أمير "القاعدة" في منطقة الصحراء عبد الحميد أبو زيد
الجزائر ـ حسين بوصالح
تضاربت الأنباء بشأن مقتل في شمال مالي، على الحدود الجزائرية، ففي الوقت الذي ذكرت مصادر أمنية أن أمير كتيبة طارق بن زياد لقي حتفه إثر قصف جويّ شنته القوات الفرنسية، صرح الجمعة الرئيس التشادي إدريس ديبي بعد مراسم تشييع جنود تشاديين
قتلوا في الاشتباكات في مالي بأن "القوات التشادية هي من قتلت اثنين من قادة الجهاديين، أحدهما أبو زيد"، في حين كشفت مصادر أمنية جزائرية أنها تعرّفت على السلاح الشخصي للقيادي أبو زيد مما يرجح فرضية مقتل القيادي في القاعدة.
وقال الرئيس إدريس ديبي "أن بلاده فقدت جنوداً في جبال إيفوغاس، بعد تدمير قاعدة جهاديين، لقد كانت أول مرة تكون فيها مواجهات وجهاً لوجه مع مسلحي التنظيم الإرهابي، وأكد أن "الجنود التشاديين قَتَلُوا اثنين من قادتهم أحدهما عبد الحميد أبو زيد"، وكان 26 جندياً تشادياً على الأقل قُتِلوا في اشتباكات عنيفة في جبال تيغرغار في شمال مالي، ويُعتقَد أن أمير كتيبة طارق بن زياد كان من بين عددٍ كبيرٍ من الإرهابيين الذين لجأوا إلى مغارات منطقة إيفوكاس الحدودية مع الجزائر.
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر أمنية مسؤولة أن ضباط أمن جزائريين فحصوا ولم يتأكدوا من أوصاف الجثة التي كانت في حالة تفحم، في حين تعرفوا على سلاحه الشخصي الذي كان بحوزة الفرنسيين، في وقت كشف مسؤول أمني إلى "العرب اليوم" السبت، أن "حقيقة مقتل أبو زيد ستتجلى عقب ظهور نتائج الفحص النووي لأقاربه ومطابقتها مع الحمض النووي للجثة"، وكانت مصالح الأمن الجزائرية سارعت الخميس إلى إخضاع اثنين من أقارب أمير الصحراء في تنظيم القاعدة محمد غدير المكنى "عبد الحميد أبو زيد" لفحص الحمض النووي.
ولم يؤكد ضباط الأمن الذين انتقلوا إلى شمال مالي لغرض التعرف على الجثة لسبب عدم تطابق كل الأوصاف للقيادي في تنظيم القاعدة، في الوقت الذي أعلنت القوات الفرنسية أن لديها 10 جثث لإرهابيين جزائريين تم القضاء عليهم في العملية الأخيرة يعتقد انتماؤهم لكتيبة طارق بن زياد التي فرت من مدينة تمبكتو إلى جبال إيفوكاس للتحصن في مغارات المنطقة، لكن إصرار مقاتلي القاعدة على نقل الجثث أثناء المواجهة وسحبها من موقع القتال رغم قوة النيران، أكد للمشرفين الفرنسيين على العملية العسكرية أن الأمر يتعلق بجثة قيادي كبير في القاعدة .
واضطرت القوات التشادية والمالية التي واجهت الجماعات الإرهابية براً، لخوض قتال عنيف من أجل انتزاع عدد من الجثث من أرض المعركة، وتكاد إحدى الجثث تتطابق مع الشكل المورفولوجي لعبد الحميد أبو زيد، وكشفت مصادر من حركة تحرير أزواد أن أمير الصحراء في تنظيم القاعدة لقي حتفه في غارة جوية في جبل تيغرغار شمال مالي.
ويرى محللون سياسيون أن التزام فرنسا الصمت عقب انتشار خبر مقتل أبو زيد يرجع لتخوفها من انتقام إرهابي لرعاياها الذين اختطفوا الأسبوع الماضي، وصرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الجمعة قائلا " أن العملية التي بدأت في 11 كانون الثاني/يناير الماضي لمطاردة الإرهابيين في جبال إيفوكاس شمال مالي متواصلة وهي حاليا في مرحلتها الحاسمة"، دون التطرق إلى تأكيد خبر مقتل أمير القاعدة أو نفيه.
والتحق عبد الحميد أبو زيد واسمه الحقيقي غدير محمد، بالعمل المسلح في العام 1993 وكان من طلائع الكتائب الناشطة في الصحراء، والذراع الأيمن لأمير التنظيم عبد المالك درودكال في الصحراء، وأسس إحدى أقوى الكتائب المسماة طارق بن زياد، ويعتبر أبو زيد أحد أخطر قيادات التنظيم المطلوبين لدى الشرطة الدولية "الإنتروبول".
وكان أبو زيد رجل الثقة لدى عبد الرزاق البارا، حيث قام بعمليات إجرامية عدة في منطقة الساحل، تمثلت في اختطاف سياح أجانب ، حيث كان الرأس المدبر لعملية اختطاف 32 سائحاً أوروبياً في جنوب الجزائر في العام 2003، كما قام في شباط /فبراير 2008 باختطاف نمساوي وزوجته في الصحراء الجزائرية وأيضا سياح أوروبيين منهم أدوين دير، في مالي في العام 2009 .