واشنطن ـ يوسف مكي نشر البيت الأبيض الأميركي صورا للرئيس باراك أوباما وهو يمارس الرماية ، في محاولة لإسكات منتقديه ، داخل لوبي السلاح المؤيد لحرية حيازته في الولايات المتحدة ، والذين شككوا حتى في استخدام اوباما لسلاح ناري. وتشير الصور التي نشرت يوم الجمعة الماضي إلى قيام أوباما بممارسة الرماية في كامب ديفيد خلال شهر آب / أغسطس الماضي ، وذلك في أعقاب تصريحاته التي قال فيها بأنه استمتع بالرماية. إلا أن البعض شكك في أقواله وهو يبدى إعجابه بتلك الرياضة الأمر الذي تطلب تقديم دليل مصور على ذلك.

وقد نشر البيت الأبيض تلك الصور بعد شهرين تقريبا من مذبحة ساندي هوك واشتباك الديموقراطيين مع اللوبي المناصر لحمل السلاح في جدل بشأن المطالبة بفرض قيود على حمله، وخلال تلك المناقشات طالب اللوبي أوباما بتقديم الدليل على أنه استخدم يوما ما البندقية.

وكان الرئيس الاميركي قد أغضب المحافظين بسبب خططه التي ترمي إلى حظر حمل الأسلحة الهجومية في إطار إعادة نظر شاملة في قوانين حمل السلاح. وقد دعت إدارة أوباما إلى اتخاذ إجراءات جديدة لكبح جماح العنف الذي يتسبب فيه حمل السلاح، في أعقاب مذبحة إطلاق النار على أطفال مدرسة ساندي هوك الابتدائية في 14 كانون الاول ديسمبر الماضي واسفرت عن 26 قتيلا.
واستمرار غضب الشارع الأميركي هذا الاسبوع لهذه المأساة في الوقت الذي شهدت فيه بلدة نيوتاون اجتماع لجنه تضم 48 نائبا بولاية كونيكتيكت بشأن منع عنف الأسلحة وآمان الأطفال ، ركزت على سبل توفير الحماية والآمان للأطفال والصحة العقلية والعنف نتيجة حمل السلاح، وقد سادت جلسة الاستماع أجواءَا انفعالية اثناء تحدث أباء وأقارب الضحايا.

وكانت السيناتور ديان فينيشتاين الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا قد تقدمت بتشريع نال انتقاد أنصار حمل السلاح وتجري الآن مناقشات حول صياغة مسودة تنال رضا الطرفين.
وقد شكك البعض مثل السيناتور مارشا بلاكبيرن الجمهورية في معرفة أوباما بالرماية وتساءلت "لماذا لم نسمع من قبل عن معرفته بالرماية او نشاهد صورا له وهو يمارسها"، وأعربت عن تحديها له في الرماية والتفوق عليه فيها.
كما انتقده كذلك مايكل هامبتون المدير التنفيذي لجمعية الرماية الوطنية وقال أنه لا دليل رسميا على أنه شارك أو مارس الرماية.
كما حاول الصحافيون الضغط على السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جاي كارني لمعرفة تفاصيل في هذا الشأن ولكنه عجز آنذاك عن الرد وقال "أنا لا أدري ولكنني أعلم أنه يذهب إلى كامب ديفيد مع بعض الرفاق بانتظام ولست على يقين بأنه يمارس الرماية هناك أم لا".
وفي ظل هذه الإثارة الإعلامية قرر البيت الأبيض الإفراج عن صورة للرئيس وهو يرتدي الملابس غير الرسمية ويحمل بندقية ويصوبها على أهداف من الفخار في كامب ديفيد ، ويضغط على الزناد ويتصاعد من البندقية الدخان، وعلى الرغم من أن الصورة تعود لتاريخ 4 آب اغسطس 2012 إلا أنه لم يكشف النقاب عنها إلا يوم الجمعة الماضي لإسكات المنتقدين.
يذكر ان كلا من الرؤساء جون كيندي وجيمي كارتر وجورج دبليو بوش من بين رؤساء أميركا الذين ظهرت لهم صورا وهم يحملون اسلحة ويمارسون الرماية، وكان بوش ونائبه ديك تشيني يستمتعان بهذه الرياضة في كراوفورد في تكساس.