عدد من المتظاهرين العراقيين في الموصل
بغداد ـ جعفر النصراوي
تظاهر آلاف العراقيين في مدينة الموصل شمال العاصمة العراقية بغداد، في جمعة أطلق عليها "لا نساوم"، منددين بالحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكي، فيما تظاهر الآلاف في الأنبار والفلوجة غربي العاصمة، في جمعة أطلق عليها "يد بيد نسترد الحقوق".
وطالب متظاهروا الفلوجة السياسيين السنة" بترك مناصبهم ووزاراتهم
للحفاظ على "دماء وأعراض أبنائهم"، فيما شبه خطيب الجمعة لهذا اليوم رئيس الوزراء بـ"فرعون"، وأكد أن "الله سيخسف به الأرض قريبًا".
ووجه إمام وخطيب الجمعة رسالة إلى مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي والشيخ عبد الملك السعدي لأن يجتمعا لإيجاد مشروع "يُحافَظ على أعراضنا، ويوحد كلمتنا، ويلبي حقوقنا من هذه الحكومة".
وخاطب مطر السياسيين الشيعة قائلاً "أما سياسو الشيعة فأقول لهم إني أراكم ياساسة الشيعة أنكم أيدتم المظاهرات التي خرجت في المنامة، والانتفاضة ضد ملك البحرين، وكأن القيامة قامت ولم تقعد، بالله عليكم ياساسة الشيعة هل عُذِبَ أهل البحرين مثلما عُذِبَ أهل السنة والجماعة، وهل اغتصبت نسائهم، وهل قتلوا على الهوية، وهل علقوا بالمراوح السقفية، وهل قتلوا بالدريلات (آلات الحفر الكهربائية)، ياساسة الشيعة إن الذي ذاقة العراقيون لم يذقه أحد من قبل ولا بعد".
وحمل المعتصمون حاملين لافتات مرسوم عليها صور رئيس الوزراء نوري المالكي تطالبه بالرحيل كتب فيها (ارحل قبل أن تُرَحل)، و(ارحل نكتبها بالعربية وإذا لم تفهمها، فلقد كتبناها بالفارسية).
وفي الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، تظاهر المئات من أهالي المدينة، مكتفين بالتنديد بعودة عدد من وزراء "القائمة العراقية" إلى جلسات مجلس الوزراء، واصفين إياهم "بالخونه"، ورفع المتظاهرون صورًا لوزير التربية محمد تميم، وزير الصناعة أحمد الكربولي، كتب عليها "لا للخيانة".
وفي سياق متصل، جددت حركة "انتفاضة أحرار العراق"، التي تسيطر على ساحة الأحرار في الموصل منذ أكثر من شهرين، الجمعة، رفضها التفاوض مع الحكومة العراقية، وأكدت أن من ظهروا في التفاوض لا يمثلون المعتصمين، كذلك السياسيين العائدين لـ"الاشتراك بالظلم والاضطهاد"، الذي تمارسه الحكومة على الشعب، مشددة على أنها ماضية قدمًا حتى دخول بغداد، للتظاهر والاعتصام والصلاة فيها وعدم التراجع حتى "إسقاط الحكومة الطائفية العميلة وإعادة كتابة الدستور".
وقال بيان "أحرار العراق"، الذي ألقاه رئيس اللجان التنسيقية حمد سلمان في ساحة الأحرار "إننا ندعو السياسيين المتورطين في لعبة العملية السياسية الهزيلة للانسحاب الكامل والفوري منها والسير في رَكب الشعب المنتفض، قبل فوات الأوان، لأن استمرارهم فيها يعني اشتراكهم في الظلم والاضطهاد الذي تمارسه الحكومة على الشعب"، داعيًا العشائر و العراقيين إلى التوجه إلى بغداد للتظاهر فيها حتى رحيل الحكومة.
وجدد سلمان في البيان رفض الحركة "لأي تمثيل عشائري يفاوض الحكومة"، مبينًا أن "المفاوضين لا يمثلون الشعب العراقي مطلقًا، وأن مفاوضاتهم المشبوهة لن تثني هذا الشعب العظيم الأبي عن الاستمرار في ثورته المباركة"، مؤكدًا "نحن لا نفاوض أي حكومة طائفية تتحكم بمصير العراق والشعب العراقي من خلال أجندة أميركية أو إيرانية، مطالبنا معروفة، نريد دستورًا جديد نكتبه بأيادينا".
يذكر أن حركة "انتفاضة أحرار العراق" تسيطر على ساحة الأحرار في الموصل، وساحة اعتصام الحويجة في كركوك، كما لها عددًا لا بأس به في ساحات اعتصام صلاح الدين، وعددًا آخر في ساحة اعتصام الفلوجة.
وتشكلت حركة "انتفاضة أحرار العراق" بعد انطلاق التظاهرات في الـ21 من كانون الأول/ديسمبر 2012 في محافظة الأنبار، والتي إمتدت إلى المحافظات السنية الأخرى، وتقود التظاهرات في مدينة الموصل ومحافظة كركوك، فيما تمثيلها أقل في تظاهرات الأنبار.