بيروت ـ جورج شاهين كشفت مصادر أمنية لبنانية واسعة الاطلاع بأن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أوقفت، عصر الأحد، أحد المشتبه بهم بالتورط في عملية خطف الطيار التركي ومساعده في بيروت، فجر الجمعة، الماضي، فيما حذر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حذر المراجع التركية في أكثر من مناسبة وقبل أيام قليلة بأنه بات لزاما كسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها عملية تبادل بعض من المخطوفين في إعزاز والسجينات السوريات  خاصة بعد الوساطة الأخيرة التي شارك فيها قطريون واتراك والتي كان من المتوقع ان تنتج بداية خريطة طريق في شهر رمضان.
فبعد يومين على اختطاف الطيار التركي ومساعده لم يظهر اي جديد  حتى مساء اليوم عندما اعلن مساء عن توقيف محمد احمد صالح أحد أقرب أحد مخطوفي إعزاز من اللبنانيين الشيعة التسعة المدعو جميل صالح على يد مجموعة من شعبة المعلومات في مكان ما من الضاحية الجنوبية بعدما ثبت اتصاله منذ العملية بعدد من الخاطفين او المشاركين في التخطيط للعملية التي ادت الى اختطاف الطيار التركي ومساعده كما قالت المعلومات المسربة من التحقيقات الأولية معه.
ووزعت مصادر المعلومات تحذيرًا من اهالي المخطوفين الى الشعبة وامهالها ساعة واحدة انتهت عند الثامنة والنصف من مساء للإفراج عن صالح قبل التحرك باتجاه المطار وعرقلة حركة الملاحة الجوية بعد أقل من ساعتين على توقيف صالح وسرعان ما تراجع الأهالي عن تهديدهم وانتشرت وحدات من الجيش على طريق المطار ومحيطه وسط استنفار شامل لمنع أي خلل أمني قبل أن ينتقل التهديد بالاعتصام أمام مبنى شعبة المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في محلة اوتيل ديو وسط الأشرفية في مدينة بيروت.
وعلم "العرب اليوم" من مصادر واسعة الاطلاع أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم حذر المراجع التركية في أكثر من مناسبة وقبل ايام قليلة بانه بات لزاما كسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها عملية تبادل بعض من المخطوفين في إعزاز والسجينات السوريات  وخصوصا بعد الوساطة الأخيرة التي شارك فيها قطريون واتراك والتي كان من المتوقع ان تنتج بداية خريطة طريق في شهر رمضان.
وحذر اللواء إبراهيم المسؤولين الأتراك من حجم الاحتقان الموجود في الشارع ولدى اهالي المخطوفين واصفا إياه بانه لم يعد يحتمل وانه بإمكان اي كان استغلال هذا الموضوع للقيام بعمل ما يهدد المصالح التركية وقد يكون ما حصل فجر الجمعة واحدا من الأحداث المتوقعة.
وتترقب الأوساط الأمنية ما هي التحركات الضاغطة التي كان سيباشر بها اهالي المخطوفين امام المصالح التركية ابتداء من صباح الأحد تنفيذا لتهديدات سابقة فقالت انها تقوم بتحركات موجعة ضدها لكن شيئا رسميا لم يعلن حتى ساعة متقدمة من ليل امس.
وتعليقا على توقيف صالح أعلن المفتي الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة قضية الزوار اللبنانيين المخطوفين في اعزاز، أن جهازا أمنيا لبنانيا أوقف ما بين السادسة والسابعة مساء الأحد، محمد صالح، وهو قريب لأحد المخطوفين، بينما كان في سيارته في نزهة مع عائلته.
وسأل زغيب في اتصال مع "الوكالة الوطنية للإعلام": على أي أساس تم توقيف صالح، وما هي الحجة والدليل القانوني لتوقيفه؟ وقال: "إذا كان توقيفه بزعم ضبط اتصالات في قضية خطف التركيين، فعليهم إذا إلقاء القبض على كل الشرفاء في لبنان".
وذكر أن أهالي المخطوفين في إعزاز يطالبون بإطلاق صالح، تحت طائلة تصعيد التحركات بدءا من الشارع، نافيا تحديدهم لأي مهلة لذلك، وأكد أن حالة غليان تسود صفوفهم وانه يعمل على تهدئتهم.
وقال: "قامت القيامة سابقا بسبب توقيف متهم بالإرهاب، وتجند وزراء ورؤساء لإطلاقه ونقله بسياراتهم، فبأي حق يلقى القبض ويتم توقيف شخص كل تهمته أن لديه قريبًا مخطوفًا منذ أكثر من سنة ولا من يسأل؟".