رام الله ـ نهاد الطويل أكد الأمين العام لـ"الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" الدكتور حنا عيسى، أن سحب الاحتلال الإسرائيلي لهويات المقدسيين يُعد تطهيرًا وتهجيرًا صامتًا، وأن عمليات السحب الممنهجة تأتي في إطار السياسة الإسرائيلية الرامية إلى تهويد مدينة القدس، وتقليص الوجود العربي الفلسطيني إلى أقل نسبة ممكنة.
وقال عيسى، في تصريحات صحافية لـ"العرب اليوم"، الأربعاء، "في أعقاب ارتفاع عدد الفلسطينيين في القدس وبشكل ملحوظ، فقد تم سحب حق الإقامة الدائمة منهم في القدس، فيما فقد ما يقارب 20 ألف مقدسي حق الإقامة في المدينة، لسبب اشتراط الحكومة الإسرائيلية إقامتهم داخل الحدود المصطنعة للمدينة، وأن سلطات الاحتلال واصلت من خلال وزارة الداخلية الإسرائيلية ومساندة مؤسسة التأمين الوطني سحب هويات المقدسيين، حيث تم إلغاء حق الإقامة لأكثر من 4577 مقدسيًا خلال العام 2012م، إضافة لوضع سلسلة من الشروط التعجيزية التي تفرضها سلطات الاحتلال على المقدسيين، وذلك إثر اشتراط المحكمة العليا الإسرائيلية عام 1988 لاستمرارية الحق بالإقامة الدائمة، بأن تكون إقامة فعلية داخل حدود الخط الأخضر أو بلدية القدس، مما يُشكل عبئًا عليهم لإثبات ذلك، وهو ما يتناقض بشكل صريح مع ما يفرضه القانون الدولي على سلطة الاحتلال الموقت للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، حيث لا يجوز لسلطة الاحتلال طرد السكان المدنيين الأصليين من مكان سكنهم".
وقد اشتكى عدد من الفلسطينيين المقدسيين، أن سلطات الاحتلال شرعت وبشكل صامت في تحويل بطاقات الهوية المدنية الخاصة بالمواطنين المقدسيين إلى هويات موقتة، وذلك في خطوة تستهدف إنهاء وجودهم في المدينة المقدسة وإبعادهم عنها.
وأوضح مواطنون مقدسييون، أنهم عندما توجهوا لتجديد بطاقات هوياتهم، تفاجؤوا بتحويل الهوية إلى موقتة، حيث كتب عليها "الوضع: تصريح إقامة دائمة حتى انتهاء سريان المفعول"، وأنه عند انتهاء مفعول بطاقة الهوية يفاجأ المواطن بأنه قد لا يتم تجديد بطاقة هويته في حال عدم وجود إثباتات بأنه يقيم في القدس.
واستنكر القيادي في حركة "فتح" مسؤول ملف القدس في الحركة حاتم عبدالقادر، الإجراءات الإسرائيلية بحق المقدسيين، معتبرًا أن ذلك يستهدف الإنسان الفلسطيني المقدسي ومحاولة إسرائيلية لتهجير المقدسيين بشكل قسري، قائلاً "الوضع الفلسطيني كله على عتبة الغليان، وتوتر شديد بفعل الانتهاكات الشديدة التي تقع على الفلسطينيين في كل مكان، وتحديدًا في مدينة القدس المحتلة".
وقال عبدالقادر، في حديث إلى "العرب اليوم"، إن ما يجري حاليًا في القدس هو رسالة بأن المقدسيين سينتفضون إذا ما صعد الاحتلال انتهاكاته، فهي معادلة طردية، والأمر مهدد بالانفجار في أية لحظة".
وعن إمكان تسبب الإجراءات الاسرائيلية في اشتعال الوضع، والدور الذي تتحمله السلطة الفلسطينية في مواجة سياسات الاحتلال، أكد عبدالقادر أن "القيادة الفلسطينية تدرك أن الوضع الفلسطيني الحالي غير جاهز، وهناك الكثير من المعوقات لانتفاضة على الأرض، و أهم هذه المعوقات هو الانقسام الذي فتت البلاد، ولكن هذا لا يعني أن الجماهير لا تعبر عن غضبها".