تونس ـ أزهار الجربوعي أشرف رئيس الجمهورية التونسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، الدكتور محمد منصف المرزوقي،الثلاثاء، بثكنة محمد كشك فوج 11 مشاة ميكانيكية في محافظة القصرين، وسط غربي تونس، على مراسم تأبين الجنود الثمانية الذين لقوا حتفهم في كمين إرهابي نُصب لهم، مساء الاثنين، في منطقة جبل الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية.
 وأكد الرئيس المرزوقي في كلمة تأبين لضحايا الجيش، "أنه آن الوقت للطبقة السياسية أن ترتقي إلى تضحيات عناصر الجيش الوطني الأبي وأن تعلي مصلحة الوطن على أية مصالح أخرى".
  وقال رئيس الجمهورية في السياق ذاته " سنواصل خوض معركتنا ضد هذه العصابات الإرهابية وسنهزمها ولن نسمح لها بفرض أفكارها ونمط عيشها على التونسيين وسنتوفق في بناء عدالة اجتماعية في البلاد" مضيفا قوله "سننتصر في هذه المعركة بفضل جيشنا الوطني الذي لم تعطه المجموعة الوطنية حقه من الدعم والاعتراف حيث أنه آن الأوان لإعطائه الدعم المادي والمعنوي لكي يقوم بمهمته التاريخية المتمثلة في الحفاظ على هيكلة الدولة وعلى نمط حياة التونسيين المبني على الحرية والاعتدال والتسامح"
وشدد رئيس الجمهورية على أن الإرهاب يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجهها تونس اليوم، داعيا الجميع إلى التكاتف والتضامن للوقوف صفا واحدا في وجه هذا الخطر الحقيقي وصده، حفاظا على أمن تونس والتونسيين.
وبعد أن تمت تلاوة الفاتحة على جثامين الشهداء التي كانت مسجاة بالعلم الوطني، حيا الرئيس التونسي، قوات الجيش الوطني واستعدادها اللامشروط للذود عن الراية الوطنية والدفاع عن حرمة تراب البلاد والوقوف في وجه كل ما من شأنه أن يهدد أمن تونس والتونسيين.
وتم خلال موكب التأبين الذي حضره وزير الدفاع، رشيد الصباغ، ورئيس أركان جيش البر أمير اللواء، محمد الصالح حامدي، تكريم الشهداء بمنحهم الصنف الرابع من وسام الاستقلال.
وقتل الاثنين، ثمانية عسكريين تونسيين إثر كمين نصب لهم في مرتفعات الشعانبي وسط غربي البلاد، رميا بالرصاص فيما أكدت مصادر خاصة تعرض 3 منهم على الذبح، في جريمة هي الأبشع والأثقل حصيلة في تاريخ مواجهات الجيش التونسي مع الإرهاب.
وينتمي الضحايا الثمانية إلى فيلق القوات الخاصة من الفوج 11 مشاة ميكانيكية وهم العناصر الآتي ذكرهم :
الملازم أول نزار المكشر، والرقيب أول لطفي بن حسن العوادي، والرقيب ماهر بن عبد المجيد القاسمي، والرقيب الهادي بن احمد المسعدي، والرقيب طارق بالحسني عثماني، والرقيب مروان بن علي مشي، والجندي أول ياسين بن حمادي الهيشري فوج 11 مشاة ميكانيكية، والجندي متطوع ماهر بن محمد الهادي عمار.      
 وفي تعليقه على استهداف وحدات الجيش التونسي، اعتبر وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي أنه "اعتداء ارهابي يأتي في سياق حلقة تصاعدية جديدة لضرب استقرار تونس وأمنها وبث الرعب في صفوف المواطنين" .
وأعرب الجرندي عن ثقته في قدرة التونسيين في إفشال هذا المخطط الذي يستهدف أمن بلادهم ويرمي إلى إجهاض تجربته الديمقراطية ، لافتا إلى أن تونس تعيش في قلب منطقة تنشط فيها الاضطرابات الأمنية وتجارة الأسلحة ، الأمر الذي شجع على تنامي ظاهرة الإرهاب.
وفي القيروان، وسط البلاد، أعلنت جمعية أئمة المساجد، الثلاثاء، انها ستقيم صلاة الغائب إثر صلاة العصر في جامع عقبة ابن نافع الشهير، ترحما على أرواح شهداء الوطن، الجنود الثمانية الذين استشهدوا ليلة البارحة قبل صلاة المغرب في جبل الشعانبي من محافظة القصرين في كمين من طرف مجموعة إرهابية.
 وفي سياق التداعيات السياسية لاستشهاد 8 من الجنود التونسي في كمين إرهابي رميا بارصاص، عقد رؤساء الكتل وبعض المستقلين في المجلس الوطني التأسيسى الثلاثاء اجتماعا برئاسة رئيس المجلس الوطنى التأسيسى مصطفى بن جعفر، قرروا خلاله عقد جلسة عامة بعد غد الخميس لمناقشة الإعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية التي شهدتها البلاد.
 ودعا عدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي زملاءهم المنسحبين احتجاجا على اغتيال المعارض محمد البراهمي الخميس الماضي، إلى نبذ الخلافات والعودة لاستكمال المهمة التي فوضهم لها الشعب في انتخابات المجلس التأسيسي في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011.
  كما  تحول وفد يضم أكثر من 30 نائبا من المجلس التأسيسي التونسي، عصر الثلاثاء، إلى وزارة الدفاع الوطني لتقديم التعازي والاستفسار عن حيثيات وملابسات استشهاد ثمانة من العسكريين في كمين إرهابي رميا بالرصاص، قرب الحدود التونسية الجزائرية.
  وتعتبر عملية الشعانبي الصدمة الثانية أو "المصيبة" كما ارتأى الرئيس المرزوقي أن يسميها، في ظرف أسبوع ، ذلك أن الشعب التونسي والطبقة السياسية لم تتعاف بعد من تداعيات صدمة اغتيال المنسق العام لحزب التيار الشعبي النائب المعارض محمد البراهمي، رميا بالرصاص في بيته الخميس الماضي، في حادثة أكد رئيس الحكومة التونسية أنها من صنع أياد إرهابية تروم تجزئة الشعب التونسي وإفشال ثورته وتجربته الديمقراطية الناشئة التي شهد العالم بنجاحها وبأنها تسير على النهج الصحيح، في حين اعتبر الرئيس المنصف المرزوقي أن الشعب التونسي ونخبته السياسية بما فيها المعارضة التي تصر على المطالبة باسقاط النظام، أمام امتحان حقيقي لإنجاح الثورة التونسية ودرء المؤامرات الأجنبية التي تخشى المد الديمقراطي، عنها، مشددا على أن "المصائب الكبرى تصنع الشعوب الكبرى".