الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
صنعاء ـ علي ربيع أكد ، الثلاثاء، أن أعمال مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في بلاده منذ قرابة ستة أسابيع، تسير بشكل إيجابي، مشيداً بجهود القوى السياسية المشاركة في الحوار الذي قال إنه "يقترب من النجاح الكامل". جاء ذلك، خلال لقاء جمعه، في القصر الرئاسي في صنعاء، مع مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بنعمر، والذي كان عاد الاثنين إلى صنعاء على رأس وفد من الخبراء في المنظمة الدولية، لمتابعة الإشراف على مجريات الحوار الوطني الدائر في اليمن، ضمن خطوات عملية انتقال السلطة التي كانت قد شملت تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحكم، بموجب خارطة طريق خليجية، قضت بانتخاب نائبه هادي رئيساً توافقياً لليمن في شباط/فبراير 2012، ومثلت حلاً لإنهاء موجة العنف والأحداث الدامية التي رافقت الاحتجاجات العام 2011 ضد نظام صالح. وقالت مصادر مطلعة في القصر الرئاسي اليمني حضرت اللقاء لـ"العرب اليوم"، إن اللقاء تضمن استعراض أهم الخطوات المنجزة حتى الآن على صعيد عمل الفرق المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني، كما تطرق إلى نقاش "انسحاب القيادي في المعارضة الجنوبية ونائب رئيس مؤتمر الحوار أحمد بن فريد الصريمة من المؤتمر، وسفره إلى سلطنة عمان. إضافة إلى "التشاور بشأن التحضيرات للقاء المرتقب الذي سيرعاه المبعوث الأممي بين القيادات اليمنية الجنوبية المعارضة المقيمة في الخارج والتي سبق أن رفضت المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني". وأكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، لقاء الرئيس هادي بالمبعوث الأممي بنعمر، وقالت"إن عودة الأخير إلى صنعاء تأتي "لمتابعة سير تنفيذ التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و2051". وأوضح الرئيس اليمني خلال اللقاء، أن الحوار الوطني في بلاده "يسير بصورة نشطة وإيجابية جدًا، وقال، إننا اليوم نقترب أكثر من النجاح الكامل وبانتظار النتائج المرجوة التي سيخرج بها المؤتمر والتي ستحدد معالم ومستقبل اليمن الجديد". كما أشاد هادي بكل الجهود التي تبذل من جميع القوى السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار، واعتبرها جهودا تصب في خدمة المصلحة الوطنية العليا وسيكون لها موقعها التاريخي وستحظى بتقدير واحترام الشباب والجيل الصاعد". ونقل المبعوث الأممي الذي يزور صنعاء للمرة الـ20 منذ أن بدأت مساعي الأمم المتحدة لنزع فتيل الأزمة اليمنية التي نشبت في العام 2011، للرئيس اليمني تحايا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على كل ما تم إنجازه، وبخاصة قرارات إعادة هيكلة القوات المسلحة". وقال بنعمر بحسب مانقلته عنه المصادر اليمنية الرسمية " إن تلك القرارات كانت ضرورية ومدرجة ضمن قرارات المرحلة الانتقالية من أجل تعزيز نجاحات الحوار الوطني الشامل، في إشارة منه إلى القرارات الرئاسية التي كان هادي أصدرها في العاشر من نيسان/إبريل المنصرم، وقضت بتوحيد الجيش وإعادة هيكلته وإقالة كبار قادته، بمن فيهم نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح، والجنرال علي محسن الأحمر الذي كان أعلن في 2011 انشقاقه بقسم من الجيش عن نظام صالح وانضم للحركة الاحتجاجية. وأكد جمال بنعمر، أن الأمم المتحدة تدعم كل خطوات وقرارات الرئيس هادي من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان وعلى أسس حددتها معالم المرحلة. وكان مؤتمر للحوار الوطني يعد هو الأشمل من نوعه والأكثر ترتيباً في تاريخ اليمن، انطلق في الـ18 من آذار/مارس الماضي، ضمن متطلبات خطة انتقال السلطة التي كانت اقترحتها دول الخليج ورعتها الدول الخمس والاتحاد الأوروبي بإشراف من الأمم المتحدة، حيث يشارك فيه 565 عضوا يمثلون مختلف القوى السياسية والأحزاب، يفترض أن ينجزوا خلال ستة أشهر أسساً جديدة لبناء الدولة، تتضمن دستوراً جديداً ينظم مستقبل اليمن، بما يكفل إنهاء النزعة الانفصالية في جنوبه وينهي التمرد الحوثي "الشيعي" في شماله، وصولاً إلى انتخابات عامة تنهي المرحلة الانتقالية في شباط/فبراير 2014.