دمشق - جورج الشامي أعلنت الكتائب والألوية المشاركة في معركة "قطع الوريد عن معمل القرميد" فجر الثلاثاء عن اقتحام معمل القرميد إيذاناً ببدء انطلاق المرحلة الأخيرة من المعركة، وفي حلب وبعد سيطرة الجيش الحر على خان العسل بشكل كامل، أصبح الحر على مشارف الأكاديمية العسكرية وعلى مسافات قليلة من أحياء حلب الغربية، وأكدت مصادر أن المعركة أسفرت عن مقتل 500 عسكري من قوات الحكومة وأسر 600 آخرين بينهم كبار الضباط، فيما لا تقل معركة (صد العدوان) أهمية، بعد أن تمكن الثوار من السيطرة على الطريق العسكري الواصل بين السلمية في حماة وخناصر في حلب بهدف منع الإمدادات القادمة للحكومة باتجاه حلب، وفي دير الزور، قصفت قوات حكومية جامع العثمان للمرة الثانية خلال عام ودمرت أجزاء منه، فيما تبقى أحياء القابون وجوبر وبرزة ومخيم اليرموك في دمشق عرضة للقصف المدفعي والصاروخي.
وأعلنت الكتائب والألوية المشاركة في معركة أدلب التي تحمل اسم "قطع الوريد عن معمل القرميد" فجر اليوم عن اقتحام معمل القرميد إيذاناً ببدء انطلاق المرحلة الأخيرة من المعركة، وتمكن الجيش الحر من السيطرة على معمل "البطاطا" و"تل آسفن" القريبان على القرميد منذ بدء المعركة، وشددوا الخناق عليه وفرضوا حصاراً خانقاً انتهى بإعلان البدء عن الاقتحام.
وبعد مرور أسبوع على إعلان بدء المرحلة الثانية من المعركة وقيام الجيش الحر بقصف تمهيدي بالسلاح الثقيل على حاجز ومعمل القرميد وقيامهم بعدة عمليات في محيطة والسيطرة على معمل البطاطا وتل آسفن لفترة وجيزة ومن ثم التراجع بعد القصف العنيف عليهما، استطاع الحر الاثنين من إحكام السيطرة عليهما بعد إعلان اقتحام المعمل الذي يعد البوابة الرئيسية لدخول مدينة أدلب.
وتأتي المعركة بالتزامن مع عملية يقوم بها الجيش الحر في جبل الزاوية أيضاً للسيطرة على عدة حواجز تمهيداً للسيطرة على المنطقة بالكامل.
وكانت مجموعة من الألوية والفصائل قد اتحدت لحسم معركة لا تقترب نهايتها إلا بقطع كل خطوط الإمداد عن معمل القرميد، وذلك بعد قيام الثوار بتحرير حاجز معربليت والذي بتحريره يعزل معمل القرميد نهائياً عن نقاط وجود قوات الحكومة في محافظة أدلب ويصبح وحيداً محاصراً من الجهات كلها.
وبعد ليل منتصف الاثنين "فجر الثلاثاء" تمكن الجيش الحر من السيطرة على معمل البطاطا وتل آسفن مرة ثانية بعد أن تخلوا عنهما في المرة الأولى عند بدء العملية نتيجة القصف العنيف الذي تعرضا لهما من قبل الطيران الحربي، ويقع المركزان المستهدفان في الجهة الشرقية من القرميد وقد تم تحقيق إصابات فيهما حيث تم تدمير عدد من الآليات ومستودعات للذخيرة لتنتقل الاشتباكات بعد ذلك إلى أسوار معمل القرميد والذي أصبح شبه مدمر بفعل ضربات الجيش الحر.
ومنذ ساعات الصباح حاول جيش الحكومة فك الحصار عن معسكر القرميد، فأرسل ما يقارب الـ 100 جندي مع آلياتهم من معسكر المسطومة باتجاه معسكر القرميد وحاول استرجاع حاجز معربليت، كما حاول السيطرة على "مصيبين"، إلا أن عناصر الجيش الحر تمكنوا من صد الهجوم، وأمطروا معمل القرميد بقذائف المدفعية وقذائف الهاون.
