المفاوضات بين الحكومة المغربية والاحزاب المعارضة
الرباط – رضوان مبشور
يبدأ رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران الاثنين سلسلة جديدة من المفاوضات مع أحزاب المعارضة من أجل ترميم أغلبيته المفقودة إثر انسحاب حزب "الاستقلال" من الحكومة، بعدما جالس الأسبوع الماضي قادة أبرز الأحزاب السياسية المشكلة للمعارضة على رأسهم الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار" صلاح الدين مزوار
، والأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" مصطفى الباكوري، والكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي" إدريس لشكر والأمين العام لحزب "الاتحاد الدستوري" محمد الأبيض.
وأفادت مصادر مقربة من رئيس الحكومة المغربية لـ"العرب اليوم" بأن سلسلة المفاوضات الثانية مع أحزاب المعارضة ستقتصر فقط على حزب "التجمع الوطني للأحرار" الذي أبدى رغبه في الدخول للحكومة لتعويض حزب "الاستقلال" المنسحب، فيما عبر حزبا "الأصالة والمعاصرة" و "الاتحاد الاشتراكي" عن رفضهم التام الدخول في حكومة يتزعمها حزب إسلامي، فيما غضت أحزاب الائتلاف الحاكم الطرف عن حزب "الاتحاد الدستوري" بحكم أنه يتوفر فقط على 23 مقعدا برلمانيا، في حين يحتاج الائتلاف الحاكم ل 38 مقعد نيابي لتشكيل أغلبية جديدة.
وخاض حزب "التجمع الوطني للأحرار" طيلة الأسبوع الماضي سلسلة من الاجتماعات الداخلية في انتظار انعقاد المجلس الوطني للحزب في نهاية الأسبوع الجاري، للتأكيد على قرار الدخول الرسمي للحكومة، كان آخرها اجتماع بين قيادة الحزب وبرلمانييه مساء السبت في فندق حسان في الرباط، شرح من خلالها الأمين العام للحزب صلاح الدين مزوار لبرلمانييه ما دار بينه وبين رئيس الحكومة، ورغبة الأخير في ضم "الأحرار" إلى الحكومة.
وقال الناطق الرسمي باسم حزب "الأحرار" رشيد الطالبي العلمي في تصريح لـ"العرب اليوم" إن الحزب "يرفض فكرة تعويض حزب بحزب آخر أو تعويض وزراء مستقيلين بوزراء آخرين"، مؤكدا أن حزبه "يطرح حلولا عملية للخروج من الوضعية الاقتصادية والسياسية التي وصلت إليها البلاد"، مشيرا إلى أن "هناك مجموعة من الشروط مازال يتناقش فيها حزب (الأحرار) وسيبلورها في ورقة ستعرض على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في حالة ما إذا صادق المجلس الوطني للحزب بالإيجاب على مقترح الدخول للحكومة".
وفي مقابل ذلك اعترض عضو المكتب السياسي لحزب "الأحرار" المعطي بنقدور على التصريح الحكومي الذي تشتغل به الحكومة حاليا، داعيا إلى تغييره، مؤكدا أنه "لا يصور هموم الحزب وتصوراته اتجاه ناخبيه"، مشيرا إلى أن حزبه مستعد للدخول إلى الحكومة "إذا كان هناك ميثاق شرف يتعهد باحترام بعض مطالب (الأحرار) التي تضمنها برنامجه الانتخابي".