الجزائر ـ حسين بوصالح  كشفت التحقيقات الجارية مع 3 من عناصر التنظيم المسلح "الموقعون بالدماء" الذين تمّ توقيفهم أثناء عملية تحرير الرهائن من منشأة الحياة النفطية بعد الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له من طرف عناصر مختار بلمختار أن ثوار مدينة الزنتان في ليبيا كانوا وراء بيع الأسلحة التي استخدمت في الاعتداء على القاعدة الغازية بتيڤنتورين، من جهة أخرى تعرف عمال إلى هوية إحدى جثث الخاطفين حيث أكدوا أنه عمل سائقا بإحدى الشركات داخل موقع تيقنتورين.
وحجزت مصالح الأمن عقب العملية العسكرية أسلحة ثقيلة منها صاروخًا مضادا للطائرات المدنية مرفق بآلة حمله تعد الأولى من نوعها المستعملة في الاعتداءات الإرهابية، والتي تم الاستيلاء عليها خلال الأزمة الليبية، كما تم حجز 23 سلاح كلاشنكوف، وقذيفتي هاون، بالإضافة إلى صناديق من TNT، وكذا قنابل يدوية "قروناد".
وأضافت مصادر مطلعة بملف التحقيقات مع العناصر الإرهابية الموقوفة التي أكدت أن أبا البراء لم يقتل خلال القصف أو اجتياح الموقع، وهو أحد الموقوفين إضافة إلى أبي طلحة التونسي، كشفا أن محمد لمين بن شنب المدعو "الطاهر" هو من تفاوض مع ثوار الزنتان لشراء الأسلحة المستعملة خلال الاعتداء الأخير على منشأة تيقنتورين، وكان بن شنب رفقة المدعو "زيد" دليلا المجموعة المسلحة كونهما يعرفان جيدا تضاريس المنطقة.
وأكدت تصريحات الموقوفين الثلاثة أن مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس وأبو بكر المصري خططا لتنفيذ العملية وسلما الخطة لأبي البراء واسمه الحقيقي عبد القادر درويش وينحدر من ولاية تيارت، ومساعده محمد لمين بن شنب مؤسس حركة "الصحراء من أجل العدالة".
 وفي السياق ذاته، أكد مصدر أمني الأربعاء، أن أحد أعضاء المجموعة الإرهابية الخاطفة التي نفذت الاعتداء على موقع تيقنتورين، عمل في الماضي سائقا لإحدى الشركات العاملة في الموقع، وقال المصدر "إن أحد المهاجمين الذين قتلوا كان قد عمل سائقًا لدى إحدى الشركات العاملة داخل الموقع، واستقال من عمله قبل عام".
من جهتها، كشفت صحيفة غارديان البريطانية الأربعاء، أن أميركا عرضت على الجزائر المساعدة في أعمال المراقبة والدعم الاستخباراتي، مشيرة إلى أن طائرة استطلاع أميركية بدون طيار حلقت فوق منشأة عين أميناس أثناء حصارها لمراقبة الأحداث.
وعادت الغارديان للحديث عن البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الأميركية، والتي أكدت خلاله أن هناك "مؤشرات قوية" على تورط تنظيم القاعدة في المغرب العربي في الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي على حقل الغاز الجزائري، وأشارت الصحيفة البريطانية في تعليق إلى أن تلك المؤشرات تزيد من احتمال مشاركة أميركا في حملة مكافحة الحركات المتطرفة المسلحة في المنطقة، والتي تقودها فرنسا.
وكان المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل، قد أحجم عن القول بأن تنظيم القاعدة هو المسؤول عن الهجوم على منشأة الغاز في عين أميناس، لكنه وصفه بأنه "في مقدمة لائحة المشتبه بهم"، وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، خلال زيارته إلى لندن الجمعة الماضي إن هجوم عين أمناس من تدبير تنظيم القاعدة، داعيا إلى ممارسة الضغط على الشبكة الإرهابية.