آلاف المصريين يؤدّون صلاة عيد الفطر في "ميدان التحرير"
القاهرة، الدقهلية، الأقصر – أكرم علي، رامي القناوي، محمد العديسي
أدّى آلاف المصريين، الخميس، صلاة عيد الفطر المبارك في ساحة ميدان التحرير (وسط القاهرة)، تلبية لدعوة حملة "تمرد"، التي دعت إلى أداء الصلاة تحت شعار "عيد الاستقلال الوطني ضد التدخل الأجنبي"، فيما أدّى الرئيس الموقّت عدلي منصور، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ونائبه الفريق أول
عبد الفتاح السيسي، صلاة العيد في مسجد القوات الجوية التابعة للقوات المسلحة، في وجود عدد من الشخصيات العامة والرسمية أبرزهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في حين ظهرت زوجة الرئيس "المعزول" محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، حيث يعتصم أنصار مرسي، واعتلت المنصة الرئيسية للمعتصمين، لإلقاء كلمة على المصلين.
وكثّفت قوات الجيش والشرطة من انتشارها حول محيط الميدان، حيث انتشرت مدرعات الأمن المركزي في ميدان سيمون بوليفار، وانتشرت مدرعات الجيش في مدخل الميدان من ناحية ميدان عبد المنعم رياض والمتحف المصري، وقامت اللجان الشعبية بتأمين مخارج ومداخل الميدان، حيث أمّ الشيخ جمعة محمد علي المصلين في ساحة الميدان من أعلى المنصة الرئيسية.
وتوجّه خطيب التحرير بالدعاء لمصر وللقوات المسلحة بأن يوفقها الله في التصدّي للإرهاب، والعبور بمصر إلى بر الأمان.
ودعت حملة "تمرد" على صفحتها الرسمية إلى تظاهرات حاشدة عقب الصلاة في ميدان التحرير وقصر الاتحادية، دعمًا للحكومة المصرية ضد ما وصفته بالتدخل السافر للدول الأجنبية في الشأن الداخلي، والتأكيد على ضرورة تصدّي الحكومة لتلك التدخلات.
ومن ناحيتهم، أدى الرئيس الموقّت عدلي منصور، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي، ونائبه الفريق أول عبد الفتاح السيسي، صلاة العيد في مسجد القوات الجوية التابعة للقوات المسلحة، في وجود عدد من الشخصيات العامة والرسمية أبرزهم وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.
وأمّ الصلاة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وألقى خطبة دعا فيها لمصر والمصريين عقب الصلاة، حيث دعا جمعة أن "يؤلّف الله بين قلوب المصريين، وأن يُوحِّد كلمتهم، ويُصلِح أحوال المصريين".
فيما ظهرت زوجة الرئيس "المعزول" محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، حيث يعتصم أنصار مرسي، واعتلت المنصة الرئيسية للمعتصمين، لإلقاء كلمة على المصلين.
وقالت زوجة الرئيس "المعزول": "إن هناك بشرى من الله للمؤمنين والمتقين، مضيفة أن الناس تمكر، لكن الله خير الماكرين، وينصر عباده المخلصين، وتابعت: "الشعب المصري أثبت أنها إسلامية، ونحن من حزب الله الغالبين".
وأضافت مخاطبة المعتصمين في ميدان رابعة العدوية: "أبلغكم سلام الرئيس لكم، لم أره ولم أسمعه، لكن أعلم ما في قلبه لكم، وما يُكِنُّه تجاهكم".
وأشارت زوجة مرسي، قائلة "لم أره ولم أسمعه، لكني واثقة من عودته، وأحسب أننا من حزب الله الغالبين".
فيما أدى الآلاف من أهالي محافظة الدقهلية، صباح الخميس، صلاة عيد الفطر المبارك في مختلف الساحات التي خصصتها مديرية الأوقاف في الدقهلية، بحيث خرج الآلاف من أهالي المنصورة للصلاة في مسجد "النصر"، بحضور القائم بأعمال محافظ الدقهلية اللواء أحمد صالح الأدكاوى ،ومدير أمن الدقهلية اللواء سامي الميهي ومدير المباحث الجنائية العميد السعيد عمارة والسكرتير العام للمحافظة اللواء أحمد الخميسي ورئيس حي غرب المنصورة عبدالرحمن الشهاوي.
وذلك بعدما تم إلغاء الصلاة في استاد المنصورة الرياضي، بسبب إصلاحات في النجيلة الخاصة بملعب كرة القدم، والذي اعتادت القيادات السياسية والأمنية في المحافظة أداء الصلاة فيها وتهنئة الأهالي عقب الصلاة.
