الشيخ أحمد معاذ الخطيب
دمشق - جورج الشامي
شنّ رئيس ائتلاف المعارضة السورية المستقيل الشيخ أحمد معاذ هجوماً غير مسبوق على الائتلاف بوصفه مكاناً لتمرير قرارات لا تخدم السوريين، وقال في لقاء بثته قناة الجزيرة الانكليزية السبت"وكنت قد أصبحت شخصاً يوقع على قرارات لا تخدم السوريين فقررت تركه"، ويضيف قائلاً "هناك أشخاص أصبحوا أيادي
لتمرير قرارات لا تخدم سورية".
ووصفت قناة الجزيرة الإنكليزية حال رئيس الائتلاف المستقيل الخطيب صاحب الخطابات العاطفية في المحافل الدولية بـ"عصفور في قفص ذهبي"، كما وصفته القناة بصاحب المواقف المثيرة للجدل بدءاً من عرضه لمفاوضات مباشرة مع نظام الأسد إلى فضحه ما يدور داخل الائتلاف وحالة الانقسام التي تشعره بالحنق والأسى وفقاً لمقدمة البرنامج، لذا لم يعد يقوى على البقاء أكثر.
وعن حال الحكومة المؤقتة، قال رئيس الائتلاف المستقيل إن تشكيلها خضع لسجال بين دولتين إقليميتين، لكل منهما مرشحها وتريد تشكيل الحكومة وفقاً لرغبتها. "ولا أريد تسمية هذه الدول" ، لكن مُقدمة البرنامج باغتته بالقول "الكل يعلم أنك تقصد قطر والسعودية"، فضحك الخطيب وقال "لماذا تسألين عن أمر معروف، نحن لا نريد وزارة أو حكومة بل هيئة تنفيذية".
وعن التشكيلة قال الخطيب إن بعض الأسماء المطروحة تتم من قِبَل أفراد وأسماء أخرى من قبل دول و"أنا أرفض ذلك ويجب على جورج صبرا ورياض سيف وسهير أتاسي ومصطفى الصباغ أن يستقيلوا من الائتلاف ويعملوا في لجانه الأخرى وألا يشاركوا في اختيار الرئيس".
وعند سؤاله إن كان هناك تواصل مع النظام فأكد الخطيب عدم وجود تواصل مباشر معه ولكن عبّر عن ضرورة إجراء حوار مباشر، مشيراً إلى المبادرة التي طرحها من قبل ولكنها "حوربت من قبل البعض الذين يريدون إضعاف الدولة واستمرار القتال في سورية وإضعاف الثورة والدولة معاً".
وأكد الخطيب أن الأعداء أنفسهم يلتقون لإيجاد حل وهذا رأيناه عبر تاريخ العالم عند محاكمة العقل والسياسة، في إشارة إلى وجوب الحوار والتفاوض مع النظام السوري.
وعن طبيعة هذه المفاوضات الممكنة، أوضح الخطيب أنها لن تكون مع قيادات عسكرية بل مع جهات سياسية حاصلة على تفويض كامل من النظام لحل المشكلة ويجب ألا تكون شاركت في قتل الشعب السوري".
وعن المجازر التي تتعرض لها القرى السورية لا سيما قرية البيضا التي شهدت مجزرة طائفية على يد قوات الأسد وشبيحته، ألمح الخطيب إلى عدم مؤازرة بعض كتائب الجيش الحر لها لعدم تلقيها أوامر بذلك من الدول التي تساعدها وتدعمها.
ولخَّص الخطيب الموقف الدولي حيال الشأن السوري بسايكس-بيكو جديد تحاول من خلاله الدول الغربية إعادة تقسيم سورية وتحويله إلى بلد للأقليات ترعاها هذه الدول، وأشار إلى حال بلاد الشام قبل مئات السنين والسعي الغربي إلى إنشاء كيانات صغيرة وهزيلة تتقاتل مع بعضها. وإلى خلق نخب سياسية تتبوأ مواقع ومناصب وإمارات مزيفة يكون نتاجها مزيداً من الآلام للشعوب ومحاولة لكسر إرادتها.
ومنذ استقالة "الخطيب" الشهر الماضي، وكثير من الحبر سال لمتابعة استقالته، وذكرت بعض مواقع المعارضة أن شيخ الجامع الأموي من مؤيدي بقاء الأسد لنهاية فترته الرئاسية، وأنه على ارتباط مباشر مع القصر الجمهوري في دمشق.
ولكن ذكرت مصادر مطلعة أن النيابة العامة لمحكمة الإرهاب قامت بتحريك الدعوى العامة بحق الشيخ أحمد معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بجرم دعم وتشجيع الإرهاب وذلك استناداً لكتاب مُوجَّه من مكتب الأمن الوطني الذي يرأسه اللواء علي مملوك وذلك بعد الحصول على موافقة رئيس الجمهورية بشار الأسد.
وكان مكتب الأمن الوطني طلب في العام الماضي من المحامي العام الأول في دمشق عن طريق وزير العدل في كتب مماثلة تحريك الدعوى العامة في حق المئات من شخصيات المعارضة وفي مقدمهم جورج صبرا وبرهان غليون وعبد الباسط سيدا ورياض الشقفة والكاتب ميشيل كيلو والفنانة مي سكاف والناشط عمر أدلبي ورئيس الوزراء السابق رياض حجاب وفراس طلاس ومناف طلاس بتهم تصل عقوبتها إلى الإعدام.