وزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي
القاهرة ـ أكرم علي
وجه ، انتقادات حادة لرد الفعل الأميركي، متهما إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بتجاهل الشعبية المصرية وعدم تقديم الدعم الكافي وسط تهديدات بحرب أهلية. وقال السيسي في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية السبت، موجها حديثه لحكومة
الولايات المتحدة "لقد تخليتم عن الشعب المصري وأدرتم ظهوركم له، لذا فإنه لن ينسى ذلك".
وألمحت الصحيفة إلى أن السيسي تحدث بسخط عن الإدارة الأميركية، ويعتبر أنه الرجل الأقوى في مصر حاليا، كما أنه المتحكم أكثر من أي شخص آخر في اتجاه البلاد بعد عامين ونصف من الثورة.
وأكد السيسي في أول تصريحات صحافية له منذ عزل الدكتور محمد مرسي، أنه لا يطمح إلى السلطة ولا يترشح للانتخابات"، مشيرا إلى أن "الجدول الزمني المقرر للانتخابات سيمضي قدما كما هو مخطط له ورحب بالرقابة الدولية".
واقترح السيسي أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تجنب المزيد من إراقة الدماء في مصر، فعليها أن "تقنع الإخوان المسلمين بفك اعتصاماتهم، وإن الإدارة الأميركية لديها الكثير من النفوذ والتأثير على الإخوان المسلمين، وأود حقا منها استخدام هذا النفوذ لحل الصراع".
وأشار السيسي إلى أنه واجه مشكلات مع مرسي منذ يوم تنصيبه رئيسا في 2012، وقال "لم يكن مرسي رئيسا للمصريين كلهم، لكن رئيس يمثل أتباعه ومؤيديه".
وأضاف السيسي قائلا "أهم إنجاز في حياتي هو التغلب على هذه الظروف وضمان أن نحيا بسلام ونستمر في خريطة الطريق ونكون قادرين على إجراء الانتخابات دون إسالة قطرة دماء مصرية واحدة"، مضيفا "حب الناس هو أهم شيء بالنسبة لي".
وأكد السيسي أن تدخل الجيش المصري في 3 تموز/يوليو الماضي لعزل مرسي كان لمنع حرب أهلية محتملة، وقال "لو لم نتدخل لانقلب الأمر إلى حرب أهلية".
وأشار السيسي إلى أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل يتصل به بصورة شبه يومية، لكن الرئيس أوباما لم يتصل به ولو مرة واحدة منذ عزل مرسي.
وانتقد السيسي تأخير الولايات المتحده توصيل طائرات إف- 16 إلى مصر، قائلاً "هذه ليست طريقة مناسبة للتعامل مع جيش وطني".
وأضاف أن الولايات المتحدة قادرة على لعب دور أفضل لحل الوضع الحالي، قائلا "إن الإدارة الأميركية لها تأثير قوي على الإخوان المسلمين، وأنا أتمنى أن أرى الإدارة الأميركية تستخدم هذا التأثير من أجل حل الصراع الحالي".
وأكد قائد الجيش المصري أن أوباما يجب أن ينظر الآن إلى الحقيقة، وتساءل "هل تريد أن تستمر في عدم الالتفات إلى الشعب المصري؟".
وعلقت حملة "تمرد" على تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى بخصوص عدم تطلعه لمنصبة الرئيس، قائلة "إنها تؤكد ما جاء فى بيان القوات المسلحة التي أعلنت فيه خارطة الطريق، وأكدت عدم تطلعها للسلطة مطلقاً".
وأكدت الحركة في تصريحات لها أنها "تدعم تصريحات السيسي فيما يخص الموقف الأميركية، وأن الحركة لا تنوي مقابلة أي من ممثلي الإدارة الأميركية".
وقال عضو جبهة الإنقاذ الوطني محمد عبد اللطيف لـ "العرب اليوم" إن الفريق السيسي أكد لكل من يريد زرع الاحتقان بين المصريين أنه لا يرغب في السلطة ويهدف لحماية البلاد أولا وأخيرا.
وأضاف عبد اللطيف أن الفريق السيسي وجه صفعة للإدارة الأميركية بعد الموقف التي اتخذته مع أحداث 30 حزيران/يونيو.
وقال أستاذ العلوم السياسية محمد عبد العظيم، إن تصريحات السيسي تعتبر أقوى تصريحات مصرية للإدارة الأميركية، ووجهت صفعة قوية لها بعد موقفها مع أحداث 30 حزيران/يونيو.
وأضاف عبد العظيم لـ "العرب اليوم" أن الفريق السيسي قطع الطرق على كل من مشعلي الفتن بأنه لن يترشح للرئاسة وأن الحكم المدني هو الذي سيترسخ في مصر بعد المرحلة الانتقالية.