وفي مدينة طلخا، احتشد الآلاف من الأهالي لأداء الصلاة في ميدان وصفي في المنصورة، بعد قيام حركة جيل النصر وأعضاء شباب الثورة في المدينة، بتخصيص ساحة الميدان لأداء الصلاة بعد توافد الأهالي للمشاركة في أداء الصلاة.
فيما أدى المئات من السلفيين صلاة عيد الفطر في مسجد الجمعية الشرعية في المنصورة، بعدما أمهم الداعية الإسلامي الدكتور حازم شومان.
وفى قرية كوم النور التابعه لمركز ميت غمر، أدى المئات من أهالي القرية صلاة العيد في مسجد الرحمة، حيث أم المصلين الشيخ عبدالحليم محمد، والذي ألقى خطبة تحت عنوان "الإسلام دين السماحة واليسر".
وقال عبدالحليم محمد في خطبتة: إن من يسر الإسلام وسماحته أن جعل للناس أيام فرح وسرور، ومن هذه الأيام أيام عيد الفطر وعيد الأضحى، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "قدم المدينة ولهم يومان يلعبون بهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر".
وأضاف عبدالحليم أن "العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حِكَمٍ عظيمة، ومعانٍ جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأممُ في شتى أعيادها. فالعيد في معناه الديني شكرٌ لله على تمام العبادة، وفي معناه الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوةُ الغنيِّ، وضعفُ الفقير على محبةٍ ورحمةٍ وعدالةٍ من وحي السماء، عُنْوانُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتَّوسعةُ، فالعيد في الإسلام سكينةٌ ووقارٌ، وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار.
ودعا عبدالحليم خلال الخطبة الثانية جموع المصريين إلى "نبذ الخلاف وتوحيد الصفوف"، مستنكرًا "تدخل بعض الدول الأجنبية في الشأن الداخلي المصري"، قائلا: لن نسمح بتدخل الغير في شؤوننا، نحن دولة وطنية عريقة ذات حضارة وسيادة، ومن يستدعي الخارج فهو خائن لدينه ولوطنه، وليعلم الخارج أن الصراع في مصر صراع بين دولة مكونة من مؤسسات عريقة وشعب واحد في مواجهة قلة تحاول طمث الهوية المصرية، وعلى الغرب أن ينشغل بحاله ويترك مصر وشأنها.
ومن ناحية أخرى، ألغى أنصار المعزول إقامة صلاة العيد في منطقة ستاد جامعه المنصورة، بعد الاشتباكات التي اندلعت مساء الأربعاء، في المنطقة وقيام أنصار الجماعة بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش.
وبدأت الأحداث بعدما تجمع عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في منطقة حى الجامعة للسيطرة على المنطقة وإقامة سرادقات لأداء الصلاة وترهيب المواطنين في المنطقة، الأمر الذي رفضه الأهالي وقاموا بمطاردتهم.
وقام أعضاء "الجماعة" بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش وحاولوا اغتيال مصارع الأسود السيد العيسوي الشهير بأسد الميدان، بعدما قاموا بإطلاق الأعيرة النارية تجاهه، مما تسبب في إصابته بـ 3 طلقات، وتم نقله إلى مستشفى المنصورة العام لتلقي العلاج.
وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على 6 أشخاص من المنتمين لأنصار المعزول ووجههت لهم اتهامات بإثارة الشغب وحيازة أسلحة بيضاء وخرطوش.
في حين أدى عشرات الآلاف من أبناء محافظة الأقصر، الخميس، صلاة العيد في 15 ساحة و1020 مسجدًا على مستوى المحافظة. وذلك مع عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية وقيادات الشرطة.
وقال خطيب العيد في الأقصر حساني عرابي: إنه يجب على الحكماء في مصر أن يحتووا الجميع تحت راية مصر، وأن تكون المصلحة العامة هي الأساس، مشيرًا إلى أن "مصر محروسة، ولن تسقط مهما حدث". وأضاف أن "مظاهر العيد جمعت بين المؤيدين والمعارضين في أجواء رائعة نتمنى أن تنعكس في الحياة العامة، لما في ذلك مصلحة للجميع".
ودعا عرابي إلى "ضرورة تضافر الجهود كافة، من أجل العمل على عودة المعدلات السياحية إلى التدفق مرة أخرى". وأشار إلى "وجود الكثير من التحديات، التي يجب على الجميع التكاتف من أجل مواجهتها للعبور بمصر إلى طريق آمن يساهم في عودة السياحة إلى سابق معدلاتها".
وفي مدينة آرمنت، أدى الآلاف صلاة العيد في ساحة الشهداء وقام عدد من أعضاء "التحالف الوطني لدعم الشرعية" إلى "تنظيم وقفة"، للمطالبة بعودة الدكتور مرسي. كما نظم أيضًا العشرات وقفة في مدينة إسنا، للمطالبة بعودة شرعية الرئيس المعزول.