عنصران من الجيش اليمني
صنعاء - علي ربيع
أحبطت أجهزة الأمن اليمنية هجومًا شنه مسلحو "الحراك الجنوبي" للاستيلاء على المبنى الرئيسي لقوات الأمن في محافظة الضالع (جنوب اليمن)، تزامنًا مع مشاورات مستمرة لقيادات المعارضة الجنوبية في الخارج، لتوحيد موقفها بشأن مستقبل البلاد، في حين تعهد الرئيس هادي، الجمعة، بالاقتصاص للجنود، الذين قتلوا
وأصيبوا في اشتباكات مدينة الحديدة.
ووصل هادي إلى مدينة الحديدة، حيث التقى مسؤولي المحافظة، وأقارب القتلى والجرحى من الجنود، الذين سقطوا خلال اشتباكات مع أفراد عصابة مسلحة، يُعتقد أنها على صلة مع جهات نافذة، تحاول الاستيلاء على مساحات من الأراضي الخاصة بالسكان.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن هادي قوله "الضباط والجنود الذين ينتمون إلى محافظات إب والمحويت والجوف هم أبناء وشهداء الدولة، ولا بد من القصاص العادل، بموجب الشرع والقانون، وعلى القضاء سرعة البت في محاكمة هؤلاء، لينالوا جزائهم العادل والرادع".
وفي سياق متصل، زار هادي كتيبة الإنزال البحري "بلقيس"، وأشاد بمستوى الجاهزية والانضباط، وإطلع على طبيعة المهام في قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي.
في غضون ذلك، هاجم مسلحون من أنصار المعارضة اليمنية (الحراك الجنوبي) مقر الأمن الرئيسي في محافظة الضالع (جنوب البلاد)، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى إصابة جنديين على الأقل.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية، في تصريح لها على موقعها الإلكتروني، "إن مجاميع مسلحة قامت بإلقاء قنابل يدوية، وإطلاق النار من أسلحه خفيفة ومتوسطة على مبنى إدارة أمن الضالع، في محاولة منهم للاستيلاء عليها، كما قاموا بقطع الكهرباء المؤدية إليه، وإلى المباني المجاورة له"، موضحة أن "الأجهزة الأمنية تعاملت بمسؤولية وعقلانية، ولم تنجر وراء استخدام القوة، حيث عملت على الاتصال بالوجهاء والزعامات القبلية في المنطقة لاحتواء الموقف"، حيث تمكنوا من إجلاء المسلحين عن المبنى، دون الحاجة إلى اللجوء للعنف، مؤكدة أن "عدم لجوئها للرد بالمثل على المسلحين، يأتي في سياق تقديرها للحالة التي تمر بها المحافظة، وعدم الدفع بها إلى المزيد من التوتر"، مشيرة إلى أن "اثنين من رجال الأمن أصيبا في الهجوم، وتم إسعافهما إلى المستشفى، وهما في حالة جيدة".
وفي سياق منفصل، يواصل عدد من القادة الجنوبيين خارج اليمن مشاوراتهم في بيروت مع نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، لتوحيد مواقفهم بشأن العملية الانتقالية، والحوار الوطني الجاري في صنعاء، فيما بعث القياديان الجنوبيان البارزان في حزب "الرابطة" عبد الرحمن الجفري، ومحسن بن فريد العولقي، الجمعة، برسالة هامة لمستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، طالبا فيها بإتخاذ الخطوات لرعاية لقاء واسع لقوى المعارضة الجنوبية.
وقال القياديان في الرسالة، التي تلقى "العرب اليوم" نسخة منها، "نتطلع إلى إتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ ما جاء في بيان اللقاء التشاوري مع سعادتكم في دبي في ٩آذار/ مارس الماضي، بشأن التنسيق مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لرعاية لقاء جنوبي واسع".
يذكر أن المبعوث الأممي جمل بنعمر قد أطلع، الخميس، أعضاء مجلس الأمن الدولي، في جلسة مغلقة، على تطورات العملية الانتقالية في اليمن، وأكد في تقريره أن "حركة الغليان والعصيان المدني في جنوب اليمن باتت في تزايد كل يوم، لسبب شعور الناس بالإقصاء والظلم خلال عقدين من الزمن"، مطالبًا السلطات في صنعاء بإتخاذ "تدابير فورية" لإعادة الثقة للشارع اليمني في الجنوب.