دمشق - جورج الشامي أكد مقطع فيديو، بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعية، تحت عنوان "اشتباكات تتحول إلى (دبكة) في حضور الطبال في حي الشيخ مقصود في حلب"، والذي حقق أكثر من 40 ألف مشاهدة في أقل من 24 ساعة، عدم وجود فكر متطرف بين المقاتلين في صفوف المعارضة، تاركًا أثرًا كبيرًا لدى المتابعين والثوار.
ويُظهر الفيديو عددًا من المقاتلين في الجيش "الحر"، وهم يرقصون على أنغام الطبل، بعد لحظات من اشتباكات مع قوات النظام، ويظهر معظم مقاتلي الجيش "الحر" ملتحين، ومن أصحاب التوجه الإسلامي، يرقصون ويغنون ويضحكون، الأمر الذي أثار ردود فعل كثيرة ومتنوعة، في معظمها وصلت إلى نتيجة واحدة بأن التطرف ليس ظاهرة في سورية، بل هو الاستثناء.
رصد "العرب اليوم" بعضًا من هذه التعليقات وردود الفعل، حيث قال الصحافي والناشط المعارض إياد شربجي "ولو أن الصورة قد لا تشي بكل شيء، إلا أنها مناسبة لقول هذا الكلام، وتوجيه هذه الرسالة (هؤلاء هم من يمثلوننا، أولاد البلد الحقيقيين البسطاء، الذين يشبهوننا، ويشبهون أنفسهم قبل كل شيء، والذين وضعوا روحهم على أكفهم، فقط ليحرروننا و يعيدوا لنا الفرح، الذي سرقته عصابة الأسد".
فيما كتب ناشط آخر "هؤلاء الذين يدارون ذخيرتهم الشحيحة، ولا يخضعون لأجندات المال السياسي والعقائدي، لا يمكن أن يصدر منهم في النهاية إلا الخير، مهما رؤوا من عنف، طالما روحهم السورية حاضرة، ومهما بلغ الغضب من بعضهم، فإنك تستطيع أن تستخرج روحه الطيبة بكلمتين رقيقتين، أراهن بكل شيء، أن أحد هؤلاء عندما يرتكب خطًأ يعود إلى نفسه ليلاً ويقول في سرّه (ليش أنا عملت هيك)، ثم يقوم فيصلي ركعتين ويستغفر ربه، هؤلاء هم جيشي الحر، أستأمنهم على روحي، ولا أخشى منهم غدرًا، يعيش إيمانكم أيها الأبطال، تعيش ابتساماتكم، تعيش سوريّتكم، يعيش طهر قلوبكم وتوقكم للحرية، يعيش الجيش الحر الشريف ابن البلد، الذي يقاتل خارج الأجندات، يعيش يعيش يعيش".
فيما علّق آخر "بالله عليكم شاهدوا هذه الرقصة من الجيش الإسلامي، الذي أرعب العالم، ويتساءلون لماذا المجاهدين الأجانب يهربون من سورية، وأجيب أنه من المؤكد أنهم هربوا من الشباب المحب للحياة، بكل ما تعني الكلمة من معنى".
الفيديو الجديد، الذي سبقه فيديوهات مشابهة في الأشهر الماضية، حقق في نشره لليوم الأول على موقع "يو تيوب" أكثر من 40 ألف مشاهدة، فيما تناقله السوريين في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وكتب أحدهم على صفحته "الشعب الذي يحب الكيف، وضرب السيف في وقت واحد، الله يحميكم"، فيما كتبت شابة سورية "هذا الفيديو جعلني أبكي"، وعلّق آخر "يريدون مبايعتنا للقاعدة، خسؤوا، نحن أركعنا من هو أكبر من القاعدة بفضل الله".
هذا الفيديو وغيره من الفيديوهات المشابه تلقى صدى كبيرًا بين أطراف المعارضة، لما تحمله من معنى ضمني، يؤكد أن السوريين، بمختلف أطيافهم ومشاربهم، لا يحملون أي فكر متطرف، ولا ينتمون إلى أي تنظيم جهادي أو تكفيري.
يذكر أن عددًا من الدول الكبرى، على رأسها أميركا وبريطانيا وفرنسا، أبدت تخوفها من انتشار الفكر الإسلامي المتطرف بين مقاتلي المعارضة السورية، لاسيما بعد دعوات لإقامة الدولة السورية العراقية الإسلامية، ولكن في المقابل أكّدت المعارضة السياسية، في أكثر من مرة، أن الفكر المتطرف لا يُشكل قاعدة، بل هو استثناء، لبعض الحالات، ورفضت "لجان التنسيق المحلية" وكتائب إسلامية مقاتلة، أبرزها "لواء التوحيد" دعوات "القاعدة" ومبايعة "النصرة"، وكان أبرز التصريحات بشأن هذا الموضوع من رئيس الائتلاف الوطني المعارض المستقيل معاذ الخطيب، حيث قال "العالم ينظر إلى طول لحى المقاتلين وينسى الدماء التي تسيل".