لمسيرات بلدة كفر قدوم الأسبوعية شمال الضفة الغربية، مراد اشتيوي، في تصريحات صحافية، مساء الجمعة، إن مسيرات الجمعة جاءت منسجمة مع مسيرات عدة خرجت في جميع أنحاء العالم تضامنًا مع القدس في جمعة القدس، التي صادفت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وأكد اشتيوي لـ
"العرب اليوم" على أن التضامن الدولي مع مدينة القدس هو دليل على أنها مَحَطّ اهتمام أنصار السلام والحرية في جميع أنحاء العالم، داعيًا في الوقت ذاته، الأمتين العربية والإسلامية الوقوف عند مسؤولياتها في حماية المدينة المقدسة من الاحتلال وسياساته العنصرية.
وأصيب العشرات من المواطنين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق جَرّاءَ استنشاقهم للقنابل الغازية، كما جرى اعتقال آخرين خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من المسيرات السلمية التي خرجت لمناهضة الاستيطان والجدار وضد مشروع "برافر" في "جمعة القدس"، من محافظات الضفة الغربية، الجمعة.
ففي بلدة كفر قدوم قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرتها الأسبوعية التي نظمتها حركة "فتح" لمناسبة "جمعة القدس"، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق بينهم نساء وأطفال ومتضامنون أجانب، وذلك بمشاركة المئات من أبناء القرية، وعدد من المتضامنين الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين، وردد المواطنون الشعارات الوطنية المُندِّدة بسياسة الاحتلال الهادفة لتهويد القدس والمُقدَّسات فيها.
وقال الأهالي في بلدة بلعين جنوب الضفة الغربية: إن العشرات من المواطنين ومتضامنين أجانب أصيبوا بالاختناق الشديد أثر استنشاقهم غازًا مسيلاً للدموع في مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري في جمعة "لنقاوم مخطط برافر ونسقطه"، ونصرة للأسرى المضربين عن الطعام، وإحياءًا لـ "جمعة القدس".
وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في اتجاه المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة، محمية أبو ليمون، بالقرب من جدار الفصل العنصري، مما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق الشديد.
وتأتي مسيرات الضفة السلمية لمواجهة مخطط "برافر" الاستيطاني في النقب وإسقاطه، وتضامناً مع الأسرى وبخاصة الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام والأسرى المرضى، وإحياءً لـ "جمعة القدس".
وناشدت "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بلعين، أبناء الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، العمل على إسقاط مخطط "برافر" بتوحيد الجهود ورصّ الصف، لأن سياسة التهويد من قِبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي سياسة واحدة، والهدف منها مصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويدها سواء كانت في النقب أو في الجليل أو في القدس أو في الضفة الغربية، كما وتُحمّل "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بلعين المجتمع الدولي ومؤسسة الصليب الأحمر الدولية مسؤولية حياة الأسرى المضربين عن الطعام والأسرى المرضى، داعين إلى تضامن شعبي واسع للضغط على حكومة الاحتلال لإنهاء معاناة الأسرى وتلبية مطالبهم.
فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 متضامنين إسرائيليين أثناء قمعها لمسيرة النبي صالح الأسبوعية، والتي انطلقت من ميدان الشهداء وسط القرية باتجاه الأراضي المصادرة، وردد المشاركون الهتافات المنددة بالاحتلال والاستيطان، والمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسرى والرافضة لمخطط "برافر" الإسرائيلي لطرد الأهالي من النقب.
وأدّى عشرات الآلاف المواطنين الصائمين صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك.
وتوافد المصلون الفلسطينيون من الأراضي الفلسطينية كافة، باستثناء قطاع غزة المحاصر، منذ ساعات الصباح الأولى إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في باحاته، كما حضر فيه أعداد من المصلين السودانيين والأتراك ومن دول عدة إسلامية وعربية.
وقال مدير دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى في القدس، الشيخ عزام الخطيب، إن أكثر من 300 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، مشيدًا بدور دائرة الأوقاف وحراس وسدنة الأقصى وفرق الكشافة والمتطوعين الذين عملوا لتأمين راحة الوافدين إلى الأقصى.
وحالت الإجراءات الإسرائيلية، الجمعة، دون تمكن الآلاف من الفلسطينيين من الدخول إلى القدس، حيث منعت من تقل أعمارهم عن 40 عامًا، في حين لم تفرض أية قيود على دخول النساء من مختلف الأعمار، وشهدت الحواجز اكتظاظًا منذ ساعات الصباح الأولى.
وتميزت جمعة القدس بمصادفتها يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك التي يسميها المسلمون بـ" الجمعة اليتيمة" أو "جمعة الوداع"، وسط تأكيدات أن "القدس" هي عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية، ولا تنازل عنها مهما كان الثمن، وأن العرب والمسلمين مُطالَبين بشدّ الرحال لحمايتها والدفاع عنها.