ويعتبر معمل القرميد مكاناً لقيام قوات الحكومة بارتكاب الجرائم بحق القرى المحيطة به، حيث أن قوات الحكومة المتواجدة داخل معسكر القرميد تقوم منذ ما يزيد عن عامين وبشكل شبه يومي بقصف تلك القرى والبلدات بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، ما أدى حسب ناشطين إلى مقتل ما يزيد عن ألف شخص وتدمر مئات المنازل، كما حرم أصحاب الأراضي الزراعية من الذهاب إلى مزارعهم لجني محاصيلهم، كما أن أحد أهم الأسباب وراء اقتحام القرميد العمل على التخفيف من معاناة العديد من المناطق حيث أن قذائف المدفعية التي يتم إطلاقها من المعسكر تطال مدن سراقب وأريحا وجسر الشغور ومعرة النعمان وتفتناز، فحدثت مجازر عدة في الآونة الأخيرة منذ بدء إعلان المعركة في سراقب وأريحا قامت بها قوات الحكومة كفعل انتقامي لما يحصل في القرميد، وخرج أهالي مدينة سراقب بمظاهرة سيارة جابت المدينة فرحاً ببداية اقتحام المعسكر.
وفي حلب وبعد سيطرة الجيش الحر على خان العسل بشكل كامل، بعد معركة استغرقت 18 ساعة فقط، أصبح الحر على مشارف الأكاديمية العسكرية وعلى مسافات قليلة من أحياء حلب الغربية، وتم الهجوم انطلاقاً من منطقة الراشدين وعلى 5 مراحل، بدأها بتحرير خان العسل الجنوبي ثم الشرقي فالغربي، وأسفر عن مقتل قائد عمليات خان العسل العميد ركن حسن يوسف الحسن وأسر مساعده عميد ركن وأسر ضباط برتب مختلفة.
كما سيطر الجيش الحر بشكل كامل على جمعية الصحافيين ومبنى السماقية وما في محيطه من مباني، بالإضافة إلى بلدة خان العسل كاملة، في المرحلة الخامسة من معركة "المغيرات" وبالتالي بات الريف الغربي (كاملاً ) خالٍ من أي تواجد لقوات ميليشيات دمشق.
وأكدت مصادر أن المعركة أسفرت عن مقتل 500 عسكري من قوات الحكومة وأسر 600 آخرين بينهم كبار الضباط، وكان النقيب أبو جلال (قائد الفرقة التاسعة) قد أكد القضاء على القوات الحكومية جميعها في خان العسل والتي تتراوح أعدادهم ما بين 200 إلى 250 قتيلاَ، والتمكن من أسر عدد كبير من الجنود بينهم ضباط وعددهم قرابة 50 أسيرا، ومن بين الأسرى عدد من الجرحى تكفل الطاقم الطبي المرافق للحر بعلاج جرحى جنود الحكومة.
ولا تقل معركة (صد العدوان) أهمية، بعد أن تمكن الثوار من السيطرة على الطريق العسكري الواصل بين السلمية في حماة وخناصر في حلب بهدف منع الإمدادات القادمة للحكومة باتجاه حلب، ويقول الناشط (أبو عامر) المرافق لحركة أحرار الشام إن 60 قتيلاً من القوات الحكومية سقطوا في هذه المعركة إضافة إلى سقوط عدد آخر منهم أثناء محاولة رتل عسكري استعادة الطريق، وتمكن المرابطون هناك من تدمير سيارتين بمن فيهما ما أدى إلى تراجع بقية الرتل إلى مناطق حماة بعيداً عن حلب.
في جبهة أخرى، اقتحمت قوات الحر مباني تابعة لجيش الحكومة في قرية عزيزة المجاورة لمطاري حلب والنيرب، وهي تقع على بعد أمتار من الطريق الواصل بين المطار ومدفعية الراموسة ، ويتقدم الحر يومياً في هذه القرية ويحاول السيطرة عليها نظراً لأهميتها الاستراتيجية المجاورة لطريق إمداد الحكومة إلى نقاطه العسكرية داخل حلب.
وبعد سيطرة الحر على خان العسل فإنه يسعى للسيطرة على مدخل حلب الجنوبي، حيث يتمركز على بعد 6 كيلو مترات فقط من منطقة سيف الدولة، ويرى الخبير العسكري هشام خريسات المحلل الاستراتيجي في موقع (GBC news )، أن السيطرة على خان العسل تعني إمكان السيطرة على طريف حلب دمشق الدولي، وخان العسل هي آخر معاقل الحكومة بريف حلب الغربي.
