القاهرة ـ أكرم علي بينما خرجت مظاهرات واسعة في جميع أنحاء مصر، الجمعة، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية ان الرئيس السابق محمد مرسي - الذي احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لمدة ثلاثة أسابيع - يجري التحقيق معه في اتهامات بالتآمر مع حركة "حماس" الفلسطينية في حادثة اختراق السجن في العام 2011، فيما رآه حقوقيون مصريون قرارًا سياسيًا، في حين تنفي "حماس"  اقتحامها السجون المصرية وتتحدى وجود دليل واحد على ذلك.
وشوهدت هذه الاتهامات على نطاق واسع باعتبارها طلقة تحذيرية من قبل الحكومة الموقّتة والسلطات العسكرية، التي ضغطت على "الإخوان المسلمين" للتخلي عن مطالبها لإعادة مرسي.
ولم يكن هناك أيّ علامة على أن "الإخوان" ينوون التراجع، الجمعة، فقد تظاهر الإسلاميون على عشرات الطرق في القاهرة ومدن أخرى، وردّد بعض المتظاهرين هتاف "بالروح والدم نفديك يا إسلام"، في حين أن غيرههم رددوا اسم مرسي.
وفي الوقت نفسه، خرجت حشود هائلة إلى ميدان التحرير في القاهرة، وتجمّعت تحت أشعّة الشمس الحارقة، وبقيت حتى منتصف الليل لتهتف باسم وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بمرسي في 3 تموز/ يوليو، وكان دعا، الأربعاء، لتظاهرات واسعة حتى يعطيه الشعب "تفويضًا" لمحاربة الإرهاب.
وفي وقت مبكر من الجمعة، حلقت طائرات هليكوبتر عسكرية على ارتفاع منخفض فوق الحشود التي قابلتها بهتافات سعيدة، وعانق المتظاهرون الجنود الذين يحرسون مداخل الميدان، ووقفوا لالتقاط صور معهم.
وكانت هناك مخاوف على نطاق واسع من وقوع صدام عنيف بين المجموعتين، ولكن في المساء ظهرت اشتباكات خطيرة في مدينة الإسكندرية، حيث أفادت وسائل الإعلام المصرية بمقتل أحد المحتجّين.
وقتل ما يزيد على 200 شخص في الاشتباكات التي دارت على مدى الشهر الماضي بين مؤيدي ومعارضي "الإخوان"، وفي 8 تموز/ يوليو، أطلق الجنود النار على أعضاء جماعة "الإخوان" وقُتل 62 شخصًا.
ويجري التحقيق مع الرئيس المعزول مرسي، والذي يظهر بانتظام على لافتات ضخمة في مسيرات الإسلاميين في جميع أنحاء البلاد، في الاتهامات المتعلّقة بهروبه في العام 2011 من سجن وادي النطرون.
ووفقًا لتقرير نشر على الموقع الالكتروني لصحيفة "الأهرام" المصرية الرائدة التابعة للدولة يواجه مرسي اتهامات بالتآمر مع "حماس" في "أعمال عدائية"، بما في ذلك اختطاف وقتل ضباط الشرطة والجنود.
واكتسبت هذه الاتهامات - التي اثارها خصومه السياسيون لبعض الوقت - جاذبية قليلة حتى بعد أن أطيح بمرسي، وانتهت من قِبل جماعات حقوق الإنسان على أنها سياسية، وأُلقي القبض على مرسي في الأيام الأخيرة من حكم حسني مبارك، وبعد إطلاق سراحه قال في مكالمة تليفزيونية إنه كان من بين 30 عضوًا من حركته الذين تم تحريرهم من السجن من قبل رجال لا يعرفونهم.
ويمكن أيضًا أن يكون الهدف من الإعلان عن التحقيق هو تخفيف الضغوط الدولية على السلطات المصرية لإطلاق سراح مرسي. وانضم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء، للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهيئات الأخرى في الإعراب عن قلقهم إزاء اعتقال مرسي غير المبرر.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة عماد شاهين "هذا يساعد على جعل الاعتقال يبدو قانونيًا أكثر، وهو جزء من حملة للجيش للضغط على الإخوان".
واستنكر المتحدث باسم "حماس" صلاح البردويل، في بيان،  الاتهامات الموجهة لمرسي، وتحدّى المُدّعين المصريين في تقديم دليل على أن الجماعة متورطة في اختراق السجن.
وقال المتحدث باسم جماعة "الإخوان المسلمين" جهاد الحداد، الجمعة، إن التحقيق مع مرسي وصل إلى درجة التنصل من الثورة التي أطاحت بمبارك، وهو "ما قد يزيد من عدد من الناس الغاضبين على أرض الواقع".
وقال "وسوف يساعد ذلك في تعزيز إدراك أن دولة مبارك قد عادت".
وفي ميدان التحرير، معقل معارضي مرسي والذي ظل صامدًا لأسابيع الآن، بدا أن الخبر أثلج صدور كثيرين.
وقال إبراهيم عبد الرحمن، وهو متقاعد يبلغ من العمر 60 عامًا، بينما يقوم بالتلويح بعلم مصر: "مرسي ليس سوى مجرم، والشعب المصري سينتصر. الشعب والجيش والشرطة - ونحن جميعًا يد واحدة".