طائرة تجسس من دون طيار
لندن - سليم كرم
كشف الاتحاد الأوروبي عن مقترحات وخطط يسعى من خلالها "لامتلاك وتشغيل" طائرات تجسس من دون طيار وأقمار صناعية للمراقبة وطائرات كجزء من وكالة استخباراتية أمنية جديدة تحت سيطرة البارونة كاثرين آشتون، وتعتبر المقترحات المثيرة للجدل خطوة رئيسية نحو إنشاء هيئة عسكرية مستقلة للاتحاد الأوروبي
بمعداتها وعملياتها، ومن المرجح أن يكون هناك معارضة شديدة من قِبل بريطانيا.
وأكد مسؤولون لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن المفوضية الأوروبية وهيئة آشتون للعمل الخارجي الأوروبي تريد إنشاء أنظمة القيادة والاتصالات العسكرية لاستخدامها من قِبل الاتحاد الأوروبي في قضايا الأمن الداخلي وأغراض الدفاع، ووفقًا للمقترحات سيتم وضع خطط للشراء مع حلول الخريف.
وسيكون استخدام الطائرات من دون طيار للتجسس والأقمار الصناعية خاصًا "بسياسات الأمن الداخلي والخارجي"، والتي سوف تشمل استخبارات الشرطة، والإنترنت، وحماية الحدود الخارجية والمراقبة البحرية، وهو ما يزيد من مخاوف أن يكون الاتحاد الأوروبي في طريقه لخلق نسخته الخاصة من وكالة الأمن القومية الأميركية.
ووصف مسؤولون أوروبيون هذه الخطة بأنها استجابة عاجلة إلى الفضيحة الأخيرة، وهي مراقبة الاتصالات الأميركية والبريطانية، وذلك من خلال خلق كيان أمني خاص للاتحاد الأوروبي ووكالة للتجسس.
وأكد مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي أن "فضيحة إدوارد سنودن توضح لنا أن أوروبا تحتاج إلى قدرات خاصة للتحكم في أمنها الذاتي، وهذا الاقتراح هو خطوة أخرى نحو التكامل الدفاعي الأوروبي".
وقال الاقتراح "ستعمل اللجنة مع EEAS على التقييم المشترك للحاجات ذات الاستخدام المزدوج لسياسات الدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي".
وأكد مسؤول اللجنة الاقتراح، وقال: "وعلى أساس هذا التقييم، فإنه سوف يتم تقديم مقترحات عن هذه القدرات التي يحتاجها الاتحاد، وإذا ما كان يوجد ما يمكن أن يفي بها من الأصول التي يتم شراؤها مباشرة، التي يملتكها ويُشغّلها الاتحاد الأوروبي".
وتوجد بالفعل معركة ساخنة وراء الكواليس تقودها لندن ضد خطط إنشاء مقر العمليات العسكرية التابع للاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وتدعم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي آشتون، واللجنة وفرنسا - التي تساندها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا - كل هذه الخطط والمقترحات، وكل تلك المقترحات من المحتمل أن تأتي إلى ذروتها في معركة قمة الاتحاد الأوروبي في تشرين الأول / أكتوبر المقبل.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "نحن لن ندعم أي نشاط من شأنه أن يعني امتلاك أو سيطرة الاتحاد على أصول دفاعية أو قدرات استخباراتية".
وتتمتع بريطانيا بحق النقض "فيتو" ولكن هددت مجموعة البلدان باستخدام الآلية القانونية التي أنشئت بموجب معاهدة لشبونة لتجاوز بريطانيا، مما يخلق انشقاقًا كبيرًا في حلف شمال الأطلسي.
واتهم المتحدث باسم الأمن والدفاع الأوروبي جيفري فان أوردن اللجنة بأنها "مهووسة" بتعزيز "طموحات عسكرية خاصة بالاتحاد الأوروبي".
وقال: "سيكون من المقلق أن يصبح الاتحاد الأوروبي مبهمًا، وغير خاضع للمساءلة، وبيروقراطيًا في محاولة يائسة لتحويل نفسه الى دولة فيدرالية - والمحاولة في خلق قدرات على جمع المعلومات الاستخبارية من تلقاء نفسه". وتابع "إن هذا هو الشيء الذي يجب علينا أن نوقفه في مساره قبل فوات الأوان".
وصف زعيم حزب "الاستقلال" نايجل فرج خطط الاتحاد الأوروبي في الحصول على طائرات تجسس من دون طيار وأقمار صناعية بأنها "تنمية شريرة للغاية".
وقال: "هؤلاء قوم مخيفون للغاية، ويجب أن تحفز هذه الفضائح أي عاشق للحرية على وقف طموحات النخبة في الاتحاد الأوروبي".
وحذّر مفكّري أوروبا المفتوحة من أن الاتحاد الأوروبي "ليس له اي تفويض ديمقراطي للتحكم بنشاط وتشغيل قدرات عسكرية وأمنية. " وقال باول سويدليكي ، وهو محلل أبحاث في أوروبا المفتوحة :"الحقيقة هي ان الدول الأوروبية لها وجهات نظر مختلفة عن الدفاع وأفضل شيء يخدم ذلك هو التعاون الحكومي الدولي، وليس بمحاولة المفوضية الأوروبية بناء أمة".
وسيتم ربط طائرات التجسس من دون طيار بمشروع قمر التجسس الذي تبلغ تكلفته 3.5 مليار جنيه إسترليني والمعروف باسم " Copernicus كوبرنيكوس"، وسيقوم بتوفير "قدرات التصوير لدعم الأمن المشترك وسياسة الدفاع للبعثات والعمليات".
ومن المقرر أن يتم تشغيله من قبل وكالة الفضاء الأوروبية "كوبرنيكوس"، وهو جزء من نظام سنتينل للأقمار الصناعية، الذي يُكلف دافعي الضرائب البريطانيين 434 مليون جنيه إسترليني، وكان يُعرف سابقًا باسم "برنامج الرصد العالمي للبيئة ومشروع الأمن"، والذي من المقرر أن يبدأ العمل في العام المقبل.