حالة تأهب قصوى تشهدها الحدود الجزائرية الليبية والمالية
الجزائر- خالد علواش
كشفت مصادر أمنية في الجزائر، الخميس، عن أن ، بعد تسرب معلومات تُفيد أن عملية إرهابية تمّ التخطيط لها في الاجتماع الأخير الذي ترأسه الإرهابي مختار بلمختار "بلعور" جنوب ليبيا، وحضرته قيادات من تنظيم "القاعدة" و"التوحيد والجهاد" وحركة
"العدالة من أجل أبناء الجنوب".
وأضافت المصادر نفسها، أن 7 إرهابيين لقوا حتفهم ليلة الثلاثاء الأربعاء، بعد عملية مطاردة في الصحراء قرب الحدود مع ليبيا، في منطقة أزجر في ولاية إليزي، فيما تواصل قوات الجيش محاصرة مجموعة إرهابية مجهولة العدد يقودها الإرهابي عبدالسلام طرمون، حيث تلقت وحدات الجيش الشعبي، برقية تحذّر من قرب وقوع عملية إرهابية كبيرة ضد هدف حيوي في الصحراء الجزائرية، حيث أشارت المعلومات الأمنية التي تم تداولها، إلى أن 3 مجموعات مسلحة تحاول التسلل إلى الجزائر عبر الحدود التونسية والليبية والمالية، لغرض تنفيذ اعتداء إرهابي تم التخطيط له قبل أشهر عدة.
أوضحت المصادر الأمنية، أن مجموعة إرهابية قصفت الأسبوع الماضي موقع تيقنتورين بسلاح "الدوشكا" المضاد للطائرات، مسببة في خسائر مادية، فيما لم يُسفر الاعتداء عن خسائر بشرية، في حين أرجع خبير أمني هذا الهجوم إلى تمويه الجماعات المسلحة لاستقطاب قوات الجيش نحو منطقة عين أميناس البعيدة عن مركز العبور في الدبداب بـ500 كلم، للسماح بدخول جماعات إرهابية محملة بأسلحة من ليبيا.
وتضمنت إجراءات الأمن المتخذة، تقليص العطل إلى أدنى مستوى، ورفع درجة تأهب مواقع الحراسة والخفارة، وتسيير المزيد من دوريات المراقبة قرب الحدود، ورفع عدد طلعات المراقبة الجوية لمواجهة أي طارئ حتى نهاية شهر رمضان، وهي الفترة التي يكثر فيها نشاط الحركات المسلحة.
وذكرت تقارير إعلامية، الخميس، أن قوات خاصة تابعة للجيش الجزائري تتدرب على عمليات تحرير رهائن في مواقع جبلية وعرة مشابهة لجبال تيغارغارا وإيفوغاس وإيزوغاك، وهو ما أعطى إمكان لجوء الجزائر إلى تحرير رهائنها لدى حركة "التوحيد والجهاد" باستعمال القوة، وأنه تم تشكيل لجنة خاصة مكوّنة من ضباط وخبراء من مديرية الاستعلامات والأمن، مختصة في تعقب آثار المجموعة التي اختطفت دبلوماسيين جزائريين في مدينة غاو شمال شرق مالي في نيسان/أبريل 2012، فيما تبقى المعلومات التي تحوزها اللجنة تتضارب بشأن مكان احتجاز الرهائن، ففي وقت تشير معلومات إلى أنهم محتجزون في عرق الشباشب شمال مالي في مخبأ سري أنجز أثناء سيطرة الفصائل السلفية على الإقليم وتم تجهيزه، توضح مصادر أخرى وجودهم في دولة مجاورة لمالي، لكن الفرضية الأقوى تشير إلى أن مخبأ الخاطفين يوجد في كتلة جبال إيفوغاس.
وتأتي هذه التطورات تزامنًا مع تهديد حركة "التوحيد والجهاد" بتصفية الدبلوماسيين الرهائن لديها، في حال رفض السلطات الجزائرية مقترح تبادل ثلاثة معتقلين في السجون الجزائرية ، أكدت مصادر أن من بينهم "أبو البراء" مقابل تسريح أحد الرهائن المحتجزين لديها منذ نيسان/أبريل 2012 في مدينة غاو شمال شرقي مالي، وكان ردّ الجزائر على لسان مستشار رئاسة الجمهورية كمال رزاق بارة، الذي أكد أن بلاده لا تقدم تنازلات سياسية، وتبقى وفية لمبدئها القاضي بمنع منح الفدية إلى الجماعات الإرهابية.