ويفسر المحلل (خريسات) تفوق الحر في معركة خان العسل العملية "للمرة الأولى تطبق عملية عسكرية للحر في تلك المنطقة تحت قيادة عسكرية موحدة، رغم تنوع واختلاف الفصائل المؤلفة من 3 آلاف مقاتل، وللمرة الأولى أيضاً يستخدم الحر أسلحة ثقيلة بأعداد كبيرة منها راجمات صواريخ ثقيلة". ويؤكد أن عدداً من جنود وضباط الحكومة الذين فروا من معركة خان العسل قد لجؤوا إلى قاعدة السفيرة في معامل الدفاع، حيث تتركز مخازن للأسلحة الكيميائية، وإذا سقطت السفيرة ستسقط حلب بيد الثوار، لأنها تعني قطع إمدادات الحكومة عن حلب الغربية.
وفي دير الزور، قصفت قوات حكومية جامع العثمان للمرة الثانية خلال عام ودمرت أجزاء منه.
وذكرت مصادر محلية في مدينة دير الزور أن المدفعية الحكومية المرابطة على جبل دير الزور قصفت ليل الاثنين الثلاثاء جامع العثمان في حي المطار القديم، ودمرت مئذنته التي أعيد بناؤها خلال الأشهر الماضية بعد قصفها عندما دخل الجيش الحكومي إلى المدينة منتصف شهر رمضان العام الماضي.
وأضافت المصادر أن القصف هذه المرة استهدف المئذنة وكذلك مبنى الجامع.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في خطاب متلفز له إن قواته لم تقصف مئذنة الجامع وإنه سوف يتم إعادة بنائها .
من ناحية ثانية، قتل عدد من أفراد القوات الحكومية السورية وجرح آخرون في تفجير مقر لهم في حي العمال بمدينة دير الزور.
فيما تبقى أحياء القابون وجوبر وبرزة ومخيم اليرموك في دمشق عرضة للقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات الحكومة التي تواجه بمقاومة شرسة من قبل كتائب الجيش الحر منعتها من تحقيق أي اختراق يذكر، تحديداً في القابون وجوبر.
وفي ريف العاصمة قصف من الطيران الحربي واستهدف مدينة زملكا ومركز الإنعاش الريفي قرب قرية رأس المعرة بجبال القلمون وقصف عنيف برجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات ببيلا والزبداني وداريا ومعضمية الشام وبيت جن ودوما وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية واشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا.فيما تعرّضت مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية إلى قصف عنيف من قبل قوات الحكومة الثلاثاء، بالتزامن مع استمرار الحصار المفروض عليها واستمرار الاشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي على عدة جبهات.
إذ شهدت مدينة دوما قصفاً عنيفاً باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، ممّا أودى بحياة أربعة أشخاص على الأقل وسقوط عدد من الجرحى، فضلاً عن دمارٍ كبير في الأبنية وتصاعد أعمدة الدخان منها.
بينما شنّ الطيران الحربي غارتين جويتين على أطراف الغوطة الشرقية من جهة زملكا، ممّا أودى بحياة شخص وسقوط عدد من الجرحى، بينما بث ناشطون صوراً تظهر الدمار الذي وقع في الأبنية بمدينة عربين نتيجة استهدافها بالطيران الحربي، دون أن ترد معلومات عن وقوع إصابات.
وكذلك أودى القصف على بلدة مسرابا بحياة تسعة أشخاص وسقوط عدد كبير من الجرحى، بينما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات نتيجة الغارة التي استهدفت بلدة سقبا.
فيما سقط عدد من الجرحى نتيجة استهداف مدينة حمورية بقذائف الهاون، بعضهم إصاباته خطيرة، وذلك في ضوء النقص في المستلزمات والكوادر الطبية.
وبالتزامن مع ذلك تجدّدت الاشتباكات بين مقاتلي الجيش السوري الحر وعناصر قوات الحكومة في منطقة المرج وعلى أطراف المتحلق الجنوبي، كما قام الجيش الحر باستهداف مشفى الشرطة بعدد من قذائف الهاون.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الحكومة أقامت حاجزاً جديداً لتفتيش النساء بالقرب من المليحة، في خطوة جدّية من سياسة تشديد الحصار على الغوطة الشرقية.
وفي حمص لا يزال الوضع على حاله من القصف المركّز والعشوائي على أحياء حمص القديمة، وتحديداً أحياء الخالدية وجورة الشياح من قبل جيش الحكومة المدعوم بقوات حزب الله اللبناني.